انتخب المؤتمر الوطني الرابع لمنظمة التجديد الطلابي بالرباط، في الساعات الأولى من صبيحة الأحد، محمد البراهمي، رئيسا لمنظمة خلفا لمحسن موفيدي، وذلك بعد حصوله على أغلبية 78 في المائة، من أصوات المؤتمرين، عقب انتخابات أولية أفرزت ترشيح لائحة خضعت للتداول، وضمت كل من محمد البراهمي ومحمد لغروس ورشيد العدوني ومحسن موفيدي. كما صادق المؤتمر، الذي انعقد بالحي الجامعي السويسي بالرباط، تحت شعار، "كفاحنا مستمر من أجل جامعة المعرفة ومغرب الكرامة"، على رشيد العدوني، نائبا أولا للرئيس، وكذا محسن موفيدي نائبا ثانيا للرئيس، بينما خصصت جلسة مساء أمس، لانتخاب اللجنة التنفيذي للمنظمة، ولعقد ورشات المؤتمر،. وكانت قاعة باحنيني بوزارة الثقافة، احتضنت مساء الجمعة الماضية، جلسة افتتاحية لأشغال المؤتمر، عرفت حضورا لفعاليات سياسية ومدنية وحقوقية ودعوية، وألقيت خلالها كلمات لرئيس المنظمة السابق، ولرئيس حركة التوحيد والإصلاح، ورئيس منظمة طلابية بالجزائر، والكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، وممثل عن الجالية السورية بالمغرب، بالإضافة إلى عرض ربورتاج عن المنظمة. *** أكد محمد الحمداوي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، خلال كلمة له بالمناسبة أن المدافعة لازالت مستمرة ومستدامة ولا تنتهي لا بالإصلاح الدستوري ولا بالإصلاح السياسي، مؤكدا أن الأجيال الصاعدة، عليها أن تدرك أن معركة التدافع مستمر، وأن الاستحقاق الحقيقي الآن أمام شباب التجديد الطلابي، هو "كيفية تنزيل مضامين الدستور، ومعركة الديموقراطية الحقيقية هي كيفية تأسيس هذه المؤسسات، وعلى رأسها مجلس الشباب"، ودعا إلى المبادرة من أجل انتزاع الحقوق الشرعية للشباب والمساهمة في إرساء مغرب جديد، مشددا على أن التدافع هو الذي يفرز قيادات المستقبل، وأن مواجهة الفساد من أجل البناء "لا تنتهي بالنجاح في قضية ولا بحراك مؤقت، بل المطلوب أن يكون انخراط الشباب في قضية التدافع المستمرة والمستدامة في المستوى المأمول منهم". و من جهة أخرى، اعتبر الحمداوي، أن منظمة التجديد الطلابي، تأسست في 2003 كخيار بني على أساس التميز، وعلى أساس عدم المضي بالضرورة في ما هو موجود، يضيف المتحدث، "حيث كان التميز عند التأسيس على أساس، اعتماد أسلوب جديد، وتجديد في وسائل الاشتغال، عوض الانخراط في ما هو موجود، ليكون رقما من بين الأرقام"، ويرى الحمداوي أن "التجديد الطلابي"، تراكم في مسارها إنجازات عديدة، "وإن وجدت بعض الإخفاقات، فهي تبحث عن تجاوزها في المحطات القادمة، وكما كان التميز في مرحلة التأسيس، فكذلك نسجل لهاته المنظمة تميزا في مسارها خلال هذه السنوات، فكان التركيز على التدافع القيمي". وعبر محسن موفيدي، الرئيس السابق للمنظمة، عن تخوفات منظمته من مستقبل الإصلاح بالمغرب، بسبب ما أسماه "مسلسل التراجع الديمقراطي، جسده التحكم في المشهد السياسي الذي يستبطن رؤية استبدادية"، واعتبر موفيدي، أن ما يدل على ذلك هو "الإعداد السلطوي للانتخابات، والتي من خلال مقدماتها، ستؤدي إلى نتائج ترسخ انعدام الثقة في السياسة والمؤسسات". وأكد موفيدي أن الرهان الآن، على شباب المنظمة وشباب المغرب في توسيع وتعميق النقاش، في كل أبعاده الفكرية والمعرفية والسياسية والاقتصادية..، والكفاح من أجل الاستجابة للمطالب العادلة والمشروعة للشباب المغربي". واعتبر المتحدث، أن محطة المؤتمر الرابع، "تترجم قيم الديمقراطية والشورى في رسم التوجهات وتحديد التصورات وبناء المواقف وتجسيد مفاهيم التداول على التسيير وربط المسؤولية بالتقييم والتقوييم والمحاسبة"، يضيف موفيدي، "بالاستناد إلى قيم الاحترام والأخوة التي بدونها لن تقوم قائمة، لأي تنظيم يستمد مقوامته وروحه من المرجعية الإسلامية". وختم موفيدي حديثه بالتأكيد على ضرورة "القطع مع بقايا رموز الفساد والاستبداد في الدائرة الضيقة لصنع القرار"، والحاجة ل"سيادة مناخ ديمقراطي يواكب ورش الإصلاحي الدستوري، ويتماشى مع نبض الشارع، وبنفس تشاركي مع مختلف الفاعلين"، ثم ضرورة "القطع مع سياسة الريع الاقتصادي والظلم الاجتماعي"، كما استعرض أهم مطالب طلبة المغرب، المتمثلة في مجانية التعليم، ودمقرطة الشأن التعليمي، وتعميم الولوج للجامعة، والرفع من قيمة المنحة وتعميمها، ومحاسبة المسؤولين على الإفلاس الذي تعرفه الجامعة المغربية، نتيجة "سياسة المهننة والتدجين". وتميزت أشغال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني للتجديد الطلابي، بمشاركة وفد طلابيا جزائريا، وألقى مصطفى نواسة، الأمين العام للاتحاد العام الطلابي الحر بالجزائر، كلمة أكد من خلالها، "أن الجزائريين يدينون للمغاربة منذ عهد الأمير عبد القادر، الذي اتخذ من المغرب قاعدة خلفية للمقاومة، كانت دعما وسندا له لدحر الاستعمار الفرنسي"، وأكد المتحدث الجزائري، أن "ما يجمع الشعبين المغربي والجزائري أكثر مما يفرقهم، وطالب المتحدث، بالعمل على تعزيز روابط وأواصر الأخوة بين الشعبين، وتعزيز التعاون بين المنظمات الشبابية من أجل نهضة عربية وطنية". وفي سياق متصل، أكد مصطفى بابا، الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، أن الشباب سيستمر في النضال من أجل "مستقبل أفضل، لتحقيق الديمقراطية والكرامة والحرية والعيش الكريم"، يضيف المتحدث، "وأيضا من أجل أن يبقى هذا الوطن موحدا ومتمسكا بهويته"، ويرى بابا، أن "الشباب المغربي ينتظر إصلاحات حقيقية تفرز برلمانا ومؤسسات جديدة ومسؤولة"، محذرا من الخطر المحدق بمستقبل المغرب في حال "استمرار نفس الوجوه والسياسيات المتبعة". وقال محمد البراهمي، رئيس منظمة التجديد الطلابي، في كلمة مقتضبة، عقب انتخابه رئيسا للمنظمة، أن انتخابه، "مسؤولية وأمانة"، مؤكدا أن المسؤولية ملقاة على عاتق الجميع، وأن الكل في حاجة إلى "شباب معرفي، يدرك الواقع ومكوناته وتحولاته وآلياته، ويعيش من أجل شعبه وأمته، ويضحي بالغالي والنفيس من أجل أن يعيش هذا المجتمع وهذه الأمة في كرامة وعز وإباء". وعرف المؤتمر مساء أول أمس، عرض التقريرين الأدبي والمالي والمصادقة عليهما، حيث حصل الأول على أغلبية 71 في المائة، بينما حصل الثاني على أغلبية 75 في المائة، وذلك بعد نقاش دام أكثر من عشر ساعات، عقب تقديم التقريرين من طرف رئيس المنظمة السابق ومسؤولها المالي، كما عرضت اللجنة التنفيذية السابقة تعديلين على القانون الداخلي للمنظمة، وصودق عليهما بالأغلبية، ويتعلق الأمر بتعديل يقضي باقتراح رئيس المنظمة المنتخب لنائبين له عوض نائب واحد، تتم المصادقة عليهما من طرف المؤتمرين، بينما يخص التعديل الثاني، رفع عدد أعضاء اللجنة التنفيذية إلى عشرة أعضاء بدل تسعة، تماشيا مع التعديل الأول، لتحقيق عدد فردي لأعضاء اللجنة. وكان المؤتمر قد افتتح أشغاله، بجلسة افتتاحية مساء الجمعة بقاعة باحنيني بالرباط، بحضور العديد من الهيآت السياسية والنقابية والحقوقية والطلابية من داخل المغرب وخارجه، وجدير بالذكر، أن الجلسة الافتتاحية عرفت أيضا وصلات إنشادية لفرقة السلسبيل، وإبداعات الفنان المغربي "سعيد المغربي"، كما ألقيت كلمة لممثل الجالية السورية المقيمة بالمغرب، الشاب جعفر قرقور، عضو اللجنة التأسيسية لمؤتمر ائتلاف شباب 15 آذار، المنعقد قبل أشهر بإسطنبول، وانتقد قرقور، "المذابح والمجازر التي يرتكبها النظام السوري في حق علماء وشعراء ورجال ونساء وأطفال الشام"، كما أكد أن الثورة السورية مستمرة إلى غاية تحقيق مطالبها المتمثلة في الحرية والكرامة، وقدم المتحدث مشاهد مؤثرة لشهداء الثورة السورية، داعيا المجتمعات العربية والإسلامية إلى نصرة إخوانهم في سوريا، أفرادا وشعوبا. ويرتقب أن تتمخض عن جلسات المؤتمر لمساء أمس، إصدار بيان المؤتمر الوطني الرابع، ستعلن من خلاله منظمة التجديد الطلابي، عن موقفها من مجمل التطورات التي يشهدها المغرب على عدة مستويات، وهو البيان الذي خصصت ورشة لمناقشته، بالإضافة إلى تخصيص ورشتين لمناقشة الورقة التعليمية وورقة "التوجهات والاختيارات"، وهي الأوراق التي تعرض على الجلسة العامة من أجل المصادقة عليها، بعد الحسم في التعديلات من طرف أعضاء المؤتمر، خلال الورشات، أو بالجلسة العامة، وسنعود للبيان الختامي للمؤتمر، ولنتائج انتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية، في عدد الغد. نواسة مصطفى، الأمين العام للاتحاد العام الطلابي الحر بالجزائر: نأمل في بناء مغرب عربي قائم على الوحدة والتآخي ❍ ما ارتسامكم الأولية حول الأجواء الطلابي بالمغرب؟ ● تشرفت كثيرا بزيارة المغرب، في الحقيقة أحسسنا أننا أبناء هذا الوطن، لم نحس إطلاقا أننا غرباء عن وطننا، وانسجمنا منذ اللحظة الأولى التي التقينا فيها بإخواننا في التجديد الطلابي، وحضرنا بعض فعاليات المؤتمر الوطني لمنظمتهم، هناك تشابه كبير بين العمل الطلابي بالمغرب ونظيره بالجزائر، وهناك تقارب كبير بيننا، وهو راجع بكل تأكيد للتقارب المجتمعي بين الشعبين. ❍ما هي آفاق التعاون المشترك بين "التجديد الطلبي"، ومنظمتكم الطلابية؟ ● هناك أفق واسعة للتعاون، تتعدى الميزة الطلابية إلى صناعة المستقبل وقيادة النهضة في الوطن العربي والأمة الإسلامية، فالأفق واسع جدا، يبقى علينا فقط تجسيد هذا التعاون، وتفعيل المبادرات بين المنظمتين، ومن خلالها كل الأجيال الطلابية، وبكل تأكيد سنستعمل الآليات التي لها علاقة بالجامعة والعمل الثقافي والعلمي، لأن الجامعة هي مصدر الإشعاع والمعرفة، والجامعة يفترض منها قيادة المجتمعات وقيادة النهضة، وبالتالي، كوننا ننشط في فضاء جامعي، يخلق لدينا أشيء إيجابية تساعدنا في الاطلاع بهاته الأدوار في الطلائعية في المستقبل. ❍ ألا تعتقد أنه بعد الربيعى العربي، حان الوقت لفتح الحدود، بين بلدينا، لتعزيز التعاون بين الطرفين، ثم لبناء جديد للمغرب العربي؟ ● نحن ننشد السلام في هاته المنطقة، وننشد الاستقرار في منطقة المغرب العربي، ونأمل أن كل فرصة تعطى لشعوب هاته المنطقة، تستغل وتغتنم أحسن استغلال، للمساهمة في رفاهية هاته الشعوب، ونحن كل فرصة تتاح لنا، نرى أنه من الواجب على الشعوب اقتناصها، من أجل بناء مغرب عربي ووطن عربي، قائم على الوحدة والتآخي والتآلف، ونحن ننشد هذا الأمر في سلام وأمن واستقرار، لأنه نحن في الجزائر عشنا مأساة وطنية، لا نتمناها حتى للعدو، ونحن كشباب جزائري، عشنا مرحلة مأساة، ولا نتمناها لأي بلد في المغرب العربي، ونتمنى ان يكون التغيير بشكل سلمي، بعيدا عن العنف، وأملنا أن يعود الاستقرار قريبا لتونس وليبيا. نحن مع كل ما يساهم في تعزيز أواصر المحبة والأخوة بين الشعبين، لكن القضايا الثنائية، لابد أن تدرس حالة بحالة، وتدرس في مقامها ومكانها، ونأمل أن تنزع كل الحواجز والعراقيل، لتتآلف القلوب، في ظل وطن عربي موحد، وأمة إسلامية موحدة.