أكد رئيس المركز المغربي متعدد التخصصات للدراسات الإستراتيجية والدولية، عبد الحق العزوزي، أن «منتدى فاس حول تحالف الحضارات والتنوع الثقافي والشراكة الأورومتوسطية» يتوخى رسم خارطة طريق حقيقية ومؤسساتية تبرز الدور الذي يمكن لشباب العالم الاضطلاع به. وأوضح العزوزي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المنتدى الذي ينعقد في الفترة ما بين 9 و12 دجنبر الجاري ويعرف مشاركة صفوة من المختصين من رجالات الدولة ورجالات الفكر والأدب والدين ورجالات السياسة وممثلي المجتمع المدني وشباب باحثين، يبحث موضوع: «الشباب وتحديات العولمة: البيئة، التعليم، الثقافة والإبداع». وأضاف أن تنوع المسارات الفكرية للمشاركين في منتدى فاس يعكس انفتاح المنتدى وكذا التعددية والروح التشاركية اللتين تميزانه، موضحا أن نسخة هذه السنة من المنتدى تتوخى تنوير العقول، وتقديم تحليلات علمية لإدراك وفهم ما يجري قصد مباشرة الخطوات الضرورية. وأوضح العزوزي أنه خلال هذا المنتدى، الذي ينظمه المركز المغربي متعدد التخصصات للدراسات الإستراتيجية والدولية بتعاون مع عدد من الشركاء المغاربة والأجانب، من بينهم الجمعية البرلمانية المتوسطية، تم تخصيص يوم كامل لموضوع «الربيع العربي والاستثناء المغربي»، مشيرا في هذا الصدد إلى «أننا نبحث، من بين أشياء أخرى، التحولات السياسية الأخيرة التي شهدتها الدول العربية في إطار الربيع العربي». وبالنسبة للعزوزي، فإن النقاشات تنصب حول ما أسفر عنه الحراك الشعبي الذي بدأ من تونس، مضيفا أن المنظمين ارتأوا استدعاء مختصين وفاعلين معنيين لتحديد دور الفاعلين، لاسيما النخب السياسية الحاكمة وكذا القوى المعارضة والاستماع إلى وجهات نظرهم. وأضاف رئيس المركز المغربي متعدد التخصصات للدراسات الإستراتيجية والدولية أن المشاركين في المنتدى يبحثون محاور أخرى من بينها «التنمية البشرية وتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية في ضوء سياسة للتعاون جنوب-جنوب»، و»ماهي في نظر الشباب الشروط الواجب توفرها في شراكة عالمية قوية يوضع لها جدول زمني محدد للتفعيل»، و»كيف ينظر الشباب إلى التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية»، و»التربية على البيئة بهدف تحقيق التنمية المستدامة». وأوضح أن برنامج المنتدى يتضمن تنظيم حفلين تكريميين لكل من عبد اللطيف يوسف الأحمد، الرئيس المدير العام للصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومولاي محمد العراقي، أحد الشخصيات المرموقة بالمغرب والفضاء الأورو-متوسطي. تجدر الإشارة إلى أن المركز المغربي متعدد التخصصات للدراسات الإستراتيجية والدولية الذي تأسس سنة 2007 يعتبر مركزا دوليا للتفكير والبحث وصياغة الاقتراحات، إضافة إلى كونه مركزا للدراسة والبحث والخبرة متعددة الأبعاد يعالج إشكاليات استراتيجية ودبلوماسية وسياسية ودولية ويبحث الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي لبعض الدول. وقد ساهم المركز، الذي نسج علاقات مع الجامعات والمعاهد ومراكز الفكر والمؤسسات الرسمية وكذا المؤسسات غير الحكومية، في إنشاء شبكة من الاختصاصيين والشركاء عبر العالم، كما ساهم في التنمية المستدامة للمغرب وإفريقيا والفضاء المتوسطي اعتمادا على الوسائل التي يتوفر عليها والمنشورات التي يصدرها، فضلا عن أنشطة أعضائه البالغ عددهم 300 والمنتمين لقارات العالم الخمس.