تبنّت حركة طالبان الباكستانية هجومين قام عناصرها خلالهما بإحراق حوالي 60 شاحنة إمدادات وصهاريج وقود في طريقها لقوات حلف شمال الأطلسي الناتو في أفغانستان. وقال الناطق باسم حركة طالبان الباكستانية عزام طارق أول أمس: نتبنّى الهجمات التي استهدفت قوافل تموين حلف شمال الأطلسي في السند (جنوب) وإسلام آباد.. وسنشنّ المزيد من الهجمات المماثلة في المستقبل.. ولن نسمح باستخدام الأراضي الباكستانية كممرّ إمدادات لقوات حلف شمال الأطلسي المنتشرة في أفغانستان. وتابع المتحدث باسم طالبان: هذا أيضًا ثأر من هجمات الطائرات بدون طيار. وقتل أيضًا الاثنين ثلاثة أشخاص وأصيب ثمانية بجروح حين تعرضت حوالي عشرين شاحنة تموين وصهريج تابعة للحلف الأطلسي لهجوم وتَمّ إحراقها بالقرب من العاصمة الباكستانية، في ثانِي هجوم مماثل خلال يومين على التوالِي. وعرضت شبكات التلفزيون مشاهد تظهر فيها النيران تتصاعد من شاحنات كانت تتزود بالوقود في صباح الأحد عند مدخل إسلام آباد في طريقها إلى أفغانستان، بعدما هاجم مسلحون الموكب بالزجاجات الحارقة. ووقع هجوم مماثل الجمعة الفائت في جنوبباكستان، حين أضرم مهاجمون مدججون بالسلاح النار بما يزيد عن 24 شاحنة وصهريجًا كانت تنقل الوقود إلى القوات الدولية التي تقاتل متمردي طالبان في أفغانستان. وكانت إسلام آباد أغلقت في الآونة الأخيرة ممر خيبر، المعبر الأساسي إلى أفغانستان الذي تسلكه قوافل إمدادات القوات الدولية، إثر هجوم شنته القوات الأطلسية عبر الحدود على أراضيها. وقطعت باكستان ممر خيبر في طورخام الخميس الماضي بعدما اتهمت القوة الأجنبية بقتل ثلاثة من جنودها في غارة شنتها إحدى مروحياتها، فيما أكّد الحلف أن قواته أطلقت النار دفاعا عن النفس. من جانبه، ادعى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الناتو أندرس فو راسموسن، أول أمس، أنه يشعر بالأسف لمقتل جنود باكستانيين الأسبوع الماضي. وأعلن راسموسن عن أمله في أن يعاد فتح الحدود الباكستانية أمام الإمدادات لقوات الحلف بأفغانستان في أسرع وقت ممكن. وبحسب وكالة رويترز قال راسموسن بعد لقائه بوزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي: أبديت أسفي للحادث الذي وقع الأسبوع الماضي والذي قتل فيه جنود باكستانيون، وأعربت عن أملي في أن يعاد فتح الحدود أمام الامدادات بأسرع وقت ممكن. وكانت الحكومة الباكستانية قد ربطت إعادة فتح أراضيها لمرور قوافل إمداداتالناتو، بتحسن الوضع الأمني وهدوء الغضب الشعبي الذي أثارته انتهاكات الناتو لسيادة الأراضي الباكستانية. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الباكستانية محمد عبد الباسط إن باكستان لن تسمح باستئناف حركة إمدادات الناتو إلا بعد تحسن الوضع الأمني وهدوء الغضب الشعبي. وأكد المتحدث أن بلاده لن تسمح بإعادة فتح إمدادات الناتو عبر أراضيها ما لم تهدأ الأوضاع ويتم التأكد من سلامة خطوط التموين. من جانب آخر، قال مسؤولون في المخابرات الباكستانية إنّ طائرة أمريكية بلا طيار قتلت ثمانية أشخاص يحملون الجنسية الألمانية في شمال غرب باكستان أول أمس. وأضاف مسؤولو المخابرات أنّ الثمانية قُتلوا حينما أطلقت طائرة أمريكية بدون طيار تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية صاروخين على مسجد في ميرالي في وزيرستان الشمالية. وكان 15 باكستانيًا قُتلوا السبت في المنطقة نفسها في قصف صاروخي بطائرات أمريكية من دون طيار، حسبما أفاد في حينه مسؤولون أمنيون محليون. وتستهدف غالبية الضربات الأمريكية المدنيين في وزيرستان الشمالية، إلا أنهم يعودون ويدعون أن القتلى من المسلحين. ويُفيد مسؤولون باكستانيون أن نحو 120 شخصًا قُتلوا في 21 عملية قصف، على الأقل، قامت بها طائرات أمريكية من دون طيار خلال شهر شتنبر وحده، ومنذ غشت 2008 قُتل 1140 شخصًا في نحو 140 ضربة جوية أمريكية.