كشفت وثائق وكيليكس جديدة، حول المعتقلين المغاربة بغوانتنامو، عن شروط وضعتها السلطات الأمريكية قبل تسليم مغاربة غوانتنامو للسلطات المغربية، حيث ورد في تقرير لقوة ''المهام العسكرية المشتركة بغوانتنامو''، الذي يخضع لوزارة الدفاع الأمريكية، والمتعلق ب''سعيد بوجعدية''، المعتقل المغربي السابق بغوانتنامو، أن السلطات الأمريكية، ''مستعدة لتسليم بوجعدية لبلد آخر''، شريطة التوصل إلى ''اتفاق مرضي يضمن استمرار الاعتقال، ويسمح بالوصول إلى المعتقل، و/أو المعلومات الإستخباراتية''، تقول الوثيقة، آنذاك يمكن للمعتقل أن ينقل إلى خارج سيطرة وزارة الدفاع الأمريكية، وهو نفس المقترح الذي سبق أن تضمنه تقرير سابق في 10 يونيو ,2005 وأكده تقرير جديد بتاريخ 28 يوليوز ,2006 أي قبل سنيتن من تسليم بوجعدية للمغرب. نفس الشروط وبنفس الصيغة، تتحدث عنها وثيقة أخرى، متعلقة بالمعتقل السابق محمد بن موجان، من مواليد ,1980 بينما تكشف تقارير أخرى عن توصيات قوة المهام العسكرية المشتركة بغوانتنامو، بتحويل المعتقلين المغربيين الحسيمي نجيب ومحمد الأحمد الراشدي إلى بلد آخر شريطة استمرار الاعتقال. من جهة أخرى كشفت نفس الوثائق، عن تقارير أنجزت خلال شهري نونبر ودجنبر 2003 ويناير ,2004 وأعدتها نفس الجهة الأمنية، توصي باستمرار اعتقال ستة معتقلين مغاربة، على اعتبار أنهم لا زالوا يشكلون خطرا على الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهم، محمد إبراهيم، ''مواليد ,''1979 ورضوان الشقوري، ''آسفي ,''1972 ومحمد حسن، ''سلوان ,''1970 وإبراهيم بنشقران، ''طنجة ,''1979 و''السليمان العلمي، 1976 فاس''، ومحمد مزوز، ''الدارالبيضاء ,''1975 وكذا المعتقل ''أحمد عبد الله الوزان، من مواليد آسفي .''1968 ومن بين المعتقلين الذين ورد اسمهم في الوثائق، ولم يتم تسليمهم للمغرب لحد الساعة، ويعتقد أن السلطات الأمريكية تحتفظ بهم بغوانتنامو، المسمى ناصر، المزداد بتاريخ 4 مارس ,1965 بمدينة الدارالبيضاء، حيث تتحدث وثيقة تضم طلبا ب''تمديد فترة الاعتقال، تحت إشراف وزارة الدفاع الأمريكية''، وهو الطلب المؤرخ بتاريخ 22 أكتوبر ,2008 ويبرر الطلب أسباب الاستمرار في الاعتقال، بالإشارة إلى أنه، ''إذا تم إطلاق سراح عبد اللطيف ناصر، فهو ربما يبحث عن ارتباطاته السابقة، ويشكل تهديدا بانضمامه لمجموعات تعلن عدائها لأمريكا''، كما يعتبر الطلب أن ''المعتقل أقر بدعمه للأنشطة الإرهابية، وأشار إلى 11 شتنبر'' و''كان متعاونا بتردد أثناء الاستجواب، واستمر في الاحتفاظ ببعض المعلومات ذات الأهمية''، ويضيف التقرير أن ''المعتقل عضو في اللجنة العسكرية لتنظيم القاعدة، التابعة لمجلس شورى التنظيم، المرتبط مباشرة بأسامة بن لادن، وتلقى تدريبات في عدة معسكرات للقاعدة''، و''قاد مركز السهيل في قاعدة باغرام، وقاد الصفوف الأولى في تورابورا''، وأعلن الفريق الأمني بغوانتنامو أن ''المعتقل، ذو خطورة عالية لكونه يمثل خطرا على أمريكا ومصالحا وحلفائها، وذو خطورة متوسطة من ناحية إمكانية التفجير، وله معلومات استراتيجية مهمة وذات قيمة، كما اختلق رواية تمويهية لإخفاء انتمائه للقاعدة''، ويتحدث نفس التقرير عن المعلومات التي أفاد بها المعتقل، حيث درس الفيزياء والكيمياء في جامعة الحسن الثاني، ذهب إلى ليبيا، وانضم إلى ''جماعة التبليغ في السودان''، وعمل في إحدى شركات بن لادن، والتقى به سنة ,''1995 يضيف التقرير الذي يعتبر هاته المعلومات، أدلى بها المعتقل المغربي للفريق الأمني بغوانتنامو، ''وفي سنة ,1996 حاول عبد اللطيف ناصر، الوصول إلى الشيشان عبر اليمن لكنه فشل''، ومن السودان ذهب إلى أفغانستان وكان قائدا للفرقة العربية، بعد أن تلقى تدريبات سنة ,1998 وفي 10 دجنبر ,2001 ألقي عليه القبض في باكستان، ونقل يوم 3 ماي 2002 إلى غوانتنامو. من جهة أخرى، وفي ما يتعلق بسعيد بوجعدية، الذي قضى سبع سنوات بغوانتنامو، وسلم للمغرب قبل ثلاث سنوات، حيث صدر في حقه حكما بالسجن لمدة عشر سنوات، قضى منها ثلاث سنوات، قبل أن يستفيد من العفو الملكي الأخير، فيتحدث تقرير خاص به عن تفاصيل انتقاله إلى أفغانستان، إذ تشير الوثيقة إلى أن زوج أخته محمد بن موجان هو الذي ساعده، في السفر إلى سوريا ومنها إلى أفغانستان، واعترف بوجعدية، حسب ما ورد في الوثيقة، أنه ذهب إلى معسكر الفاروق، إلا أنه برر ذلك بمحاولة الوصول إلى زوج أخته، وإقناعه بالعودة رفقة العائلة إلى المغرب، ويذكر التقرير، تفاصيل عملية اعتقال بوجعدية رفقة اليمني سالم حمدان، من طرف قواة تابعة لحاكم قندهار، والتي سلمته لقواة التحالف بعد ذلك، ويعتبر الفريق الأمني الذي أعد التقرير، ''أن بوجعدية استعمل الحكاية التمويهية لإخفاء أنشطته الحقيقية''، حيث أوردت مثالا عن ذلك بتبريره التدريب بمعسكر الفاروق، برغبته في إقناع أخ زوجته الذي كان يتواجد بمعسر الفارق، بالعودة للمغرب رفقة أسرته، لتخلص الوثيقة إلى تبرير استمرار الاعتقال، بكون ''سعيد بوجعدية'' جزء من القاعدة في المغرب، واعتباره ''مؤسس السلفية الجهادية''، كما نسبت له انضمامه للجماعة المقاتلة بليبيا، وبررت أيضا استمرار اعتقاله، ب''استضافته في بيته بالمغرب، لزوجة المسؤول الأمني للجماعة الإسلامية المقاتلة بليبيا، بعدما كانت في طريقها إلى اسبانيا للقاء زوجها''.