أعاد انهيار منزل فجر أمس الأحد شبح الموت لسكان المدينة القديمة ببني ملال، مخلفا تشرد أسرتين كانتا تكتريان بطابقين (سفلي وعلوي) مقابل رهن لصاحب المنزل المنهار.وقالت مصادر مطلعة ل"التجديد" إن الانهيار أقبر كل ممتلكات الأسرتين فيما لم تسجل أي خسائر في الأرواح حسب المصادر نفسها . وتجدر الإشارة إلى أن هذا الانهيار أعاد شبح الموت إلى ساكنة المدينة القديمة المجاورين للمنزل المنهار وباقي ساكنة المدينة القديمة ومرتاديها بحيث تعتبر "الغديرة الحمراء "القلب النابض للرواج التجاري غير المنظم على مساحة 35 هكتارا تقريبا و يتمركز بها أزيد من 70 في المائة من النشاط التجاري للمدينة (سوق الخضر والجزارة بيع الأسماك ...) وتعرف كثافة سكانية كبيرة بسبب الهجرة من القرى والمدن المجاورة إليها. ويذكر أيضا أن أزيد من 1700 منزلا بالمدينة القديمة آيل للسقوط أو مهدد بالانهيار بسبب تواجده فوق الكهوف(280كهفا ) حسب الخريطة الأخيرة المنجزة من طرف أساتذة مختصين بكلية العلوم والتقنيات ببني ملال أو أن بنياته متهالكة وقديمة .كما تجدر الإشارة إلى أن المدينة القديمة أدت إلى حد الآن الى مقتل 21 شخصا تقريبا وانهيار 57 منزلا في غياب إحصائيات دقيقة. ولقد خصص السلطات المختصة يوم الخميس الأخير مبلغ 158 مليون درهم في إطار برنامج التهيل الحضري لبني ملال خاصة بقطاع السكنى والتعمير والتنمية المجالية، ويتضمن من بين مشاريعه إعادة تأهيل المدينة القديمة وهيكلة الأحياء الناقصة التجهيز وإحداث ساحة عمومية بالحي الإدراي.لكن مشكل إعادة إسكان قاطني المدينة القديمة يبقى قائما في غياب مشروع مندمج يعيد إسكان الأسر المهددة بالانهيارات ويراعي في نفس الوقت مستواهم الاجتماعي من جهة وإدماجهم في الحياة العميلة.