اعتبر امحمد المالكي، الأستاذ الجامعي بكية الحقوق بمراكش، أن هناك طلب اجتماعي على الإسلاميين بالمغرب، مبررا ذلك "بتفاعل الإسلاميين مع قضايا المجتمع وقدرتهم على التحاور"، ثم بسبب "فشل العلمانيين والقوميين في التحاور مع المجتمع"، جاء ذلك خلال حلقة نقاش، أول أمس بفاس، لمنتدى فاس حول تحالف الحضارات والتنوع الثقافي والشراكة المتوسطية، الذي ينظمه المركز المغربي متعدد التخصصات للدراسات الإستراتجية والدولية، حيث خصص اليوم الأول لموضوع "التغيرات السياسية في المغرب والعالم العربي"، واعتبر المالكي أن تقسيم الربيع العربي إلى عربي أو إسلامي، "تقسيم غير واقعي"، وذلك في رد له على ماقاله منار السليمي، الأستاذ الجامعي بكلية الحقوق بالرباط، حيث تساءل خلال نفس حلقة النقاش، عن طبيعة التغيرات التي يشهدها العالم العربي الآن، وقال، "هل نحن الآن أمام ربيع عربي أم إسلامي؟"، مؤكدا أن العالم العربي يشهد الآن "الظاهرة الإسلامية"، ويرى السليمي أن أول نوع من المخاطر، "هو أن الدول التي لم تطرح فيها إشكالية الدولة الأمة، سيطرح فيها الإسلاميون الآن قضايا الهوية بقوة"، وقلل السليمي من شأن فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الحالية، ويرى أن نمط الاقتراع الحالي لا يسمح لأي حزب بالحصول على نتائج كبيرة كالتي حصل عليها العدالة والتنمية، بينما علل فوز العدالة والتنمية بأكثر من ربع مقاعد مجلس النواب، ب"العدد الكبير للأصوات الملغاة"، بالمقابل، اعتبر شارل سانبروت، مدير مرصد الدراسات الجيوسياسية بفرنسا، أن حزب العدالة والتنمية نجح في المغرب، لأنه "حزب منظم ، نجح في تسيير عدد من المجالس الجماعية بالمدن المغربية"، ويرى شارل، أن التصويت على الإسلاميين يدل على فشل النظام الليبرالي، ويعني "نجاح الانتقال الديموقراطي بالمغرب"، مشيرا إلى أنه لا يجب "التخوف من صعود الإسلاميين". يذكر أن المنتدى الثامن حول تحالف الحضارت، الذي يناقش هذه السنة موضوع "الشباب وتحديات العولمة"، افتتحت أشغاله مساء الجمعة الماضية، بمشاركة ادريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وشكيب بنموسى، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، ومحمد الخمليشي، الأمين العام المساعد بجامعة الدول العربية، وآخرون، واعتبر عدد من المتدخلين أن "ماقشة موضوع الشباب ذو أهمية بالغة، من أجل استيعاب الحراك الاجتماعي، لرسم خارطة جديدة لمجتمعات المنطقة العربية"، كما أبرزوا أن "سياق الحراك الاجتماعي يأتي كسيرورة تاريخية حتمية، لا تدعو إلة القلق من تأثيراتها، أو من التغيير الذي يمكن أن تحدثه، في ظل أجواء الحوار والنقاش الهادئ، وما يتميزمن مد لجسور التواصل الثقافي بين مختلف الحضارات". وفي نفس السياق، اعتبر عبد الحق عزوزي، رئيس المركز المغربي متعدد التخصصات للدراسات الاستراتيجية والدولية، "أن المنتدى سيقوم بتتبع وتقييم نتائج الحراك الشعبي الذي بدأ من تونس"، ويرة العزوزي أن هناك حاجة ل"فتح النقاش حول الدور الذي يمكن لشباب العالم الاضطلاع به، وذلك في اطار خارطة طريق حقيقية ومؤسساتية، قابلة للرصد والتقييم من جميع الأوجه بقصد مباشرة الخطوات الضرورية". وحظي عبد اللطيف يوسف الحمد، الرئيس المدير العام للصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، بتكريم خاص، وتخلل الحفل الافتتاحي التكريمي، شهادات أدلت بها شخصيات مغربية وعربية، عبروا من خلالها عن إشادتهم بمسار الكويتي يوسف الحمد، واعتبروه قدم "إسهامات جليلة في ميداني الماء والأعمال الاجتماعية بالمرب"، بينما عبر المكرم، الذي تلقى بالمناسبة العديد من الهدايا، من بينها المفتاح التاريخي للعاصمة الروحية للمملكة، عن "سروره البالغ " بهذه الالتفاتة. ويبحث المشاركون في هذا المنتدى العالمي، الذي سيختتم مساء هذا اليوم، محاور تتعلق ب"التنمية البشرية وتحقيق أهداف الألفية للتنمية في ضوء سياسة للتعاون جنوب-جنوب"، و"التغيرات السياسية في المغرب والعالم العربي"، و"نظرة الشباب إلى التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية"، ومحاور أخرى.