في هذه الحلقة من حلقات دور القرآن نتحدث عن دار القرآن التابعة لجمعية الدعوة إلى الله بمكناس المحروسة ، والتي كانت من الرواد إلى جانب مدينة مراكش ، فقد تأسست جمعية الدعوة إلى الله بمدينة مكناس على يد العلامة الشيخ الدكتور تقي الدين الهلالي رحمه الله سنة 1975 ميلادية وهي نفس السنة التي تأسست فيها جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بمراكش. وقد ارتبط اسمها كثيرا باسم الدكتور الهلالي، كما هوالحال بالمقرئ المتقن عبد الهادي الزراع الذي يلقب بشيخ دار قرآن جمعية الدعوة إلى الله . يقول الأستاذ حبيب ابوالحارث مسؤول بالجمعية ، إن الدكتور هلالي حرصا على نشر العلم الشرعي وهداية الناس إلى الكتاب والسنة ، لأنه لا نصر ولا تمكين لهده الأمة إلا بالرجوع إليهما والتمسك بهما بعلم وصدق وإخلاص. وقد مرت هذه السنين كلها فكانت النتائج بفضل الله طيبة وحميدة. فلما توفي الشيخ تقي الدين الهلالي سنة 1986 ميلادية تولى تسيير هذه الجمعية مجموعة من الأساتذة وعلى رأسهم الشيخ القاضي المتقاعد احد ابرز علماء مكناس وشيوخها الشيخ محمد بن عبود الذي ظل يدرس ويعلم في المسجد الأعظم لمدينة مكناس لمدة عشرين سنة كان في كل سنة يختم فيها صحيح البخاري وقد توفي هوأيضا هده السنة 2011 رحمه الله تعالى . ويقول حبيب عن الشيخ عبد الهادي زراع إن له الفضل بعد الله تعالى في تخريج عدد من القراء وهم الآن أئمة في المساجد ويؤمون الناس في رمضان، وأعماله بالمجلس العلمي المحلي بمكناس معروفة وقد كان وطاقم طلبة دار القران في لجنة جائزة بن غازي المكناسي التي تقام في كل شهر رمضان في السنة تحت اشراف المجلس العلمي المحلي بمكناس بالاضافة الى انه كان له كرسي للاقراء في المسجد الاعظم اسبوعيا وغيرها من الاعمال. وتبقى جهود باقي الأساتذة محصورة في تدريس وتحفيظ القران ومحوالأمية وتقديم الخدمات الاجتماعية والتربوية التثقيفية لفائدة مجموعة من أطفال المدرسة والحرفيين والنساء ربات بيوت ويافعات وطالبات. ومن أبرز وأهم أساتذتها الأستاذ إبراهيم برياز أستاذ التربية الإسلامية بإعدادية الأزهر سابقا، والأستاذ محمد بن عسوأستاذ اللغة العربية بإعدادية ابن عثمان بمكناس سابقا،والدكتور عبد العزيز الاسماعيلي أستاذ الدراسات الإسلامية بكلية الأدب بمكناس،والأستاذ محمد الايوبي أستاذ اللغة العربية بثانوية وسلان،والأستاذ محمد بن عبد السلام عزيزوخريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة،والأستاذ عبد الناصر الحداوي خطيب المسجد المحمدي بمرجان، بالإضافة إلى أعضاء آخرين يعملون إلى جنب هؤلاء الأساتذة في تسيير الشؤون الإدارية والتقنية للجمعية الواردة أسماؤهم في لائحة أعضاء اللجنة الإدارية الميسرة لمكتب الجمعية. ومن مقاصد وأهداف الجمعية، يضيف الاستاذ حبيب، نشر العلم به والتحذير من الانحراف ، وأعمال الجمعية هي امتداد لجهود علماء وطنيين كأمثال الشيخ الإسلام محمد بلعربي العلوي والشيخ أبي شعيب الدكالي والشيخ علال الفاسي الذين تأثر ودرس عليهم مؤسس هذه الجمعية الشيخ تقي الدين الهلالي رحم الله الجميع كما يذكر ذلك هوبنفسه عن شيخه محمد بلعربي العلوي في كتابة «الهدية الهادية إلى الطائفة التجانية ».