دعا نشطاء سوريون إلى مظاهرات حاشدة فيما سمّوه «خميس تجديد العهد» مع إكمال الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالحرية والديمقراطية شهرها السادس اليوم، وذلك استباقا لجمعة أطلقوا عليها «ماضون حتى إسقاط النظام». يأتي ذلك في وقت تتواصل فيه عمليات الجيش السوري مدعوما بمليشيات الشبيحة بأنحاء متفرقة في البلاد مما خلف 12 قتيلا بينهم طفلان أمس. وقد أعلنت وكالة الأنباء السورية أن التلفزيون الرسمي سيبث مساء اليوم اعترافات للمقدم حسين هرموش الذي أعلن في يونيو الماضي انشقاقه. وتحت عنوان «ستة أشهر ونزداد إصرارا» و»على العهد باقون» دعا النشطاء على صفحات الثورة السورية على موقع التواصل الاجتماع الفيسبوك إلى الخروج في مظاهرات في ذكرى إتمام الانتفاضة السورية على نظام الرئيس بشار الأسد شهرها السادس، اليوم الخميس تسبق مظاهرات الجمعة. وقالت لجان التنسيق المحلية إن القوات السورية مدعومة بمليشيات قتلت أمس 12 مدنيا -بينهم طفلان- في عمليات عسكرية شملت تعقب جنود منشقين في شمال البلاد، وترافقت مع اعتقال المئات خاصة في ريف دمشق. وأشارت الهيئة العامة للثورة السورية ولجان التنسيق المحلية إلى أن القتلى سقطوا في مدن دير الزور (شرق البلاد)، وحمص وريف حماة (وسط)، ودوما (محافظة ريف دمشق)، وحلب وجسر الشغور بإدلب (شمال). ومن بين القتلى طفل في السابعة أصيب جراء إطلاق نار كثيف من قوات الأمن على مظاهرة في قرية الجانودية بجسر الشغور في إدلب قرب الحدود مع تركيا. وقالت لجان التنسيق المحلية إن طفلا آخر في الثامنة قتل تحت التعذيب حيث اعتقلته قوات الأمن بداية الشهر الحالي في دوما، وأخبرت والده أمس بأنها وجدته مقتولا ومرميا. على صعيد آخر قال نشطاء إن عشرات المدرعات ومئات الجنود السوريين اقتحموا بلدات وقرى قرب الحدود الشماليةالغربية مع تركيا لاحتواء المظاهرات المتواصلة وملاحقة المنشقين عن الجيش. وأضاف النشطاء أن قوات الأمن ومسلحين موالين للنظام أطلقوا نيران المدافع الرشاشة بشكل عشوائي أثناء اجتياحهم ما لا يقل عن عشر قرى وبلدات في جبل الزاوية انطلاقا من طريق سريع قريب، بعد سد مداخل المنطقة وقطع الاتصالات عنها. وقال ناشط محلي إن عددا من القتلى والجرحى سقطوا في تلك الحملة. وجاء الهجوم في جبل الزاوية عقب عملية واسعة في سهل الغاب، وهي منطقة زراعية تشهد احتجاجات متواترة، وتعتبر خط إمدادات للمنشقين عن الجيش. في غضون ذلك قالت وكالة الأنباء السورية إن التلفزيون الحكومي سيعرض مساء أمس الخميس «اعترافات» المقدم حسين هرموش الذي كان أول ضابط يعلن انشقاقه عن الجيش السوري في مطلع يونيو الماضي احتجاجا على القمع الدموي للمتظاهرين. وشكل هرموش وضباط آخرون لواء الضباط الأحرار الذي كان النواة الأولى لما يعرف بالجيش السوري الحر الذي يعتقد أنه يضم مئات العسكريين الرافضين للقمع. وقد أكدت مصادر سورية معارضة أن هرموش تعرض للاختطاف من تركيا، في حين قالت مصادر أخرى إن تركيا سلمته إلى سوريا. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد كشف عن وفاة شقيقه محمد هرموش (74 عاما) الأسبوع الماضي خلال احتجازه لدى قوات الأمن السورية. وقد أصدرت حركة الضباط الأحرار بيانا حملت فيه الحكومة التركية «المسؤولية الكاملة عن اعتقال المقدم حسين هرموش وتسليمه» إلى دمشق، عند اختفائه في 29 غشت الماضي. وأكد البيان أنه إذا كانت تركيا عاجزة عن حماية الضباط المنشقين اللاجئين إليها فستطلب الحركة جعل حمايتهم من مسؤولية الأممالمتحدة.