شكل موضوع «عناية المغاربة بالقرآن ورعاية ملوك الدولة العلوية لحفاظه» محورا رئيسيا في محاضرة علمية ألقاها مؤخراالدكتور بصير عبد الهادي، من مندوبية الأوقاف ببني ملال. وتوقف المحاضر في مداخلته التي ألقاها بواد زم إقليمخريبكة، عند المراحل التاريخية التي سلكها القرآن الكريم منذ دخول الإسلام إلى المغرب عام 62 هجرية على يد الصحابي عقبة بن نافع الفهري وبعده الفاتح موسى بن نصير والى غاية نشأة الدولة العلوية. وركز بالمناسبة على العناية التي حظي بها المصحف الكريم شكلا ومضمونا من خلال إبداع وتفنن المغاربة في نسخه وتنميقه، حيث تم ترصيع نسخ المصحف «العقباني» و»العثماني» بماء الذهب وغيره من الأحجار الكريمة تيمنا ببركاته، إذ توارثته الأجيال واعتمد في العديد من المواطن كالاستشفاء والفتوحات الإسلامية فضلا عن استعماله كهدايا قيمة في المناسبات وكذا في تزيين البيوت. وتوقف الدكتور بصير عبد الهادي عند ظاهرة مبايعة «سلطان الطلبة» والتي سنها السلطان المولى رشيد وهي تكشف مدى الحظوة والعناية الخاصة التي أولاها العلويون لحفظة وحملة كتاب الله لتشجيعهم على مزيد من التحصيل والتدبر وقد توارث ملوك الدولة العلوية الشريفة في ما بعد هذه الحظوة في صيغ وتجليات مختلفة.