افتتح مساء الأحد 10 يوليوز 2011 بالرباط الدورة الخامسة للملتقى الوطني الخامس للدعاة الشباب الذي تنظمه منظمة التجديد الطلابي، وسط تأكيد على رغبة المنظمين في خوض غمار تخريج أفواج جديدة من الدعاة الشباب وفق متطلبات فقه النص والواقع على ضوء التوجهات المقاصدية وباستحضار التحديات الكبرى التي يعشها الوطن والأمة، وهو الإصرار الذي يؤكده الاستمرار في تنزيل أهدافه وبرامجه منذ أربع سنوات وإلى اليوم وكذا الرغبة القوية في تخريج شباب دعوي واع بأدوراه ومتطلبات مجتمعه منه. في هذا الصدد أكد محمد البراهيمي، المسؤول الدعوي الوطني لمنظمة التجديد الطلابي، أن ملتقى الدعاة الشباب حقق العديد من التطلعات التي سطرها منذ انطلاقه إلى اليوم، معتبرا إياه أحد المشاريع المساهمة في صناعة مجتمع المعرفة والرفع من درجة الوعي والفقه بحقيقة النص وسبل تنزيله على الواقع وفق آليات التنزيل و التفعيل للنص في الواقع وكذا منهج التفاعل مع متغيرات المجتمع والعناصر المكونة له، وأضاف لبراهمي الذي كان يتحدث في الجلسة الافتتاحية للدورة الخامسة لملتقى الدعاة الشباب المنظم هذه السنة بالرباط، أن الملتقى يهدف أيضا إلى صناعة الإنسان الرائد والقائد والرباني الذي يتمثل قيم التضحية والنضال وطلب العلم وأيضا يهدف إلى تخريج إنسان قادر على التفاعل مع أحداث عصره و والتفاعل مع حركيته والتأثير فيها برؤية مقاصدية تفقه النص والمجتمع في الآن ذاته مبرزا أن نموذج هذا الإنسان وما ينبغي أن يكون عليه يجسده اليوم أحد العلماء الجهابذة المتمثل في الدكتور والعالم المفكر أحمد الريسوني الذي اختارته هذه الدورة شخصية ورمزا لها، واعتبره لبراهمي شخصا من العلماء القلائل لكونه جمع بين العلم والوعي بالواقع وفقهه بالإضافة إلى تمثل قيم التضحية والمدافعة مجسدا نموذج العالم صاحب المواقف المستجيبة لواقع الأمة والمستحضرة لأحداث عصره وواقعه، كما اعتبر محمد البراهمي أن برنامج الدورة جاء مستجيبا لحاجات اللحظة التاريخية التي تعرف سجالا سياسيا حول قضايا تحتاج إلى نقاش علمي عميق يزيل الالتباس الذي أضفته النقاشات السياسية حول القضايا مثل قضية الهوية و المرجعية و قضايا الحرية و الحقوق الكونية في جو عام طبعه ضعف حضور البعد العلمي والشرعي في نقاش هذه القضايا. في ذات الجلسة رحب جمال بخوش، الكاتب المحلي لمنظمة التجديد الطلابي لفرع الرباط، بالمشاركين في محطة ملتقى الدعاة الشباب وذكر بسياقها وسبل نجاحها كما تحدث عن التحديات المطروحة على مشروع المنظمة اليوم والشباب عموما خاصة في ظل هذه التغيرات الهامة التي تعرفها هذه الشريحة اليوم. إلى ذلك أشار محمد المالكي، نائب المشرف على ملتقى الدعاة الشباب في دورته الرابعة إلى عدد من الضوابط التي على المشاركين على الالتزام بها لإنجاح المحطة كما تطرق إلى أهمية سيادة الفعل المنظم والروح الجماعية بما يخدم تقدم هذه الدورة وتطورها. وتهدف هذه الدورة الخامسة حسب المنظمين إلى الاستمرار في عملية التكوين المعرفي والمنهجي للدعاة الشباب الذين استفادوا من البرنامج السنوي الخاص بالدورات الثلاث، ومن محطات سابقة وفق منهج متكامل يراعي مختلف الجوانب المعرفية والمهارية والتقنية يشار إلى أن الدورة الأولى للملتقى الوطني للدعاة الشباب نظمت في مدينة تطوان والثانية بمدينة الدارالبيضاء والثالثة بمدينة القنيطرة والرابعة بمدينة مكناس والخامسة منظمة خلال هذا الأسبوع بمدينة الرباط.