عرفت مساجد مدينة مراكش في الليلة الأولى من "العشر الأواخر"بمناسبة إقامة صلاة التهجد إقبالا كبيرا من قبل مواطنين . وبدأت صلاة التهجد في بعض المساجد حوالي الثانية صباحا، وفي أخرى حوالي الواحدة والنصف. ولاحظت "التجديد" أن هذا الإقبال شمل مختلف الفئات العمرية، وشاهدت كيف أن نساء يمشين في جوف الليل جماعات مسافة غير قصيرة في اتجاه عدد من مساجد المدينة. وقال بعض المواطنين إنهم يفضلون الذهاب إلى مساجد بعينها نظرا لوجود "مقرئ" يستطيع أن يوفر لهم أجواء إيمانية خاصة، وأوضح بعضهم أن الأمر ليس تفضيل إمام على آخر، ولكن يمكن القول أنها مسالة نفسية أكثر منها تقنية. والتقت "التجديد" بفتيان يصومون "رمضانهم الأول أو الثاني في طريقهم أيضا إلى المسجد، وعبر أحدهم عن سعادته في مرافقة أصدقائه لإقامة صلاة التهجد وقال" إنها فرصتي الأولى في تقوية إيماني، وطلب ربي أن يعتقني من النار"وأضاف"الحمد لله الذي وفر لي هذه الرفقة الصالحة"، وزاد قائلا وقد علت وجه زملائه ابتسامة صادقة "رمضان شهر عظيم، لقد شعرت إن كل العبادات والطاعات ميسرة لي، وقد كنت في السابق أجد صعوبة في المداومة على الصلاة". وفي السياق ذاته، حرص بعض الشباب على تسجيل مقاطع صوتية من قراءة شيوخ كبار في القراءات العشر أو ادعيتهم في صلاة التهجد، ونشرها على نطاق واسع على الشبكات الاجتماعية، محققين ما وصفوه "تواصلا إيمانيا رائعا" وتحفيزا على مزيد من الطاعات، ومن المقاطع التي انتشرت بقوة مقطع للشيخ نبولسي يقرأ فيها سورة الإخلاص "بالقراءات العشر"، وهي المرة الأولى التي أطلع فيها على تنوع القراءات وجمالها" يقول أحد الشباب. إلى ذلك، اختار عدد من المواطنين الاعتكاف بأحد المساجد العتيقة بالمدينة، وهو المسجد الوحيد بالمدينة الذي اشتهر أنه يسمح فيه بالاعتكاف، فيما أكدت مصادر أخرى أن هناك مساجد أخرى لكنها غير معروفة لدى عموم الناس منها مسجد بحي إيسيل، وآخر في ضواحي المدينة، في حين يطالب عدد من المواطنين أن تحرص السلطات المعنية على توفير مساجد أخرى. وقال أحد المعتكفين "اعتكف كل سنة وانقطع عن المشاغل اليومية، ويتكفل ابني بتوفير ما تيسر من الطعام، إنها تجربة فريدة، حيث "لارنات، ولاذهاب إلى السوق، ولا جدال"، إنه شعور بالراحة التامة والقرب من الله تعالى، وأضاف في شبه دعوة "لن أقدر على أن أصف لك ما أشعر من طمأنينة وراحة بال حتى تجرب". وتصادف أول قيام لليل من إعلان شابتان فرنسيتان إسلامهما يوم الأحد بمسجد أمة الله بمراكش عقب صلاة العشاء، وتزامن ذلك مع حضور مسؤولين أمنيين. وحرص الدكتور في القراءات العشر والإمام عبد الرحيم نبولسي على تلقينهما الشهادتين بشكل ميسر في أجواء رمضانية جميلة، كما أهدى لكل واحدة منها مصحفا كريما. وقد بدا التأثر واضحا على الشابتين واللتان تسميان "كاثرين" و"مادلين"، عند سماعهما تكبيرات الحاضرين. وأعلن المنظمون في المسجد أن إحداهما اختارت من الأسماء العربية "نهى" والأخرى اختارت أن تدعى بعد اليوم "مريم". وقالت إحداهما "دخولي للإسلام نقطة تحول في حياتي، وأرجو من الله أن يتقبل صيامي وقيامي في هذا الشهر الفضيل". وبذلك يكون عدد المشهرين إسلامهم في مساجد مراكش حسب ما علمت "التجديد" قد وصل إلى 11 منذ بداية رمضان من السنة الجارية. وفي أخر ركعة من صلاة التراويح قام الإمام داعيا متضرعا إلى الله لمدة طويلة جعلت أجواء إيمانية كبيرة تخيم على المكان.