قالت البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية نزهة الوافي إن الثورات العربية التي أسقطت الأنظمة المستبدة، ''جعلتنا نعيش لحظة يجب أن تنهي معها طبيعة العلاقة غير المشرفة التي كانت تحكم علاقة الغرب بالعالم العربي والإسلامي''، معتبرة أن هذه المرحلة الجديدة سيكون لها تداعيات إيجابية على المسلمين الذين يعيشون بالدول الغربية. و أكدت الوافي، في حوار تلفزي مع القناة الكاطللانية بإسبانيا على هامش مشاركتها في اللقاء الخامس الذي نطمه المركز الإسلامي بكاطولونيا والذي يشتغل على قضايا المغاربة والمسلمين القاطنين نهاية الأسبوع الماضي، على ضرورة إعادة النظر في علاقة المسلمين مع الغرب والتي ظلت حسبها مبنية على مقاربة جيوسياسية أمنية ونفعية وذلك بحرص الغرب على المصالح الاقتصادية دون مبالاته بدعم الديمقراطية والحرية واحترام حقوق الإنسان والكرامة للإنسان العربي و دعت الوافي من أسمتهم بمحبي الديمقراطية والحرية والكرامة إلى مطالبة الحكومات الغربية بضرورة إعادة النظر في علاقتهم مع الجالبات المسلمة بشكل ينسجم مع مبادئ الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان في الغرب. وتأسفت الوافي لما أسمته سياسة ''وضع المبادئ الديمقراطية جانبا'' عندما يتعلق الأمر بحماية مصالح الغرب، مطالبة الحكومات الغربية بأن تتعامل مع الجاليات المسلمة والتي يبلغ عددهما حوالى ثلاثين مليوناً بمبدأ المواطنة التي تضمن لهم حقوقهم كأقلية وأن لا تعامل هويتهم ودينهم بمنطق الدرجة الثانية بل يجب أن تحترم كباقي الديانات وأن لا يزج فيها في اللعبة الإعلامية بالشكل الذي يثير التوتر في العلاقة ويهمش المسلمين بهذه البلدان. البرلمانية عن حزب المصباح أكدت أن على الجاليات المسلمة مطالبة بمراجعة الخطاب الإسلامي وإعادة صياغته باتجاه جعل العلاقة تتجه إلى التعاون على المشترك بدل التوجه إلى التصارع وإعادة صياغة العلاقة من جديد على النحو الذي يمكن المسلمين الذين يعيشون في الغرب من القدرة على المشاركة في مجتمعاتهم ودولهم التي أصبحوا جزء لا يتجزء منها بل أصبحوا مواطنين لهم حقوق وعليهم واجبات منبهة إلى ضرورة إعادة العلاقة الكلية بين العالم الإسلامي والغرب في أفضل الحالات الممكنة من التعاون وتبادل المصالح وتقليل العداوات وحل الأزمات والمشكلات. لأن الأجيال المسلمة الصاعدة تضيف الوافي محتاجة إلى الانسجام والتوفيق بين هويتها الأوروبية أصلية كانت او مكتسبة وبين هويتها الإسلامية. وفي معرض حديثها عن الحالة المغربية، قالت الوفي: ''أعتقد أن المتغيرات الإقليمية تفرض على الدولة المغربية القيام بكل ما يجب القيام به من ضمانات وإعداد المناخ المناسب من أجل تدشين عهد مغرب يحترم حقوق الإنسان، والعدالة والمواطنة، و المغرب يستطيع المضي بأسرع مما هو الحال عليه إذا كانت هناك إرادة قوية وفعلية للإصلاح والمؤشرات الأخيرة خصوصا ما يرتبط مواجهة الإحتجاجات مؤخرا تجعلنا تجعلنا قلقين عن إرادة العزم للقطع مع ما عاشه المغرب في السنوات الأخيرة من تراجعات على مكتسبات الفترة الجديدة، سيما التراجع على المستوى السياسي والحقوقي. وبخصوص الحملات الإعلامية ضد المسلمين في الغرب أوضحة الوافي أن المسلمون لا يحتاجون في خطابهم مع الغرب إلى خوض حرب إعلامية لأن السؤال حسبها هو كيف يساعد المسلمون في الغرب أنفسهم ويحصلون على حقوقهم؟ وكيف تزيد المصالح وتدفع المشكلات والأزمات بغض النظر عن قناعتهم ورأيهم وعواطفهم، فالقضية الأساسية تضيف الوافي هي كيف تفعل قيم التسامح العقل والحوار، وتقلل العداوة والكراهية، وليس بالضرورة أن يكون الغرب متسامحاً للتعامل معه بنفس الطريقة، وهنا يأتي التذكيربما يتميز به المسلمون عن غيرهم من الأمم من''المخزون العاطفي الوجداني''، أو ''الطاقة الروحية'' التي تمكنهم في أي زمان، أو مكان، أو ظرف، من الأداء الحضاري المتميز، والشهادة على الناس؛ هذا إذا أحسنوا توظيفها وليس تبديدها بالغلو والفرقة وعدم الوعي بما لديهم من قدرات.