أصدرت رابطة علماء المغرب فرع الناظور يوم الأحد 23 محرم 1423 / 7 أبريل 2002، بيانها الثالث ونداءها الذي وصفته بالتاريخي. انطلاقا من قوانينها التي تجعلها مؤسسة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقياما بواجبها الديني وتبرئة لذمتها في وجوب قول الحق والصدع به، وشمل هذا البيان/النداء قضايا دولية وطنية ومحلية. كانت انتفاضة الأقصى الأكثر أهمية في هذا البيان حيث انتظم موقف الرابطة في عشرة بنود من البنود 14 لهذه الوثيقة، التي فيها اعتبرت أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة كلها، ونددت بمحاولات إجهاض الانتفاضة بالتفريط في دعم المقاومة ووصفها بالإرهاب، واعتبرت ذلك خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين. كما اعتبر البيان أن الانتفاضة هي انتفاضة مسجد " والعلماء هم أئمة المساجد وقادتها، فعليهم المعول بعد الله تعالى في نصرة الانتفاضة وتأييد الجهاد والمقاومة لتحرير الأقصى والقدس وكل فلسطين، فيا علماء الأمة الإسلامية جميعا: "الله الله في الأقصى والقدس وفلسطين وأهلها.. " واستنكرت الرابطة دعوة حكام الجزائر إلى تقسيم صحرائنا والتفريق بين إخواننا وذويهم، وجاء في البند 12 من بيان/نداء رابطة علماء المغرب فرع الناظور: "إن الشعب المغربي وكغيره من شعوب العالم الإسلامي يشهد صحوة إسلامية مباركة تبدد مظاهرها في كل شؤون الحياة، وهي صحوة تحتاج إلى إصلاح وترشيد لا إلى إفساد وتبديد. وإن رابطة علماء المغرب فرع الناظور وهي تستحضر هذه الحقيقة، وتعي خطورة ما يتهدد هذه الصحوة المباركة لتدعو: 1 علماءنا الأجلاء إلى أن يقوموا بواجبهم في ترشيد هذه الصحوة وتبني قضاياها، والمدافعة عن همومها حتى تستوي على عودها وتؤتي لصالح الأمة ثمراتها. 2 وزارتنا في الأوقاف والشؤون الإسلامية للتصدي للمتطرفين اللادينيين وعتاة الفرانكوفونيين وغلاة العلمانيين الذين اتخذوا مقدسات الإسلام مغرضا، فبعد الخطة المشؤومة التي أسقط العلماء لواءها، غاض هذه الجهات المذكورة عودة الأمة إلى دينها بهذه القوة، فأوعزوا إلى بعض الضالين المضلين أن يهدموا أركان الدين ويقوضوا أسسه. فحركوا المدعوة (حكيمة الشاوي) التي سبت رسول الله صلى الله عليه وسلم علنا في إذاعتنا الوطنية، وأخرجوا للناس كتابا يطعن في الإسلام والمسلمين بزعمهم أنه قد ظلم المرأة وأهانها، ثم تهجموا على شعيرة العيد حيث اعتبروها مذبحة في حق الحيوان، وها هم يوعزون مرة أخرى إلى إحدى النسوانيات المغمورات، والتي تريد في الناس ذكرا، حيث طلعت علينا جريدة "الأحداث المغربية" التي تفننت في الأباطيل والترهات وتفسيخ المجتمع المغربي، بمقال يقطر حقدا على أمير المؤمنين في الحديث أبي عبد الله البخاري رحمه الله، حيث وصفته بأقذع النعوت، ونعتته بأبشع الصفات.. كل ذلك وما سمعنا لهيئاتنا الإسلامية، ولا لأحزابنا السياسية، ولا لحكومتنا، ولا لوزاراتنا المهتمة تنديدا أو إنكارا يفضح هذا التآمر على الدين، وقيم المجتمع المغربي. كيف لا، وهذا مس بأصل من أصول الدين. إذ لولا صحيح البخاري ومسلم وغيرهما لما عرفنا للقرآن تبيانا. وإن الطعن في رواة الحديث لهو مس بالدين وهدم لأركانه.. اللهم إلا ما قرأناه من بيان أصدرته جمعية الإمام البخاري جزى الله صاحبها خيرا. فأين أنتم يا علماء الأمة.. الله الله في دينكم.. فإن هؤلاء المتطرفين والغلاة يستغلون سكوتكم من أجل الإجهاز على دينكم وثوابتكم. لذا نوجه نداءنا من منطلق المسؤولية الملقاة على عاتقنا إلى المجلس العلمي الأعلى، والمجالس العلمية الإقليمية للانعقاد والنظر في هذه الداهية العظيمة وغيرها مما قد سبق ذكره والتي قد تأتي على الأخضر واليابس لا قدر الله. 3 ندعو حكومتنا إلى تثبيت قيم الدين في المجتمع المغربي، ودعم الصحوة الإسلامية وفتح المجال أمام العلماء لمناهضة موجة الفساد والإفساد التي تهدد كياننا وتنخر في مجتمعنا، كما ندعوها إلى كبح جماح هؤلاء الذين ذكرنا حتى يحسب لها ذلك في ميزان حسناتها. وفي الأخير توجه البيان لمخاطبة المسؤولين بإقليم الناظور، وجاء فيه "لنذكرهم بأن موجة من الفساد العارم تجتاح مدينتنا هذه، حيث الخمور والمخدرات والزنا، كل ذلك وغيره من مظاهر الفساد بهذه المدينة التي سماها الملك محمد الخامس رحمه الله "مدينة النور"، فها هي ذي الظلمة توشك أن تعمنا..." أعده للنشر خليل بن الشهبة