تأكد رسميا نبأ وفاة 80 شخصا كانوا على متن طائرة عسكرية مغربية لدى تحطمها على بعد عشر كيلومترات من مدينة كلميم، بعد أن لفظ جريحين أنفاسهما بالمستشفى العسكري بمدينة كلميم لينضافوا إلى قائمة 78 ضحية الذين أعلن عن وفاتهم بلاغ للقوات المسلحةيوم الاربعاء 27 يوليوز 2011. و أوردت وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن مصادر متطابقة من الرباط، أنه تم فتح تحقيق لتحديد كل ملابسات أحد أخطر حادث طائرة عسكرية في المغرب. وفي سياق التضامن مع ضحايا الطائرة، أعلن بلاغ للديوان الملكي أن الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، أصدر أمره لإعلان الحداد الوطني مع تنكيس الأعلام الوطنية لمدة ثلاثة أيام ، ابتداء من يوم الثلاثاء. و في ذات السياق، وجهت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بأمر من أمير المؤمنين، رسالة إلى الأئمة وخطباء الجمعة بسائر مساجد المملكة إلى إقامة صلاة الغائب غدا الجمعة ترحما على أرواح الضحايا. وفي إطار التخفيف من هول الكارثة، بعث الملك محمد السادس برسائل تعزية ومواساة، إلى أسر الضحايا. و تم توجيه تعليمات إلى كافة السلطات الحكومية والعمومية، والعسكرية والصحية المختصة، بأن تقوم بتسخير جهودها وإمكاناتها في عين المكان، وحيثما اقتضى الإسعاف ذلك، من أجل الدعم الضروري، وتقديم كل أشكال المساعدة والمساندة اللازمة، لأسر الضحايا، للتخفيف من معاناتهم، وشد أزرهم. وأشار مصدر ل «التجديد» في مكان الحادثة، أن هناك «قلقا» وسط عائلات الجنود المغاربة المرابطين في الصحراء نتيجة تضارب الأنباء حول هوية ركاب الطائرة. وأكد المصدر أن قيادات من الصف الأول من القوات المسلحة والدرك الملكي عاينت أمس مكان الحادث. من جهة أخرى أكد مصدر طبي حضر إلى عين المكان عشر دقائق بعد الحادثة وساهم في عمليات الإنقاذ ل «التجديد» أن الحادث كان مؤلما جدا، وأن فرق الإسعاف الطبي «لم تجد أمامها فرص لتقليل عدد الضحايا، مادام أن غالبية ركاب الطائرة توفوا مباشرة بعد تحطم الطائرة». وكانت الطائرة المحطمة وهي من طراز « هرقل سي 130» تؤمن رحلة بين أكاديرالعيونالداخلة، وتقل طاقما مكونا من تسعة أفراد و60 عسكريا و12 مدنيا. وتأكد من مصادر رسمية أن الطائرة اصطدمت بقمة جبل «تاييرت» وانحرفت إلى اليسار، لتنشطر إلى جزأين، أولهما ظل عالقا بقمة الجبل فيما ارتطم الثاني بالأرض قبل أن تلتهمه النيران. واستعانت فرق البحث التابعة للوقاية المدنية والجيش بمروحيات استعملت للوصل إلى النصف العالق من الطائرة بقمة الجبل. عبر تاريخ الطيران المدني والعسكري، شهد المغرب عدة حوادث تحطم طائرات. وكانت طائرة بمحركين من نوع «ديسيندر» وتابعة للدرك المغربي فقدت في ديسمبر 2001 في جنوب المغرب وعلى متنها خمسة اشخاص على الأقل وطيارين اثنين. وفي 1994، تحطمت طائرة سياحية من نوع «اي.تي.ار 42» قرب أكادير وأسفر الحادث عن 44 قتيلا. ولعل أخطر حادث تحطم طائرة عاشه المغرب، يتمثل في تحطم طائرة مدنية في 22 دجنبر 1973 بنواحي مدينة طنجة إذ توفي على إثر ذلك الحادث 106 شخصا. وفي سياق التفاعل الدولي مع الحادث الأليم، عبرت الحكومة البريطانية عن تعازيها للمغرب على إثر الحادث. من جهته عبر رئيس البرلمان الاوربي جيرزي بوزيك عن تعازيه لأسر ضحايا حادث تحطم الطائرة العسكرية.