فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    مقتل تسعة أشخاص في حادث تحطّم طائرة جنوب البرازيل    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    جثمان محمد الخلفي يوارى الثرى بالبيضاء    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    ملتقى النحت والخزف في نسخة أولى بالدار البيضاء    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    اتهامات "بالتحرش باللاعبات".. صن داونز يعلن بدء التحقيق مع مدربه    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    تبييض الأموال في مشاريع عقارية جامدة يستنفر الهيئة الوطنية للمعلومات المالية    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القرآن والعلوم الكونية .. اتصال أم انفصال ؟
نشر في مرايا برس يوم 20 - 06 - 2010

سبق لفريق البحث في السنة والسيرة وقضايا الإعجاز التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس- فاس بتنسيق مع مكتب الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة،أن نظم محاضرة حول مرجعية القرآن الكريم في الأبحاث العلمية المتعلقة بخلق الكون، ألقاها الدكتور خليل معلمي، مداخلة نظرية كشف فيها "لأول مرة" عن إعجاز علمي في القرآن يخص خلق الكون وحقائق مهمة جدا عن الرتق والفتق بين السماوات والأرض " الإنفجار العظيم " بينغ بانج " ووجود الأراضي السبعة في الكون". الإشعاع ذاته سيحتفي به الجسم الإعلامي بالجهة من خلال الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية - فاس بولمان وجريدة صدى فاس - حيث احتضن فضاء غرفة التجارة والصناعة والخدمات لقاء مفتوحا مع ذات الباحث الأستاذ الجامعي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله ، والمدرسة العليا للتكنولوجيا بفاس في موضوع : ” حقيقة وجود الأراضي السبع في الكون ، والمعنى الحقيقي للرتق والفتق ، كما جاء في القرآن الكريم” وذلك مساء الجمعة 28 ماي 2010 المنصرم.
وإذا كان المطلوب الآن وهنا عربيا وإسلاميا ليس رفع شعار " تاريخية النص" فالشعارات من هذا النوع في نظر المفكر المغربي الراحل الجابري "لا تغير من الواقع شيئا، بل المطلوب في نظر ناقد العقل العربي هو تغيرات اجتماعية أكثر عمقا ..تغيرات تفصل بينها عصور بكاملها " إن شعارات الحداثة هي نتيجة لتغيرات عميقة كانت وراء قيام الحداثة نفسها ،إن الحداثة نتيجة وليست سببا ،انها نتيجة التحديث الذي يجري في المجتمع من داخله بفعل قواه الداخلية الخاصة البشرية منها والمادية" .
ولقد رأينا أنه من الأهمية في علاقة بموضوع المحاضرة أن نذكر بشيئين على قدر كبير من الأهمية ، الأمر الأول، يتعلق بدراسة علمية أنجزها الفيلسوف الراحل محمد عابد الجابري هي عبارة عن مقال يحمل رقم 57 ضمن العدد 31 من سلسلة " مواقف" الصادرة في شهر شتنبر من العام 2004 " تحت عنوان" القرآن والعلوم الكونية" . الأمر الثاني أن نستحضر صرخة تيكنولوجية حديثة يعرفها مبتكروها ب " تيكنولوجيا النانو اوتكنولوجيا القرن الواحد والعشرين ونتدبر أهدافها ومعانيها . فيما يتعلق بالأمر الأول ، يطرح الفيلسوف ناقد العقل العربي الراحل محمد عابد الجابري في مقاله" القرآن والعلوم الكونية " سؤالا كبيرا على النحو التالي : هل نحن كعرب ومسلمين في حاجة الى مؤلفين معاصرين يهدفون الى إثبات إن العلم يزكي القران؟ هل العمل الذي يقوم به هؤلاء المحدثون في موضوع القران الكريم والذي يعتمد على تأويلات وأحيانا على تحليلات غير ناجحة في الغالب هو حقا مظهر من مظاهر الإعجاز في القران الكريم ؟ أم هو مجرد تكلف كبير ومظنة وإثارة للشكوك ؟ الفيلسوف الراحل يمضي مستعرضا مقاصد هؤلاء المحدثين والمكتشفين النبيلة التي لا تشوبها شائبة ، إذ مع تأكيده أنهم يهدفون الى إبراز شمولية القران الكريم ببيان أنه سبق إلى الكشف أو على الأقل الإشارة إلى كثير من الحقائق التي لم يستطع العلم الوصول إليها إلا حديثا . إلا أنه ليخلص في نهاية المطاف إلى إن الأمر فيه إساءة ة للقران الكريم نحن في غنى عنها وفي غنى أيضا عن مثل هذه "الاجتهادات " لأن قضيتنا يقول الفيلسوف في غنى عن تأييد أو عدم تأييد الحقائق "العلمية" لكتابنا المقدس " . هذه الخلاصة تدفع بنا إلى استخلاص السؤال التالي : ألا يصدق هذا على عمل معاصرينا من مؤلفي الكتب ومبتكري بعض النظريات ذات الطابع الاعجازي في موضوع " القران والعلوم الكونية ؟
في تأمله الفلسفي العميق سيكشف ناقد العقل العربي عن ثلاثة أسباب تجعل كافة الاجتهادات" ذات الطابع الاعجازي" تمر بفترة حرجة أولها --اكتشافات الآخر وادعاءاتنا -- ثانيهما -- نسبية العلم و إطلاقيته -- ثالثهما --القرآن بيان للناس - وليس نظرية علمية قابلة للقياس- . ولنقل ، إن المفكر والفيلسوف الجابري تأمل المسألة من وجوه ثلاثة .
الوجه الأول: حين يقول : أن يقوم علماء الغرب بالكشف عن حقيقة علمية، في الأرض أو في السماء، انطلاقا من مبادئ فكرية وفرضيات منهجية لا علاقة لها إطلاقا لا بالقرآن ولا بالدين، أي دين - ومنهم من لا يؤمن بالله أو على الأقل، لا ينطلق من إيمانه الديني في عملية البحث العلمي- يقول الجابري " أن يكتشف علماء الغرب حقائق علمية ثم يأتي أحدنا، نحن الذين لم نكتشف شيئا، ويقول : هذا "موجود" عندنا في القرآن الكريم، ثم يعمد إلى تأويل آيات وألفاظ في القرآن بالصورة التي تخدم غرضه وبطريقة لا تخلو في أغلب الأحيان من تعسف، ضاربا صفحا عن آيات أخرى يخالف ظاهرها ما يريد أن يثبته بالتأويل أهذا، فهذا ما لا يخدم أية قضية من قضايانا، وهذا ما لسنا في حاجة إلى تكلفه" تم يضيف موضحا ، قد ينقلب الأمر علينا فيسألنا سائل ممن له قضية تناقض قضيتنا قائلا: "وأين كنتم ؟ ولماذا لم تزيلوا الستار عن هذه الحقائق العلمية وهي لديكم في كتابكم كما تزعمون؟ إلى غير ذلك من الاعتراضات والإحراجات التي تزرع الشكوك، والتي نحن أصلا في غنى عنها، لأن قضيتنا يقول الجابري أصلا في غنى عن تأييد أو عدم تأييد "الحقائق" العلمية لكتابنا المقدس.
الوجه الثاني حين يؤكد الفيلسوف الراحل أن الحقائق العلمية، هي دائما وأبدا، حقائق نسبية، وفي الغالب مؤقتة، لأن العلم ينمو ويتجدد ويتجاوز نفسه باستمرار، بحيث أن كل حقيقة يكتشفها هي معرضة أصلا لأن يتجاوزها اكتشاف علمي آخر يجعل منها نظرية باطلة أو "حقيقة" لم تعد نافعة ولا مفيدة لكون العلم لم يعد في حاجة إليها. وإذن فربط آية من آي الذكر الحكيم بكشف من الكشوف العلمية ينطوي على مجازفة خطيرة، لأنه لا أحد يضمن أن هذا الكشف العلمي سيظل يشكل بالنسبة إلى العلم والعلماء حقيقة علمية، حتى ولو كان واضحا وضوح النهار، ذلك ، لأن العلم لا يحترم وجهة النظر البيانية القائلة : "وهل يحتاج النهار إلى دليل؟". إن الشغل الشاغل للعلم هو إقامة الدليل باستمرار على أن "النهار" هو بالفعل "نهار"!
ويمضي ناقد العقل العربي في أجزاء فيقول "أما أن يكون المؤلفون المعاصرون يهدفون إلى إثبات أن "العلم" يزكي القرآن، فهذا ما لسنا في حاجة إليه، ولا كان القرآن في يوم من الأيام في حاجة إليه. ليخلص مؤكدا أن الأمر في جوهره " عملية إيديولوجية" ، إذا قبلناها وسلمنا بفائدتها، يقول الجابري كان علينا أن نقبل توظيفا إيديولوجيا مماثلا للقرآن الكريم عرفه التاريخ الإسلامي، وهو التأويل الإسماعيلي. وكما هو معروف فالمذهب الإسماعيلي حسب الجابري يقوم كله على تأويل القرآن وفق الحقائق العلمية" التي كانت سائدة في ذلك العصر (القرون الثالث والرابع والخامس الهجري ) "حقائق" الفلسفة الدينية الهرمسية. لقد بنوا عقيدتهم على "حقائق" يحكم العلم اليوم ببطلانها ثم عملوا على تأويل القرآن بالشكل الذي يزكي تلك الحقائق ثم قلبوا الأمر فقالوا إن مذهبهم هو وحده الصحيح لأنه "يشهد" له القرآن و"العلم" معا.
الوجه الثالث: وفيه يوضح أن القرآن "بيان للناس". والناس الذين خاطبهم القرآن بلغتهم هم عرب الجزيرة العربية، وقد خاطبهم بطريقتهم البيانية وعلى معهودهم وقدرتهم على الفهم والمعرفة، فلفت نظرهم إلى ظواهر الكون التي تَبِين بنفسها لمن تبَيَّن: لفت نظرهم "إلى الأرض كيف سطحت" كما تبدو في شكلها الظاهري للعين المجردة، والتي يراها الإنسان مسطحة سواء كان واقفا أو ماشيا أو راكبا دابة، متجها شمالا أو جنوبا، شرقا أو غربا، طال به السفر أو قصر. ولفت نظرهم إلى حركة الشمس الظاهرة، أي كما تبدو لهم كل يوم وهي "تجري لمستقر لها" وهو مكان غروبها حيث تبدو وكأنها قد استقرت بعد أن غربت... مثل هذا الفهم البياني الذي هو من نوع "وهل يحتاج النهار إلى دليل؟" هو الأنسب، لأنه في متناول الإنسان مهما كانت درجة تطوره الفكري، إنه فهم يقوم على المشاهدة الظاهرية للشيء، وهو يفي بالغرض، في هذا الموضوع، غرض "الاعتبار". والسؤال المطلوب هنا ليس من قبيل "كيف يحدث هذا النظام الكوني؟ بل السؤال المطلوب هو : "من خلق هذا؟" وبعد كل ذلك ، يخلص الجابري الى السؤال التالي" ألا يصدق هذا على عمل معاصرينا من مؤلفي الكتب في موضوع "القرآن والعلوم الكونية"؟ وكذا أصحاب النظريات والاجتهادات الاعجازية ممن نسمع بهم الآن وهنا من حين للآخر ؟ الفيلسوف لا يجزم ، لكنه يطرح خلاصة بحثه للتأمل.
فيما يتعلق بالأمر الثاني ، حيث بات يتردد على مسامعنا منذ فترة وجيزة مصطلح "تيكنولوجيبا النانو" وتطبيقاتها الفريدة في جميع المجالات بلا استثناء ، فقد لقبت باسم" تكنولوجيا القرن الواحد والعشرين الذي نحن على مشارف بداية عقده الثاني " نظرا إلى الدور الرئيسي المتوقع أن تؤديه تلك التيكنولوجيا المتقدمة للنهوض بالاقتصاد العالمي ودورها الرائد في تطوير الصناعات الرئيسية ومنتجاتها المختلفة ، ولعل الكتاب الصادر عن سلسلة عالم المعرفة رقم 374 ابريل 2010 يعطي القارئ العربي المثقف من جميع التخصصات العلمية والميول الفكرية والثقافية فكرة عامة وشاملة " فقط فكرة " عن ماهية تلك التيكنولوجيا وكيفية إنتاجها . كما يعرض مؤلف الكتاب أ. د محمد شريف الاسكندراني في صورة مبسطة التطبيقات الحالية والمستقبلية لتلك التيكنولوجيا في المجالات الصناعية والعلمية والحياتية المختلفة ، حتى انه يقدم تصميما افتراضيا مصورا ( الصفحة 151 من الكتاب)يبين من خلاله نموذج مصعد الفضاء مكون من مركبتين المقترح إنشاؤه ليربط بين محطات الأرضية على سطح الكوكب الأرض بنظيرتها الفضائية ، ويوضح الرسم المعروض كابلات مصنوعة من أنابيب الكربون النانوية المسؤولة في حمله والصعود به الى المحطات الخارجية أو الهبوط الى المحطات الأرضية على سطح كوكب الأرض . بعد هذا يحق لنا أن نتساءل : فهل نقول إن كل ما تقوم به لانازا la nasa الآن من جهود علمية قصد استكشاف أبعد الكواكب ووضع تصورا ت افتراضية للسفر إليها ، وتصميم أشكال الاتصال والتواصل الافتراضية وفق أقصى ما وصل إليه العقل البشري ، واستكشاف إمكانية الحياة بها موجود في القران الكريم ؟ وان القران الكريم سبق لانازا الى ذلك و ذكره منذ أربعة عشر قرنا ، ثم نشرع في فتاوى مثيرة للجدل ، ونفتح باب التأويل والاجتهاد على مصراعيه للي أذرع الآيات والأحاديث حتى تتماهى مع مضمون تيكنولوجيا النانو، ونجيش الفضائيات النفطية الملايين من الشباب للإيمان بان القرآن سبق وهذا هو الدليل ؟؟؟؟ رغم إن معظم مثقفي النفط والصحراء والنخبة العالمة دينيا ودنيويا في الوطن العربي لم تستوعب بعد مفهوم تيكنولوجيا النانو ولا سمعت بها قطعا ؟
وبالعودة الى موضوع الندوة المفتوحة التي نظمها فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية بفاس "وحسب الدكتور معلمي وبعد انتهاء العرض النظري الذي استغرق حوالي 60 دقيقة تحت عنوان "حقيقة وجود الأراضي السبع في الكون ، والمعنى الحقيقي للرتق والفتق ، كما جاء في القرآن الكريم" فقد تمحورت هذه المداخلة حول النقط الآتية:
التعريف بالسنة الضوئية، هي المسافة التي يقطعها شعاع الضوء في سنة بسرعة قدرها 300000000 متر في الثانية . ثم عرج الباحث الى شرح كيفية استواء الله جل جلاله على العرش بعد ستة أيام من خلق الأرض و سماواتها حيث لاحظ أن هناك إشارات عديدة في القرآن الكريم لاستواء الله جل و على العرش، لكن لا أحد يمكن أن يجسد لنا فعليا طريقة و كيفية هذا الاستواء، فالله سبحانه ليس كمثله شيئ وليس من الصواب قياس أفعاله على نحو ما يقوم به الإنسان. أما بالنسبة للعدد "سبعة" الوارد بخصوص السماوات في القرآن الكريم معروف من قديم الزمان في حضارات غير مسلمة حيث أوضح أن حقيقة الرقم سبعة موجود منذ القديم، مستطردا "لكن لا يجب أن ننسى أن القرآن هو كلام الله ، و أن أول من استخلف في الأرض هو نبي الله آدم، وأن نوحا أيضا خاطب قومه، كما جاء في القرآن الكريم، قائلا:"أَلَمْ تَرَوْا۟ كَيْفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍۢ طِبَاقًۭا 15 " نوح . فيمكن الجزم أن مصدر العدد سبعة هو واحد وأنه من عند الله. فيما يتعلق ما قدمته السنة النبوية من تأويل للقرآن الكريم أشار الباحث الى إن السنة النبوية أثبتت الكثير من الإعجاز في شتى الميادين ، و لازالت حاملة للعديد من الأشياء التي يجب الخوض فيها بمنظور آخر يعتمد أكثر على مناهج علمية صرفة" أما بخصوص موقف الباحث الشخصي من الإعجاز العلمي في السنة فقد اعتبر حال البحث العلمي في مجال الإعجاز في الدول الإسلامية يبقى دون التطلعات التي يمكن أن تجعل من القرآن و السنة منبعا و مرجعا للحقائق و الثوابت الكونية و الدنيوية ، و ليس فقط موضوعا للموازاة مع الفتوحات العلمية الأجنبية. فبالرغم من الإمكانيات المتوفرة في العديد من هته الدول، يبقى الاهتمام بهذا النوع من الأبحاث غير كاف كما أن التأطير و التعاون في مجاله ضعيف".وعن برنامجه المستقبلي ، قال الدكتور لمعلمي " فنحن نشتغل مع فريق البحث في السنة و السيرة و قضايا الإعجاز بكلية الآداب سايس و مع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن و السنة على إرساء بنيات علمية جديدة تعتمد على وسائل و مناهج علمية تجريبية تستمد أعمالهاو أبحاثها انطلاقا من كتاب الله و سنة نبيه الكريم. لقد تم التأكيد ، بالاستناد على كلام الله، أن تأويل الكلي للقرآن لا يعلمه إلا الله تعالى، و أن السنة قامت بتفسير البعض منه، لكن تبقى نسبة مهمة منه دون تأويل، وذلك من أسرار عظمة هذا الكتاب" من ناحية ثانية تم التركيز في جانب من هذه المداخلة على مرجعية الباحث اللغوية إلى جانب تكوينه الفيزيائي انطلاقا من كون القرآن الكريم حمال ذو أوجه.
يقول الدكتور معلمي "بخصوص مرجعيته اللغوية" فبالإضافة إلى تكويني الأكاديمي في اللغة العربية، فمطالعتي و متابعتي عن كثب لكل ما يتعلق بمواضيع الإعجاز جعلني أكتسب ما يلزم للإحاطة و الإلمام بموضوع بحثي. كما يجب أن لا نغفل عن كون القرآن الكريم يخاطب العلماء و ذوو الألباب و ذوو العقول و الألباب و المتفكرون و المتدبرون على مختلف مشاربهم ولم يرجح أي اختصاص على الآخر". ولقد رأينا من الأهمية أن نعرض هنا لرأي الجابري بخصوص هذه النقطة بالذات حيث يقول " أن القرآن "بيان للناس". والناس الذين خاطبهم القرآن بلغتهم هم عرب الجزيرة العربية، وقد خاطبهم بطريقتهم البيانية وعلى معهودهم وقدرتهم على الفهم والمعرفة فلفت نظرهم إلى ظواهر الكون التي تَبِين بنفسها لمن تبَيَّن: لفت نظرهم "إلى الأرض كيف سطحت" كما تبدو في شكلها الظاهري للعين المجردة، والتي يراها الإنسان مسطحة سواء كان واقفا أو ماشيا أو راكبا دابة، متجها شمالا أو جنوبا، شرقا أو غربا، طال به السفر أو قصر. ولفت نظرهم إلى حركة الشمس الظاهرة، أي كما تبدو لهم كل يوم وهي "تجري لمستقر لها" وهو مكان غروبها حيث تبدو وكأنها قد استقرت بعد أن غربت..."
أما عن مصير الكون، فقد أكدت أجوبة الباحث لمعلمي و استنادا إلى ما جاء في القرآن الكريم أن أرضنا، والتي هي أعظم مخلوق في الكون، ستبقى بعد أن تتغير ملامحها و سيرثها عباد الله الصالحون، وأن ما جاءت به بعض النظريات العلمية و بعض الأفلام يبقى دون مستند قوي. وفيما يتعلق النظرية الشهيرة:
Rien ne se crée, rien de se perd, tout se transforme
فقد أشار الباحث إلى أن هته النظرية صالحة لفترة ما بعد خلق الكون الذي نعرفه، لكن غير صالحة تماما مع القدرة الإلهية على خلق ما يشاء من عدم وأكبر دليل على ذلك هو خلق نفس الإنسان من عدم. وفيما يخص نشر فحوى الأبحاث التي قام بها و رغبة الباحثين في إلاطلاع عليها ، فقد أشار إلى أن بحثه هذا سيأخذ طابعا دوليا و ليس فقط محليا ، و ذلك بعد عرضه في المؤتمر العالمي العاشر للإعجاز العلمي في القرآن و السنة الذي سينعقد إن شاء الله السنة المقبلة بتركيا. في ذات المداخلة تم التطرق من طرف الباحث لإعجاز القرآن الكريم فيما يخص إنزال الحديد حيث سجل بهذا الخصوص " أن هناك العديد من " العلماء " اعتبر إنزاله من السماء في القرآن الكريم إعجازا علميا بعد أن أكد العلماء أن ظروف تكوين الحديد لا توجد في الأرض، بل في نجم يفوق حجمه حجم الشمس بكثير، والباحث يجد في هذا الطرح " مظهرا من مظاهر عظمة و صدق نبوءة رسولنا الكريم".
خليل معلمي ألمح استنادا إلى ما جاء في القرآن الكريم ، أنه" لا وجود لأي أراض ست أخرى في الكون شبيهة للأرض التي نحيا فوقها ،عكس ما ورد في بعض النظريات ، مبرزا في ذات السياق أن الرتق والفتق بين السماوات والأرض يراد به الأرض وسماواتها السبع أي الطبقات الجوية وليس بداية خلق الكون ، كما جاءت به نظرية الانفجار العظيم bing bong .موضحا ، اعتمادا على آيات قرآنية ، عدم ملائمة نظرية الانفجار العظيم للحقائق الكونية الواردة في القرآن الكريم ، وبالتالي عدم صلاحيتها لتمثيل بداية خلق الكون".
فيما يخص الأسرار وراء أسماء سور القرآن الكريم،،يعتبر الباحث لمعلمي أن ما يزال هناك متسعا من الوقت للتطرق لهذا الجانب المهم جدا، فهناك العديد من الأعمال الجليلة التي تطرق إليها الباحث لكن الحظ لم يسعفه حسب تعبيره " كي يدرسها و يتدبرها حتى يزكي بها ما قام به من أبحاث" . أما تاريخ العلاقة بين الإسلام والعلم التي تعرض لبعض فصولها استنادا على القرآن والسنة وعن الدوافع وراء الأبحاث التي قام بها فقد جاءت مركزة وجامعة في نقطة مهمة وهي التباعد الكبير بين خلق الكون كما جاء في القرآن الكريم و النظريات العلمية الحديثة، فعقل الإنسان المتعلم و المؤمن في آن الوقت ، لا يستسيغ هذا الاختلاف و يبحث دون كلل أو نصب عن حقيقة الأمور"
لكن ، وحسب الدكتور موريس بوكاي في كتابه " القرآن التوراة والإنجيل العلم" الصادرة طبعته الثانية سنة 2004 بالقاهرة فإن المواجهة بين حقائق العلم في القرن العشرين وبين بعض الموضوعات التي تعالجها الكتب المقدسة تهم بالتالي الأديان الثلاثة معا ، وليس دينا واحدا على حدة ، نظرا لما يتهدد البشرية من طغيان للمادة هذه الأيام ، يقول موريس "وأيا كان الأمر، يبدو لنا أنه من الحق علينا أن نتريث عند دراسة "كشف" من هذا القبيل أن نعالجه بالمقارنة مع ما يقدمه الدينان الآخران ، من وجهة النظر في الموضوع نفسه، لأن دراسة شاملة لمشكلة ما ، هي بالتأكيد أكثر أهمية من دراسة جانب واحد منفصل. يحدث هذا بالاحتكام الى ما يسود في الأوساط العلمية بأن الدين والعلم لا يتفقان. ويحق لنا أن نتساءل بدورنا إن كان الدكتور معلمي قام بالمقارنة أثناء عرضه لكشفه الاعجازي ، نتساءل إن تمت مقارنة نظريته في الإعجاز مع باقي الدينين الآخرين.؟ ويمضي موريس بوكاي مستعرضا مواقفه بالقول " إن معالجة الكتب المقدسة من خلال علم الدراسة النقدية للنصوص الدينية شيئ قريب العهد في بلادنا ،ففيما يخص العهد القديم والجديد ظل الناس يقبلون على ما هما عليه طيلة قرون عديدة . وكان مجرد التعبير عن أي روح نقدية إزاء الكتب المقدسة تؤدي الى روح مدحية وخطيئة لا تغتفر. الى أن يقول " غير انه لابد أن نصاب بخيبة أمل عندما نقرا كتبا كثيرة تدعي أنها نقدية ، ولكنها لا تقدم في مواجهة الكثير من مشكلات التأويل الحقيقية إلا تفسيرات مديحية تهدف الى ستر حرج المؤلف وحيرته. هنا يتضح بجلاء عبقرية الجابري وعمقه الفلسفي وموضوعية بناءه وتأمله الفلسفي للمسألة .
وفي سياق مسحه للظاهرة استنتج موريس بوكاي أنه في ظل تلك الظروف، فان المتناقضات والأمور البعيدة عن التصديق تظل باقية بلا حل في نظر كل من يريد أن يحتفظ بسلامة مقدرته على التفكير وحسه الموضوعي .وهنا يجب أن تتوقف المقارنة ، لأن تطور العلم كشف للمفكرين عن وجود نقاط خلاف بين الاثنين ، وبهذه الطريقة خلق ذاك الوضع الخطير الذي جعل اليوم مفسري التوراة والإنجيل ينا صبون العلماء العداء .
وفي علاقة بالأبحاث العلمية الجارية ، و بما أن لاحدود للمعرفة ولاشئ يحد من شراهة العلماء لإكتشافات جديدة فقد تناقلت وكالات الأنباء خبر " إنطلاق أكبر تجربة فيزيائية في التاريخ .والهدف حسب موقع الكتروني متخصص " هو البحث عن البوزون Brout-Englert-Higgsأو أصغرجزيئة ناقصة في الكون وهو ما يبحث عنه العلماء منذ 40 عاما، وذلك لفك رموز اللغز الذي مازال غامضا في نظرية تشكل الكون ستجرى التجربة في الCERNالمركز الأوروبي للأبحاث النووية (ذو 52 عاما ) على مقربة من جنيف قرب الحدود الفرنسية السويسرية, التجربة حسب" ذات المصدر" سميت بال HCLسيحاول العلماء في هذه التجربة التي وصفت بالأضخم في تاريخ الإنسانية, مقاربة و تهيئة نفس الظروف التي قادت للإنفجار الهائل أو- البينغ بانغ- كما يسميه العلماء وهو الإنفجار الهائل الذي سبق تشكل الكون . هذا وقد تم التحضير لتجربة ال HCLمن قبل آلاف العلماء منذ 7سنوات، ويعمل به أيضا ما يقارب من 10000 شخص وبتكلفة 6.5 مليار دولار! إذ أن إكتشافها البوزون سيفسر طبيعة كتلة الجزيئات التي تشكل منها الكون ، ولماذا كل ما يحيط بنا له كتلة masseكالبروتون أو الإلكترون مثلا. بالإضافة لأجوبة أخرى منتظرة عن طبيعة المواد الكونية الغير مرئية مثل المواد السوداء والطاقة السوداء والجزيئات الأكثر تناظرا.لكن الأهم لفيزيائي العالم معرفة حقيقة وجود هذا البوزون من عدمها وبحسب معادلة أنشتاين الشهيرة E = Mc2أو الطاقة تساوي الكتلة مضروبة بمربع سرعة الضوء. يتوقع العلماء أن يكون هذا البوزون ثقيل جدا لذلك تم تحضير أضخم مسرع جزيئات في التاريخ أيضا وذلك لتأمين الطاقة اللازمة لتشكل الجزيئات التي يعتقد أنها كانت موجودة لحظة تشكل الكون. الجواب النهائي لما ينتظر العلماء معرفته عن وجود أو عدم وجودالبوزون boson BEHسيكون بحلول عام -2010 ويعتقد الكثيرون أن هذا سيساعد باكتشافات علمية هائلة خلال العقدين القادمين.
نعم، قد يثير القرآن وقائع ذات صفة علمية وهي وقائع كثيرة جدا خلافا لقلتها في باقي الكتب المقدسة .لكن بالمقابل هناك عامل آخر يطرح ظلالا من الالتباس حول الكثير من النظريات ذات الطابع الاعجازي ، وبالتأمل السريع في حججها المذكورة، يتأكد المتلقي من ضعف السياق العلمي وضبابية الرؤيا العلمية المسندة ، مما يعجل بانهيارها الى القاع دون دفعة. وإذا كان لابد ، فعلى الكشوفات النظرية ذات الطابع الاعجازي أن تشتغل بعيدا عن العلم ، لأن القرآن هو العلم بالدين ذاته.
عزيز باكوش


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.