أعلن جلالة الملك محمد السادس الحداد لمدة ثلاثة أيام في كل ربوع الوطن حزنا على ضحايا الكارثة الجوية التي ألمت بالمغرب صباح الثلاثاء الماضي بعد تحطم طائرة عسكرية كانت تقل 81 راكبا قادمة من مدينة الداخلة. وأمر جلالة الملك بتنكيس الأعلام فوق جميع الإدارات والمؤسسات العمومية لمدة ثلاثة أيام كذلك، ابتداء من يوم الثلاثاء،وعلى إثر الحادث المفجع لتحطم طائرة عسكرية, باصطدامها بأحد الجبال القريبة من كلميم, والذي أودى بحياة العديد من أفراد القوات المسلحة الملكية ; بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس, القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية, برسائل تعزية ومواساة, إلى أسر الضحايا الأبرياء. وذكر بلاغ من الديوان الملكي أن جلالة الملك , حفظه الله, ضمن هذه الرسائل التعبير عن مشاعر تأثر جلالته البالغ, بهذه الحادثة المؤلمة, وترحمه على الأرواح الطاهرة لشهداء الواجب الوطني, ممن قضوا نحبهم, قضاء إلهيا لا مرد له ; وكذا دعواته المستجابة بأن يتغمدهم الله بواسع رحمته, في هذا الشهر الفضيل, ويتقبلهم في جنات الخلد مع الشهداء من عباده . وبعد أن دعا جلالة الملك, رعاه الله, للأسر المكلومة للضحايا الأبرياء, بأن يعوضهم سبحانه عن رزئهم الفادح, جميل الصبر وحسن العزاء ; أكد لهم جلالته, مشاطرتهم أحزانهم, وموصول رعايته المولوية لهم. وأضاف البلاغ أنه ومن منطلق الرعاية السامية, التي ما فتئ جلالة الملك يوليها للضحايا الأبرياء, المكلومين بالحوادث المفجعة, من كافة أفراد شعبه الوفي, ومن أسرة القوات المسلحة الملكية, الأثيرة لدى جلالته, فقد قرر, أعزه الله, التكفل شخصيا, بتكاليف مأتم الذين لبوا داعي ربهم . كما أصدر جلالة الملك, , تعليماته السامية إلى كافة السلطات الحكومية والعمومية, والعسكرية والصحية المختصة ; بأن تقوم بتسخير جهودها وإمكاناتها في عين المكان, وحيثما اقتضى الإسعاف ذلك, من أجل الدعم الضروري, وتقديم كل أشكال المساعدة والمساندة اللازمة, لأسر الضحايا , للتخفيف من معاناتهم, وشد أزرهم ; ضارعا جلالته إلى الله سبحانه أن يقيهم وذويهم من كل مكروه ; ومؤكدا لهم موصول عنايته المولوية, وعميق مشاعر تعاطفه معهم في هذا المصاب الأليم, الذي لا راد لقضاء الله فيه. كما وجهت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية , بأمر من أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس , عناية الأئمة وخطباء الجمعة بسائر مساجد المملكة إلى إقامة صلاة الغائب ترحما على أرواح ضحايا حادث تحطم الطائرة العسكرية قرب مدينة كلميم . وأوضح بلاغ للوزارة أن صلاة الغائب ستقام مباشرة بعد صلاة يوم الجمعة المقبل. وفي ما يلى نص بلاغ الوزارة بهذا الصدد : "على إثر الحادث الأليم لسقوط طائرة القوات المسلحة الملكية والذي خلف للأسف الشديد عددا من الضحايا فإن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية , بأمر من أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس , حفظه الله , توجه عناية السادة الأئمة وخطباء الجمعة بسائر مساجد المملكة إلى إقامة صلاة الغائب ترحما على أرواح الشهداء وذلك مباشرة بعد صلاة الجمعة ليوم 27 شعبان 1432 الموافق ل29 يوليوز 2011 . وإنا لله وإنا إليه راجعون ". ومن جهتها عبرت الحكومة البريطانية عن تعازيها للمغرب على إثر حادث تحطم طائرة عسكرية الثلاثاء بالقرب من مدينة كلميم.وجاء في بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية البريطانية بأن الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, أليستر بورت, عبر عن حزنه العميق لسقوط ضحايا في هذا الحادث. وتقدم الوزير البريطاني, بهذه المناسبة الأليمة, بأحرالتعازي لأسر وأقارب الضحايا وكذا للشعب المغربي. كما عبر رئيس البرلمان الاوربي جيرزي بوزيك الثلاثاء عن تعازيه لأسر ضحايا حادث تحطم الطائرة العسكرية قرب كلميم والتي خلفت عددا من الضحايا. وقال رئيس البرلمان الاوربي في بلاغ " أتقدم باسم البرلمان الأوربي بأحر التعازي للشعب المغربي ولأسر ضحايا حادث تحطم الطائرة العسكرية الذي وقع جنوب المغرب" معربا عن مواساته "لكل من فقد شخصا عزيزا في هذا الحادث". وكانت طائرة تابعة للقوات المسلحة الملكية من طراز ( سي 130) تؤمن رحلة بين أكادير -العيون -الداخلة , وتقل طاقما مكونا من تسعة أفراد و60 عسكريا و12 مدنيا, قد تحطمت على الساعة التاسعة صباحا على بعد عشرة كيلومترات شمال شرق مدينة كلميم. لقي 78 ضابطا مصرعهم في حادث تحطم طائرة سي 130 التابعة للقوات المسلحة الملكية على بعد ثمانية كلمترات من مدينة كلميم، بعد ارتطامها بجبل قريب من المطار العسكري الذي كانت ستزل فيه الطائرة قبل استكمال رحلتها في اتجاه القاعدة العسكرية لمدينة القنيطرة، وأوضح بلاغ للقوات المسلحة الملكية أن الطائرة من طراز ( سي 130) والتي كانت تقل 81 شخصا (الطاقم المكون من تسعة أفراد و60 عسكريا و12 مدنيا) تحطمت على الساعة التاسعة من صباح الثلاثاء على بعد عشرة كيلومترات شمال شرق مدينة كلميم بسبب سوء أحوال الطقس، حيث كان ضباب كثيف يسود المنطقة الجبلية التي تحطمت فيها الطائرة. وأعلنت القوات المسلحة الملكية, حسب البلاغ ذاته, عن 78 حالة وفاة وثلاثة إصابات خطيرة, مشيرة إلى أنه تم نقل الجرحى وجثامين 42 من المتوفين تم العثور عليهم , إلى المستشفى العسكري الخ لمدينة كلميم، وخلص البلاغ إلى أن البحث لا يزال جاريا في مكان الحادث قصد العثور على باقي الضحايا. وعزت مصادر من عين المكان أسباب تحطم الطائرة إلى حالة الضباب الكثيف الذي كان يلف المنطقة مما تعذرت معه الرؤية، مؤكدة أن المنطقة التي سقطت بها الطائرة غير مأهولة بالسكان، وتتواجد في الطريق المؤدية إلى منطقة بويزكارن. وكانت الطائرة من طراز أمريكي، تقل على متنها 60 عسكريا قادمين من مدينة الداخلة في اتجاه مدينة القنيطرة، وأوضحت المصادر أن الضباط الذين كانوا على متن الرحلة، كانوا قادمين إلى مدينة الرباط لأداء القسم بمناسبة عيد العرش المجيد، وأوضحت المصادر ذاتها أن الطائرة كانت ستنزل بمطار كلميم العسكري قبل مواصلة الرحلة في اتجاه مدينة القنيطرة. يذكر أن طائرة سي 130 هي طراز من الطائرات الذي يحمل في العادة قوات العمليات الخاصة للقفز بالمظلات من ارتفاعات منخفضة أو الهبوط للقيام بأعمال هجومية في عمق الأراضي المعادية، وهي تعود للأسطول الأمريكي، كما أنها تستعمل في عمليات الشحن، ونقل الجنود.