أفاد شاهد عيان بأن مئات من سكان مدينة «منزل بوزيان» التابعة لمحافظة سيدي بوزيد (جنوب البلاد) تظاهروا في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء/ الأربعاء بالمدينة احتجاجا على تقدم حزب سياسي «تأسس مؤخرا» في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي. وقال الناشط السياسي محمد فاضل في اتصال هاتفي من «منزل بوزيان» مع وكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ» إن حوالي ألف شخص تظاهروا احتجاجا على «النتائج المهزلة للانتخابات» التي أجريت يوم الأحد الماضي. وأضاف أن المتظاهرين رددوا شعارات معادية للمليونير التونسي المقيم في لندن محمد الهاشمي الحامدي الذي حقق حزبه «تيار العريضة الشعبية للعدالة والحرية والتنمية» نتائج فاجأت المهتمين بالشأن السياسي في تونس. وذكر أن أنصار حزب «التجمع الدستوري الديمقراطي» الحاكم في عهد الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي «قاموا بدفع رشى للناس للتصويت في الانتخابات لحزب الهاشمي الحامدي»، معتبرا أن «هذا الحزب هو امتداد لحزب بن علي». وأضاف أن أنصار هذا الحزب قاموا عشية الانتخابات التي أجريت يوم 23 أكتوبر «بتشويه وتكفير المستقلين الذين ترشحوا للانتخابات وبدفع رشى لشراء أصوات الناخبين». ويذكر أن منزل بوزيان كانت أول مدينة تونسية قتلت فيها الشرطة بالرصاص الحي متظاهرين «يوم 24 دجنبر 2010» لقمع الاحتجاجات الشعبية التي سبقت الإطاحة ببن علي. وأعلنت وكالة الأنباء التونسية أول أمس أن محامين قدموا شكوى ضد محمد الهاشمي الحامدي لدى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بسبب «خرقه» للقوانين المنظمة للعملية الانتخابية في تونس. وقال هؤلاء إن الحامدي استعمل قناته الفضائية «المستقلة» التي تبث من لندن «أسسها سنة 1999» للدعاية لحزبه. وسبق للهاشمي الحامدي الانضمام إلى حركة النهضة الإسلامية التي كانت محظورة في عهد بن علي. وقد اتهمه معارضون ب»التطبيع» خلال السنوات الأخيرة مع نظام الرئيس السابق.