أفادت الهيئة العامة للثورة السورية أنّ منشقين عن الجيش دمّروا فرع المخابرات الجوية في حرستا، وامتدّت المواجهات بين الطرفين في معظم مناطق ريف دمشق. وقال نشطاء: إنّ المنشقين هاجموا مجمعًا للاستخبارات على أطراف دمشق في ساعةٍ مبكرةٍ أمس الأربعاء، في أول هجوم يعلن عنه على منشأة أمنية كبيرة منذ بدء الانتفاضة على الرئيس بشار الأسد. وأوضحت مصادر النشطاء أنّ أعضاء جيش سوريا الحرّ أطلقوا قذائف "آر.بي.جيه"، ونيران مدافع رشاشة، على مجمع كبير لاستخبارات القوات الجوية يقع على الطرف الشمالي للعاصمة على طريق دمشق حلب البري السريع في ساعة مبكرة من صباح اليوم. وأشاروا إلى أنه أعقب ذلك نشوب معركة بالأسلحة النارية وحلقت مروحيات فوق المنطقة. ولم ترد على الفور أنباء عن وقوع إصابات، وأنّ المنطقة التي وقع فيها القتال مازال يصعب الوصول إليها. وتتولّى استخبارات القوات الجوية مع الاستخبارات العسكرية مهمة منع الانشقاق داخل الجيش. وكانت المجموعتان عاملاً مساعدًا في الحملة على الانتفاضة على الأسد، التي تقول الأممالمتحدة إنه قتل فيها أكثر من 3500 شخص. وقال مسؤول عربي، طلب ألا ينشر اسمه: إنّ هجمات المنشقين على القوات الموالية للأسد زادت بشكل حاد في الأيام العشرة الماضية، لكن الجيش لا يزال مترابطًا إلى حد كبير. من جانب آخر،صرح مساعد رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا «عمر شليك» بأن قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية يمثل خطوة مهمة جدًّا، مؤكدًا أنه بدأ الآن العد التنازلي، ودخل نظام بشار الأسد في طريق لا يمكن العودة منه. وقال شليك مسؤول العلاقات الخارجية بالحزب في حديث لصحيفة «زمان» التركية، أول أمس، في إطار تقييمه للتطورات الأخيرة التي تشهدها سوريا: «قناعتي الشخصية؛ لقد فات الأوان، والأسد مثل القذافي، ومن أجل ألا يعيش نفس مصير الزعماء الآخرين إما أن يتنحى عن الحكم أو ترك البلاد من بعد الاتفاق». وأضاف المسؤول الحزبي التركي: «مع الأسف الشديد هناك سيناريوهات سلبية عديدة للأسد ونظامه إذا استمر على عناده». وأردف شليك: «بدلاً من أن يتبع الأسد سياسة مرنة مع شعبه بدأ يشدد سياسة العنف وقتل الأبرياء رغم تعليق عضوية بلاده في الجامعة العربية». وتابع: «بشار الأسد يحاول أن يعمل وينفذ بعض الأعمال لكن الفريق المتبقي من عهد والده يمنعه عن تنفيذ ذلك». وقال مساعد رئيس حزب العدالة والتنمية: «تركيا ستلتقي الآن مع المعارضين السوريين أكثر من الفترات الماضية من أجل تبادل الآراء والاستشارات السياسية، وستقدم أنقرة الدعم لهم لأنهم يلتقون من أجل محاولة تنفيذ مطالب شعبهم». جدير بالذكر أن رابطة العلماء السوريين رحبت بقرار جامعة الدول العربية تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية ونصرتها للشعب السوري. واختصت الرابطة بالشكر الدول العربية التي أيدت قرار العقوبات في حق النظام السوري «الفاشي الذي استباح الدماء وانتهك الحرمات ورمل النساء ويتم الأطفال وشرد الأحرار ودمر البلاد». واعتبرت الرابطة أن هذا القرار إنما يشكل الخطوة الأولى على طريق تحرير سوريا وأنه لا يمثل إلا الحد الأدنى من مطالب الشعب السوري المتمثلة برحيل هذا النظام بكل رموزه وأركانه. ودعت المسؤولين في الجامعة العربية أن يلهمهم المزيد من الخطوات الصائبة والقرارات الحازمة التي تنهي مأساة الشعب السوري وتوقف معاناته.