يبدو أن قطاع غزة سيواجه كارثة صحية في الأيام المقبلة إذا لم تتدخل الدول العربية والإسلامية والمنظمات الدولية والإنسانية العاملة في مجال حقوق الإنسان. فمع قيام الجيش الصهيوني بتكثيف ضرباته على قطاع غزة، وسقوط أعداد من الشهداء والجرحى، تقوم الطائرات الصهيونية بضرب أماكن الأنفاق على الحدود المصرية الفلسطينية، وكل هذه الأمور وغيرها تنذر بمزيد من الوضع الصحي المتأزم داخل قطاع غزة. تحذير شديد وزارة الصحة الفلسطينية في الحكومة المقالة في قطاع غزة حذرت من تدهور الأوضاع الصحية إلى مستويات كارثية، في ظل تهديدات الصهاينة بشن عدوان واسع على القطاع. وقالت وزارة الصحة في بيان صدر منذ أيام: إن هذه التهديدات تأتي في ظل نقص حادٍّ في القطاع الصحي يشمل 153 صنفًا دوائيًّا و135 من المهمات الطبية. وفى السياق نفسه حذر مدير عام الصيدلة في وزارة الصحة منير البرش "من خطورة عدم تغطية العجز في مخزون الأدوية والمهمات الطبية، خاصة أنّ هذه الأصناف متعلقة بالعناية المركزة والعمليات الجراحية، وبأدوية الطوارئ والمضادات الحيوية والأصناف الخاصة بجراحة المناظير، وحليب الأطفال ومرضى السرطان والكلى والأورام والأمراض المزمنة وغيرها من الأصناف الحيوية"، وناشد البرش "السلطات المصرية بضرورة فتح معبر رفح بشكل كامل لتسهيل دخول المساعدات الطبية القطاع غزة". إدانة دولية من جهتها، جددت جامعة الدول العربية إدانتها الشديدة لجريمة القصف الصهيوني لمناطق سكنية في قطاع غزة، وقتل المواطنين المدنيين والأطفال الأبرياء، داعية إلى تدخل دولي عاجل لوقف العدوان. وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح: إن "مجلس الجامعة العربية في اجتماعه الأخير على مستوى المندوبين الدائمين أصدر بيانًا شديد اللهجة ضد التصعيد الخطير في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وتضمن مطالبة المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته تجاه ما يحدث، ودعا مجلس الأمن والأمم المتحدة، واللجنة الرباعية الدولية إلى تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية تجاه ما يجري، وبما يضمن وقف هذا العدوان على أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع، ودعت دول مجلس التعاون الخليجي مجلس الأمن إلى التحرك الفوري لوقف الانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها دولة الصهاينة ضد الفلسطينيين، والتي تسببت في مقتل وجرح العديد من الأشخاص العزَّل، داعيةً في الوقت نفسه إلى "توفير الحماية للمدنيين"، وأدان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن بن حمد العطية، في بيان له، الغارات الوحشية المتواصلة التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة. واعتبر العطية، مواصلة سلطات الاحتلال عدوانها البشع ضد الشعب الفلسطيني الأعزل بأنه "تأكيد على أن الكيان الصهيوني يستخف بالقوانين الدولية، لاسيما القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف ذات الصلة بهذا الشأن"، داعيًا الأسرة الدولية وبخاصة مجلس الأمن إلى التحرك الفوري لوقف هذه الانتهاكات الخطيرة، وتوفير الحماية للمدنيين العزّل. وناشد جميع القوى الفلسطينية، العمل على تعزيز وحدتها الوطنية. على أي حال، الإدانات الواسعة التي أطلقتها جامعة الدول العربية ومجلس الأمن ومجلس التعاون الخليجي، ربما تكون مقبولة كخطوة مبدئية يتبعها خطوات أخرى كثيرة، ولكن إذا تم الاكتفاء بالإدانة فإن ذلك لن يجدي ولن يوقف الإرهاب الصهيوني ضد سكان غزة، والأخطر من ذلك هو نقص الدواء والمستلزمات الطبية داخل مستشفيات ومراكز القطاع الصحية، مما ينذر بكارثة صحية إذا لم تتدخل الدول العربية والإسلامية والمنظمات الدولية لإرسال مساعدات طبية عاجلة إلى قطاع غزة، حتى لا يواجه سكان غزة المجهول مع تكثيف الصهاينة لضرباتهم على قطاع غزة المحاصر.