إضراب التعليم ومقاطعة البضائع الصهيو أمريكية يشغلان الصحافة المغربية كثيرة هي القضايا التي شغلت الصحافة الوطنية هذا الأسبوع، أو انشغلت بها، قضايا تجري أحداثها مسترسلة داخل الحدود وخارجها. هذا إن صح أن الحدود لاتزال قائمة وتجعل بيننا وبين الآخرين سدا ممدودا. ففي عالم اختلط فيه الحابل بالنابل، والقديم بالجديد، والأصيل بالدخيل، والعدو بالصديق، والخائن بالوفي.. في عالم يزيد فيه استعلاء المستكبرين، واستصغار المستضعفين، لم يعد ممكنا أن يزعم مواطن ما في أقصى قرية من قرى العالم أنه منعزل، فكيف بالملوك والرؤساء. لم يعد ممكنا أن تصبح قضية أبي حفص الذي اعتقل وحوكم بفاس قضية مغربية خالصة، ولم يعد ممكنا أن يكون العالم جديرا بالأطفال، في هيئة الأممالمتحدة وصغيرتها اليونسيف بل أصبح العالم يفترس أطفاله في المشارق والمغارب، وكذلك يصح القول في معرض دولي للكلاب نظمته وزارة الفلاحة المغربية هذا الأسبوع بعد أن أتعبها الموسم الفلاحي الموشك على الانتهاء، تحت رحمة الله وقضائه وقدره. جميل جدا أن نعتني بالكلاب ونخصص لها معرضا دوليا في بلادنا، فلا عاقل يرفض ذلك، لكن هذا العاقل نفسه لا يتقبل إطلاقا أن يجد الكلاب هذه المكانة العلية، وهذا الاهتمام الرسمي، في حين أن رجال الصحة البدنية والصحة العقلية والمعرفية، لم يجدوا من قبل تلك العناية رغم صراخاتهم ونداءاتهم المتكررة، ورغم إضراباتهم المتوالية، بل على العكس من ذلك، هبت عليهم ريح صفراء من قوات التدخل السريع غير ما مرة أو من تهديدات مقدمي وشيوخ المركزيات النقابية الحكومية. نستعرض لقرائنا في هذه الصفحة ما قالته صحافتنا المغربية عن بعض القضايا الساخنة مثل إضراب التعليم وقضية أبي حفص بمدينة فاس، ومقاطعة البضائع الصهيوأمريكية. أولا: إضراب في الصحة وإضراب في التعليم ارتفعت حدة الاحتجاجات والمسيرات الغاضبة ضد الحكومة الحالية، وكلما اقترب موعد الانتخابات دخلت مجموعة عبد الرحمن اليوسفي في عنق الزجاجة، بعد أن اتضح للقاصي والداني قصورها الواضح وتبخر الوعود الكاذبة التي صرحت بها في أول الأمر، ولعل أقوى الاحتجاجات وأوسعها ما عرفته بلادنا من إضراب لا محدود لدى الأطباء الجامعيين، وإضراب الشغيلة التعليمية. وإذا كان الإضراب الأول لا يقل أهمية وحساسية عن الثاني، فإن الصحف الوطنية لم توله العناية التي أولتها لإضراب الشغيلة التعليمية، وذلك راجع إلى الرصيد السابق للإضراب الثاني، وللاستقطاب الحاصل فيه بين نقابات لها وزراؤها في الحكومة الحالية، ونقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب التي توجد في الجهة المعارضة للحكومة، وتشكل تهديدا متواصلا للنقابات الثلاث وحكومتها عشية الانتخابات الوشيكة. وهكذا انخرطت الجرائد الناطقة باسم الحكومة، والجرائد الموازية لها فيما انخرطت فيها النقابات الثلاث من مناورات ومراوغات ودعايات، ففي جريدة الأحداث المغربية مثلا، نقرأ يوم الثلاثاء 14 ماي عنوانا يرفع حرارة التعبئة، يشبه خطاب النقابات الثلاث وهي تستعرض مزايدتها على نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، نقرأ في الصفحة الأولى على اليمين: "النقابات التعليمية تتعبأ لإنجاح إضراب وطني في القطاع يبدأ اليوم.. الحكومة لم تتخذ أية مبادرة للعودة إلى طاولة المفاوضات". وقالت الصحيفة في معرض متابعتها «وشهدت مقرات النقابات الثلاث (..) حركة دؤوبة طيلة يومي عطلة نهاية الأسبوع، واستمرت أمس لإشعار الفروع التابعة لها بمختلف أنحاء المغرب، بقرار الإضراب، الذي تحاشت وسائل الإعلام الرسمية إيراد أي خبر عنه في نشراتها" ثم أضافت الصحيفة ومن المنتظر أن ينتقل أعضاء المكاتب المحلية (على الأقل) في صباح هذا اليوم إلى مقرات نيابات وزارة التربية الوطنية بالعمالات والأقاليم، للقيام بوقفات احتجاجية". الصحيفة المذكورة أوردت هذا الخبر في اليوم من إضراب النقابات الثلاث المعلن عنه سلفا. وهو اليوم الذي ألغت فيه النقابات نفسها إضرابها زاعمة أنها توصلت إلى اتفاق مع الحكومة. وذلك ما أعلنت عن الصحيفة السالفة الذكر يوم الأربعاء 15 ماي قائلة في عنوان يظهر مرض الإقصاء الذي أصيب به السياسيون والنقابيون بالمغرب، إلا من رحم الله: "والنقابات التعليمية تلغي الإضراب بعد التوصل إلى اتفاق مع الحكومة" ثم اعترفت أن الإلغاء المتأخر أربك أجواء الدراسة بالمؤسسات التعليمية، وأعرضت عن ذكر الارتباك الحاصل على صفحاتها وعلى صفحات جريدة العلم. فقد وقع لجريدة حزب الاستقلال ما وقع لجريدة "حزب" اليازغي، إذ أنها نشرت يوم الثلاثاء أيضا على الصفحة الأولى بخط واضح طاليوم إضراب وطني لشغيلة التعليم.. النقابات التعليمية الثلاث تريد حلولا مقنعة لملفها المطلبي". وهو ما وقع أيضا لشقيقتها الفرنكفونية "لوبينيونط ثم عادت الشقيقتان لإلغاء الخبر يوم الأربعاء الموالي واختارت "لوبينيون" عنوانا سينمائيا فقالت «إلغاء الإضراب في قطاع التعليم.. وأخيرا جاء الخلاص» فأي خلاص تتحدث عنه وليس في الأمر أي اتفاق واضح، إلا الاتفاق على إجهاض إضراب الجامعة الوطنية لموظفي التعليم التابعة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب.وفي يوم الأربعاء اليوم الأول من إضراب الجامعة الوطنية لموظفي التعليم (إ.و.ش.م) كتبت العلم مبشرة بالفتح المبين عن «تفاصيل الاتفاق الذي ألغى إضراب الشغيلة التعليمية". ثم أضافت امزيد من التفسير والبيان: «تخصيص 4ملايير درهم للتعويضات مع صرفها على 4 سنوات لفائدة 266315 رجل تعليم».ولا يخفى على أحد ما في العنوان من خداع بصري كما يقول رواد المدرسة الشكلية الألمانية..وفي معرض متابعتها للحدث "الرائع" قالت الزميلة "العلم""إن مرحلة مناقشة التفاصيل ستكون لا محالة أهم من مرحلة مناقشة المرتكزاتط. فخذوا العبرة يارجال التعليم واعلموا أن القصة لم تكتمل فصولا، لأنه "لا يمكن الحديث عن الجانب المالي إلا بعد الانتهاء من هذه المرحلة" كما تقول نفس الصحيفة.فمن أين ستدبر الحكومة عن الأموال المعلن عنها في ميزانية صودق عليها منذ مدة وقضي في أمرها، كما تقول جريدة "الإكونومست"الخبيرة في هذا المجال.وقد نقلت جواب وزير التربية الوطنية إذ قال لها "إن الحكومة مترددة بين أمرين ..ولا يمكنها الزيادة أكثر من هذا"، وبذاك تقول الصحيفة معلقة يرد الوزير على الشكوك القوية في صدق الوعود خاصة وأن هذه الحكومة نفسها سبق لها أن تراجعت عن وعود سابقة في اتفاق سنة2000. وجعلت «العلم» يوم الخميس من صفحتها الأولى صفحة للإضرابات والمحاكم وأعمال العنف بالجزائر، فاختارت عنوانا خادعا لرجال التعليم يوهمهم أن المفاوضات جارية على قدم وساق، وأنها انطلقت اليوم فقالت « انطلقت اجتماعات مناقشة تفاصيل الاتفاق في قطاع التعليم..الشغيلة تتطلع إلى إنصاف طال انتظاره». غير أن المتابعة جاءت خالية من أي جديد، إلا قولها في الخاتمة «لذلك ستتابع هذه الشغيلة باقي مراحل التفاوض باهتمام بالغ جدا أكثر من أي وقت مضى بعدما بانت شعلة الأمل، والنقابات تدرك أنها لا تفاوض لوحدها، بل إنها تفاوض باسم مئات الآلاف من المظلومين». فتابعوا المفاو ضات يا أولي التعليم، فقد أدركت النقابات الثلاث أنها لا تفاوض لوحدها، بل تفاوض من أجل معلمين وأساتذة فاقت نسبة الإضراب لديهم %60 في اليوم الأول وازدادت في اليوم الثاني، فعمن تفاوض النقابات الثلاث؟ المثير للانتباه أن كلا من «الاتحاد الاشتراكي» و»بيان اليوم» فضلتا الإمساك عن الحديث عن الإضراب في يومه الأول، وليس لذلك من تفسير سوى أن القوم علموا أو أشعروا أن طبخة «لذيذة» يجرى إعدادها، فالأفضل الانتظار، وإذا كانت «العلم» و»لوبينيون» قد ذهبتا ضحية شرود اضح، فإن «الاتحاد الاشتراكي» و»بيان اليوم» فضلتا الكلام يوم الأربعاء، فاختارت الأولى أعلى مكان في صفحتها الأولى لتعلن أن «الحكومة ترصد 400 مليار سنتيم لتبية مطالب أسرة التعليم» وأن النقابات التعليمية الثلاث ترحب بمضمون «الاتفاق» وأن «الطيب منشد يصرح قائلا: اليوسفي قرب بحكمة وشجاعة بين وجهات النظر»، فصفقوا لليوسفي يا رجال التعليم وقدموا له التحية الواجبة، لا تنسوا أن تساندوا حزبه في الانتخابات القادمة لتطبيق الاتفاق المبرم اليوم! أما "بيان اليوم" فقالت: «إلغاء إضراب رجال التعليم وتصريحات متفائلة للنقابيين» ثم تساءلت «هل يبقى جبل التفاوض متصلا أو ينقطع من جديد؟» وكذلك فعلت الجرائد الموالية للحكومة مثل "الجمهور" و"ليبيراسيون" وغيرهما.. أما «رسالة الأمة» المعارضة الناطقة باسم الاتحاد الدستوري فقط أدركت أن الأمر يتعلق بمسرحية محبوكة سلفا ودعاية انتخابية سابقة لأوانها، بدأ فيها توظيف المال الحرام من الآن، فكتبت على الصفحة الأولى ليوم الأربعاء متسائلة «صرف تعويضات رجال التعليم في شهر الانتخابات مال حرام أم حلال؟» ثم أضافت تساؤلا آخر في نهاية التعليق قائلة «بقيت الإشارة إلى أن قرار إلغاء الإضراب جاء في وقت متأخر من الليل في وسائل الإعلام المرئية، التي لم تشر في وقت سابق لقرار الإضراب، وهو ما يكشف عن غياب استقلالية هذه الأجهزة في معالجة الخبر بعيدا عن مراكز القرار السياسية وعن تحكم الأجهزة الحكومية وتكتمها على الأخبار التي لا تعجبها». جريدة «الصباح» تساءلت يوم الاثنين 14 ماي في عمود «حديث الصباح» عن الخلفية الانتخابية لتحريك الملف الاجتماعي والمالي لرجال التعليم، واصفة الإضراب بالسيف، وقالت «قد نذهب إلى أبعد من ذلك لنتساءل هل هناك خلفيات انتخابية أو انتخابوية تقف وراء تحريك الملف ونحن على بعد أشهر من استحقاقات شتنبر؟» وجاءها الجواب عندما وجهت السؤال إلى وزير التربية الوطنية غداة الإعلان عن إلغاء النقابات الثلاث لإضرابها، وعن الاتفاق الذي لن يطبق إلا بين شتنبير 2002 وشتنبر 2005، هذا إن وجد إلى التطبيق سبيلا، فقد قالت الجريدة يوم الأربعاء الماضي «ساعف يؤكد أن الحوار مع المركزيات النقابية كان خارج الزمن الانتخابي».
قضية أبو حفص: رؤية أمريكية بأقلام مغربية لم تدع الجرائد المغربية أبا حفص يفلت من متابعاتها، خاصة وأن رئيس الجوقة الدولية لمكافحة الإرهاب لا يهدأ من التحريك والتسخين. وسارعت أسبوعية «الصحيفة» إلى فاس بعد انتشار خبر إلقاء القبض عليه، إلى إعداد ملف إعلامي عنه أطلقت عليه عنوانا مبالغا فيه «الفتنة» منعطقة على ظاهرة خطباء الجمعة ببلادنا. «الصحيفة» المنحازة إلى الرموز الأمريكية، حاولت رسم صورة «إرهابية» للرجل، وتحويل المسجد إلى كنسية للعبادة فقط، واصفة الخطباء بفاعلين سياسيين، يتدخلون في أمور بعيدة عنهم. وعلى نفس النغمات غنت جرائد أمريكية الهوى ببلادنا، مثل (ماروك أوجوردوي) التي قالت في صفحتها الأولى ليوم الثلاثاء الماضي «المتطرف أبو حفص، الذي زرع الرعب في فاس يحاكم» ثم أضافت «الإسلام دين المسؤولية»، ثم أعادت إلى الأذهان حادثة سيدي مومن بالدار البيضاء، معتبرة أن التطرف يجد التربية الطبيعية في أوساط الجهل والفقر. غير أن هذه الصحيفة أعرضت عن سبب آخر في ظهور مثل هذه النزعات ألا وهو التطرف الإباحي والغزو الجنسي المستمر. وتعتبر هذه الجريدة وأختها "الأحداث المغربية" من زعمائه المميزين، فإذا كانت الثانية تكتفي بالأبيض والأسود، فإن الأولى بسبب الأموال المتدفقة عليها تستعمل الصورة العارية الملونة، وتجعل من المرأة عاهرة راقصة معروضة أمام الجميع، وذلك في محاولة لجلب قرائها القلائل، وتدمير القيم الإسلامية التي تحدثت عنها في معرض متابعتها لقضية أب حفص.
صحف تناهض المقاطعة بعد اشتداد الضربات الموجهة على (ماكدونالدز وكوكاكولا) ببلادنا وبلاد المسلمين، التجأت الشركات الأمريكية إلى كراء بعض المنابر الإعلامية وشرائها، لتحسين صورتها بالمغرب، ولعل ذلك يجري في سياق الحملة الإعلامية التي تقوم بها السفارة الأمريكية هنا، ويظهر أن بيان (ماكدونالدز) المنشور في عدد من الجرائد المغربية في الأسابيع الماضية، لم يؤت أكله، فالتجأت الجهات الأمريكية إلى توظيف صحف مغربية للقيام بتجميل الصورة الأمريكية ومواجهة حملة المقاطعة الشعبية، وتعتبر الأسبوعية الفرنكفونية المغربية (لاكازيت دوماروك) خير من يقوم بهذا العمل الجليل، ففي عددها 263 الممتد من 13 إلى 19 ماي، نشرت ما سمته تحقيقا على صفحتين (24 و25) وجعلته موضوع صفحتها الأولى. وإلى جانب صور المواد الأمريكية المقاطعة تفسر الجريدة لماذا ينبغي ألا نقاطع المنتوجات الأمريكية؟ وقالت الجريدة المنحازة إلى الطغيان الأمريكي: «إن جريدتنا لا يمكن أن تبقى محايدة تجاه الدعوات المتكررة بمقاطعة المنتوجاته الأمريكية نحن نقول: لا للمقاطعة. إن مجهودات طويلة لبناء علاقات متميزة مع الولاياتالمتحدة ستذهب هباء منثورا بسبب المقاطعة كيف يجوز لنا أن نقاطع منتوجات بلد لدينا معه علاقات تاريخية متميزة؟ (...) إن خدمة القضية الفلسطينية لا يتحقق بالمقاطعة بل بالعمل الديبلوماسي..» ثم حاولت الصحيفة الناطقة باسم السفارة الأمريكية تخويف المغاربة من انهيار قدرتهم الشرائية إذا ما رحلت عنا الشركات الأمريكية. وهل للمغاربة قدرة شرائية اليوم؟ وسبحان الله تشابهت القلوب، فقال السابقون لمحمد عليه الصلاة والسلام وهو يدعوهم إلى الاعتماد على الله والتوكل عليه (وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا، أو لم نمكن لهم حرما آمنا تجبى عليه ثمرات كل شيء من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون) (القصص57).
"عداوة" بين (لافيريتي) و(لوجورنال): الصحيفة الأسبوعية «الغنية» (لافيريتي: الحقيقة) في عددها 70 الممتد من 10 إلى 16 ماي، والمخصص للتحذير من تحالفات قادمة بين الإسلاميين والاستقلاليين، أخبرتنا بقرب وفاة الشهرية الفرنكفونية (باراد) وباختلاسات ومحاكمات في صفوف الداخلية والدرك الملكي والمالية والعدل. غير أن أشد ما فيها إثارة اتهامها لزميلتها لوجورنال بالكذب الأكبر في حقها. وبعد أن طالبت باعتذار واضح من صحيفة كاذبة خاطئة، رفعت في وجهها تحديا يضيف إلى الكذب والخطيئة وصف الخيانة، ويتعلق التحدي بتقديم تعويض مادي رمزي، ليس بالدرهم المغربي، ولكن بالشيكل الصهيوني. وذلك في تعريض صريح باستجوابها لرئيس الوزراء الصهيوني الأسبق ناتانياهو، الذي وصفته «الحقيقة» بأنه ولد روحي لشارون. ترى أين الحقيقة بين الأسبوعيتين؟ عبد الهادي بلخياط: واإسلاماه.. وامعتصماه.. في وقت بدأت فيه المعارك ضد العدوان الصهيوأمريكي تظهر الفروق الواضحة بين التيار الشعبي العريض المساند للشعب الفلسطيني البطل، والتيار النخبوي الضئيل التابع بكل ذلة وصغار للعنصرية الصهيونية الأمريكية، وصلت آثار المعارك الحامية الدامية إلى أهل الفن والموسيقى، ولم يجد هؤلاء بدا من رفع عقيرتهم بأصواتهم الصداحة تضامنا مع أهل أولى القبلتين وثاني الحرمين. وهكذا تروى جريدة العلم ليوم الأربعاء (2 ربيع الأول 1423 الموافق 15 ماي 2002) كيف غنى الأستاذ عبد الهادي بلخياط بمسرح محمد الخامس بالرباط السبت الماضي أغنية جميلة عن جنين الشهيدة. قصيدة كتبها الأستاذ عز الدين الإدريسي، ولحنها عبد الهادي بلخياط بنفسه لنفسه وتقول في مطلعها: (واعرباه.. واإسلاماه.. وامعتصماه... دمعة.. دمعتان.. ألف دمعة يا جنين.. لن تطفئ لهيب الجمر الدفين.. الذي يحرق شرايين القلب الحزين.. ويمزق أوردة الصدر بالأنين.. ويراك شهيدة تتضرعين.. مكشوفة الوجه والجبين.. مرفوعة الرأس تبكين.. ثم تبكين وحدك.. واعرباه». فتحية للأستاذ عبد الهادي بلخياط على أصالته وتضامنه.. وأما المتصهينون ففي ضلال مبين.- حسن السرات