أعلنت الولاياتالمتحدة مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بعد مطاردة دامت عشرة أعوام في هجوم نفذته وحدة خاصة على أراضي باكستان في منطقة أبت آباد (56 كيلومترا شمال إسلام آباد). وأشاع الكشف عنه فرحا داخل الأوساط الرسمية والشعبية. جاء الإعلان على لسان الرئيس باراك أوباما في كلمة مثيرة دعي إليها على عجل في البيت الأبيض وأعلن خلالها قتل الرجل المسؤول عن هجمات 11 شتنبر عام 2001 التي أدت إلى مقتل نحو ثلاثة آلاف شخص. وقال أوباما في تصريح يشي بالنصر: ''العدالة تحققت''. وأضاف الرئيس الأمريكي أن قوة خاصة نفذت العملية، وإن معركة عنيفة جرت حتى مقتل بن لادن، وإن التعاون مع باكستان في مجال مكافحة ما أسماه الإرهاب ساعد في التوصل إلى بن لادن، مشددا على أن ''العدالة تحققت''. وقال أوباما إن تعاون بلاده مع باكستان في مكافحة ما يوصف بالإرهاب ساعد على النيل من بن لادن، مؤكدا أن الولاياتالمتحدة لم ولن تكون ضد الإسلام وأن زعيم القاعدة لم يكن قائدا إسلاميا ''بل إنه قتل كثيرا من المسلمين في بلاده''، مؤكدا أن بن لادن تسبب في قتل العديد من المسلمين وأن تنظيمه الإرهابي يتحمل مسؤولية مقتل العديد من المسلمين في كافة أنحاء العالم، بما في ذلك الولات المتحدةالأمريكية. وشدد أوباما أيضا على أن مقتل بن لادن لا يعني انتهاء الحرب ضد الإرهاب، مبرزا أهمية توخي الحذر إزاء الخطر الإرهابي. وكشف أوباما أن بلاده تحتفظ بجثة زعيم القاعدة القتيل، بينما أشار مسؤول أميركي آخر إلى أن ابنا بالغا لأسامة بن لادن وشخصين آخرين وامرأة قتلوا في العملية. وقال الرئيس الامريكي إن المعلومات التي ظهرت في غشت من العام الماضي هي التي ساعدت في نهاية المطاف على تعقب بن لادن. وذكر مسؤول أمريكي كبير أن أوباما أعطى الأمر النهائي بالقيام بالعملية صباح يوم الجمعة الماضي. وقال أوباما ''الولاياتالمتحدة قامت بعملية قتلت اسامة ابن لادن زعيم تنظيم القاعدة الارهابي المسؤول عن قتل الاف الرجال والنساء والاطفال''. وكشفت مصادر أمريكية رفيعة أن إدارة الرئيس، باراك أوباما، تكتمت على المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها حول مكان بن لادن قبيل العملية، ولم تطلع أي دولة، بما فيها باكستان، عليها لدواع أمنية. وقال مسؤولون أمريكيون، أمس، إن جثة زعيم تنظيم القاعدة الموجودة حاليا لدى السلطات الأمريكية سيتم التعامل معها وفقا للعادات والتقاليد والشعائر الإسلامية، وفقا لما نقلته شبكة ''فوكس نيوز'' الأمريكية. وبثت قناة ''جيو'' الباكستانية صورا للمجمع المستهدف ظهرت فيه بعض الجثث بين الركام والنيران تشتعل في أجزاء منه. وقالت قناة ''سي إن إن'' الإخبارية إن المسؤولين الأمريكيين قد تأكدوا من موت بن لادن عن طريق فحص الحامض النووي. وقال مسؤولون أمريكيون في وقت لاحق إن المعركة التي أسفرت عن مقتل بن لادن استغرقت 40 دقيقة، قتل فيها أيضا أحد أبناء زعيم تنظيم القاعدة وامرأة يقول الامريكيون ان اعوان بن لادن استخدموها كدرع بشري. واضاف هؤلاء المسؤولون ان طائرة هليكوبتر أمريكية استخدمت في الهجوم تحطمت بفعل عطل ميكانيكي، لكن شهود عيان قالوا إن الطائرة تحطمت بفعل صاروخ آطلق من الأرض فأصابه، بحسب 'قناة ''الجزيرة''. ويعد مقتل بن لادن الذي أكده مسؤولون باكستانيون ضربة رمزية قوية على الأقل لتنظيم القاعدة التي شنت هجمات دامية في مدن غربية وعربية كثيرة والتي تواجه حملة عالمية ضدها أضعفتها، لكنها مازالت تشكل خطرا على عديد من الدول. وفور مقتل بن لادن أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيرا من السفر لكل الأمريكيين في شتى أنحاء العالم، محذرة من أعمال عنف محتملة ضد الأمريكيين. وفي واشنطن تجمع آلاف الأشخاص بسرعة خارج البيت الأبيض وهم يلوحون بالعلم الأمريكي ويهللون ويهتفون: ''امريكا امريكا.'' واطلق قائدو السيارات أبواق سياراتهم ابتهاجا وتدفق الناس على متنزه لافاييتي على الجانب الآخر من القصر الرئاسي، بينما وقفت سيارات الشرطة في حالة ترقب. وأقيمت أيضا احتفالات في نيويورك في موقع برجي مركز التجارة العالمي اللذين فجرا بطائرات ركاب مخطوفة. وكان أمريكيون كثيرون قد فقدوا الأمل في العثور على بن لادن بعد اختفائه في جبال شرق افغانستان في أواخر 2001 بعد أن غزت القوات الأمريكية والمتحالفة معها هذا البلد ردا على هجمات شتنبر. ويعد هذا إنجازا كبيرا لأوباما وفريقه للأمن القومي ويمكن أن يمنحه تعزيزا سياسيا مع سعيه لإعادة انتخابه للرئاسة في 2012 . وقد يجد أوباما من السهل عليه الآن أن ينهي الحرب في أفغانستان المستمرة منذ نحو عشر سنوات والتي بدأت عقب هجوم شتنبر على واشنطنونيويورك. وتعد هذه العملية انتقاما لمقتل نحو ثلاثة آلاف أمريكي في هجمات 11 شتنبر عام 2001 التي استهدفت عمق الولاياتالمتحدة واعتبرت أكبر صفعة لها منذ هجوم بيرل هاربر عام .1945