تحتضن مدينة فاس العلمية المؤتمر العالمي الأول للباحثين في القرآن الكريم وعلومه في موضوع:''جهود الأمة في خدمة القرآن الكريم وعلومه''، أيام 14 15 16 أبريل الجاري، ويهدف هذا المؤتمر الذي تنظمه مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)-فاس، ومعهد الدراسات المصطلحية-فاس بتعاون مع الرابطة المحمدية للعلماء، إلى تبيّن خلاصة جهود الأمة في مختلف ميادين خدمة القرآن الكريم وعلومه، تأسيس أرضية للانطلاق إلى مختلف آفاق الخدمة في المستقبل، ثم إتاحة الفرصة للباحثين في المجال، كي يتعارفوا، ويتفاهموا، ويتكاملوا. و يسعى المؤتمر الافتتاحي إلى استخلاص خلاصة كسب الأمة فيما مضى، وتقديمه محررا لأجيال البناء، وذلك في أفق ما سمته الورقة المؤطرة للمؤتمر ب ''التحضير للغذ الزاهر''، حيث الأمة اليوم، بعد قرون من المعاناة بما كسبت أيديها، وبعد قرن أو يزيد من المخاض العسير، هي على أبواب ولادة جديدة...، ولادة العودة الفاعلة في التاريخ برشد، إنقاذا للإنسان من شر الإنسان''.وفي هذا التحضير، تذكر الورقة بأن جيل أو أجيال التحضير يحتاج ''إلى تقديم حصيلة الأمة في مختلف المجالات عبر التاريخ، وفي مختلف أصناف العلوم: الشرعية والإنسانية والمادية، لما كسبته الأمة خلال أربعة عشر قرنا، واستخلاص ما حقه البقاء، وعليه يكون بعد البناء، من كسب الأمة وإسهامها في التاريخ. وعلى رأس ذلك لا شك خدمتها لكتاب ربها الذي به لا بسواه دخلت التاريخ، وبه لا بسواه، يوم تتوب توبة منهاجية نصوحا، ستعود إلى التاريخ''. وإلى ذلك تتوجه فعاليات المؤتمر على مدى ثلاثة أيام إلى رصد ''جهود الأمة في خدمة القرآن الكريم وعلومه''، ضمن خمسة محاور تتناول من خلالها:جهود الأمة في حفظ القرآن الكريم ( في رسمه، تجويده ، قراءاته ، تحفيظه)، وجهود الأمة في تيسير القرآن الكريم (في فهرسته ، طباعته، تسجيله، ترجمته )، ثم جهود الأمة في تفسير القرآن الكريم (في غريبه، مصطلحاته ، معانيه، أصول تفسيره )، وكذا جهود الأمة في بيان إعجاز القرآن الكريم (الإعجاز البياني، التشريعي، الإعجاز العلمي في العلوم المادية، الإعجاز العلمي في العلوم الإنسانية)، وأخيرا جهود الأمة في استنباط الهدى من القرآن الكريم (في سننه، أحكامه، قواعده، مقاصده ). وبالموازاة سيتم تقديم كتاب: ''دليل الكتب المطبوعة في الدراسات القرآنية حتى 1430ه- 2009م''. وتشارك في المؤتمر جامعات القرآن الكريم، وكلياته وأقسامه في الجامعات والكليات، مراكز البحث في القرآن الكريم، والسنة والسيرة النبوية، الجمعيات العلمية المتخصصة، أو المهتمة بالقرآن الكريم وعلومه، المجامع الفقهية والإسلامية واللغوية، المؤسسات والمنظمات الدولية ذات الصلة بموضوع المؤتمر، الباحثون المتخصصون والمهتمون. من جهته، أكد مصطفى فوضيل باحث بمؤسسة البحوث والدراسات العلمية - فاس، أن المؤتمر العالمي إجمالا سيرصد ''جهود الأمة في خدمة القرآن الكريم وعلومه''، ويضعها بين يدي الباحثين والمهتمين، بقصد استخلاص ما أنجزته الأمة ليكون مقدمة لما ينبغي أن يكون، مشيرا إلى أن أشغال المؤتمر ستفتح أفقا مبنيا على التحكيم العلمي الجاد، حرصا على تثمين المادة العلمية الرصينة.من أجل ذلك -يضيف فوضيل- يتأسس الحرص في هذا المؤتمر على اعتماد صيغة ''التعقيب''لفسح المجال أمام النقاش العلمي الجاد الذي يحضر فيه الرأي والرأي الآخر، وعلى أن تطبع كل البحوث وتوضع بين يدي الباحثين عند انعقاد المؤتمر لإثراء النقاش، كما سيتم اعتماد التقرير العلمي العام الذي سيساعد على معرفة خلاصة جهود الأمة في هذا المجال، وسيساعد على معرفة التوجهات والتوصيات والمقترحات من أجل النهوض بعلوم القرآن الكريم، عبر ملأ الثغرات التي تبينت من خلال التتبع التاريخي وذلك بمشاريع بحوث ورسائل جامعية. وأجمل الباحث بمؤسسة البحوث والدراسات العلميةالقول بأن التوصيات ستساعد في وضع مشاريع تستجيب لحاجة الأمة في هذا العصر، وتوظف مختلف المناهج لتحقيق النهضة العلمية المنشودة.