شهدت العلاقات الباكستانيةالأمريكية تطورًا جديدًا, في ظلّ أجواء التوتر فيما بين البلدين على خلفية مقتل جنود باكستانيين في غارة لحلف الناتو, حيث أخلت القوات الأمريكية قاعدة شامسي العسكرية في إسلام آباد، كما هدد قادة عسكريون بإسقاط أية طائرة أمريكية تخترق المجال الجوي للبلاد. وقال مسؤولون في الجيش الباكستاني إنّ 51 من أفراد القاعدة الجوية الأمريكية، أخلوا القاعدة ونقلوا الطائرات بدون طيار وغيرها من المعدات معهم، لافتين إلى أنّ الجيش الباكستاني تسلم القاعدة. وقاعدة شامسي الجوية، التي مول بناءها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الراحل عام 1992، هي واحدة من قاعدتين قدمتها باكستان للولايات المتحدة من أجل عملياتها في المنطقة. من جهته، هدّد مسؤول باكستاني رفيع المستوى في تصريحات له من أن إسلام آباد تعتزم إسقاط أية طائرة استطلاع أمريكية تنتهك مجالها الجوي. ونقلت قناة «إن بي سي نيوز» عن المسؤول الباكستاني الذي لم تكشف عن اسمه أنّه بموجب سياسة دفاعية جديدة «سيعامل أي جسم يدخل مجالنا الجوي بما فيها طائرات الاستطلاع الأمريكية، كجسم معادٍ ويتم إسقاطه». وكان رئيس الوزراء الباكستاني يوسف جيلاني قد حذر، الجمعة الماضية، الولاياتالمتحدة وحلفاءها في الحلف شمال الأطلسي «الناتو» من أن أي هجوم عبر الحدود في المستقبل سيقابل ب»رد مؤذ». ونقل البيان عن جيلاني قوله أثناء لقائه رئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني : إن «الحكومة الديمقراطية لن تسمح بهجوم مماثل على سيادة البلاد وإن أي محاولة في المستقبل ستلقى حتما ردا مؤذيا». وأضاف جيلاني أن «حكومة باكستان وشعبها مستعدان لمنح القوات المسلحة كافة الموارد اللازمة لتعزيز دفاعاتها وقدراتها المهنية». وكانت العلاقات الأمريكيةالباكستانية قد تدهورت أكثر الشهر الماضي حينما أسفرت ضربة جوية نفذها حلف شمال الأطلسي المحتل عبر الحدود من أفغانستان عن مقتل 24 جنديا باكستانيا في غارة جوية شنتها طائرات تابعة للناتو على مركزي اتصال للجيش الباكستاني. وكان مسؤولون أمنيون باكستانيون قد صرحوا في وقت سابق أنهم عززوا دفاعاتهم الجوية على الحدود مع أفغانستان حتى يتسنى لها إسقاط الطائرات التي تخترق الأجواء الباكستانية. وأبلغ كياني رئيس الوزراء بالخطوات المتخذة على حدود البلاد الغربية لتعزيز القدرات الدفاعية بهدف الرد بفاعلية على أي توغل للأجواء أو الأراضي الباكستانية في المستقبل. وحذر مدير العمليات العسكرية اللواء أشفق نديم اشفاق من أن القيادة العسكرية لم تعد تحتمل الوجود المكثف لعناصر من وكالة المخابرات المركزية في البلاد، موضحاً أن الحكومة الباكستانية اضطرت إلى اتخاذ هذه الإجراءات في أعقاب مقتل العسكريين الباكستانيين. وأغلقت باكستان حدودها أمام قوافل الإمداد الأطلسية في السادس والعشرين من نوفمبر بعد ساعات من الهجوم الأعنف عبر الحدود خلال عشر سنوات من الحرب في أفغانستان. ودخل توقف شاحنات نقل الإمدادات إلى حلف شمال الأطلسي في باكستان التي تمنع تحركها أسبوعه الثالث، مسجلاً بذلك مدة قياسية منذ بدء الحرب في أفغانستان. وأكد اللفتنانت كولونيل جيمي كامينغز الناطق باسم القوة التابعة للحلف أن توقف الشاحنات لا يؤثر حالياً في عمليات التحالف، لكنه رفض تحديد المدة التي يمكن أن يستمر فيها الوضع على حاله. وعلى صعيد التحقيقات المتتاية حول هجوم الحلف الأطلسي الدامي، أعلن مسؤول عسكري باكستاني أن الضربة الجوية ل(الناتو) كانت مخططة سلفًا. ونقلت صحيفة «ديلي تايمز» الباكستانية عن مدير عام العمليات بالجيش الجنرال أشفق نديم قوله بأن الهجوم كان مدبرا، في حين نسبت صحيفة أخرى إليه القول: إنه كان «مؤامرة جرى التخطيط لها سلفا» ضد باكستان. ونقلت صحيفة «ذي إكسبرس تريبيون» عن نديم قوله: «يمكننا أن نتوقع مزيدا من الهجمات من حلفائنا المفترضين».