صعدت قوات الاحتلال الاسرائيلي من عدوانها على قطاع غزة اليوم الثلاثاء حيث قصفت العديد من منازل المواطنين اضافة التي قصف مدرسة تابعة للامم المتحدة "الانروا" تضم المئات من المواطنين الذين شردوا من منازلهم جراء القصف الاسرائيلي مما ادى لاستشهاد العديد منهم بحيث ارتفع عدد الشهداء الى اكثر من 580 شهيدا ونحو 2800 جريحا. واكد العديد من اهالي قطاع غزة بانهم افترشوا الشوارع في غزة للنوم بعد ان باتت منازلهم اهدافا للطائرات والمدافع الاسرائيلية التي حصدت ارواح عائلات باكملها مثل عائلة ابوعيشة وغيرها، في حين استنزفت المشافي مستلزماتها الطبية من كثرة الشهداء والجرحى. وأشار الدكتور خالد جودة مدير عام جمعية الهلال الأحمر في قطاع غزة ومدير مستشفى القدس التابع لها، إلى أن تزايد جرحى العدوان أدى إلى استنزاف المستلزمات والموارد الطبية، حيث أصبحت لا تكفي للتعامل مع المصابين والجرحى على الوجه المطلوب. ودعا جودة جميع الجهات المعنية إلى التدخل السريع وتوفير الإمدادات الطبية والخدمات الإنسانية الطارئة. وأوضح أنه ومنذ اليوم الأول للعدوان تم التعامل مع جميع الحالات التي تعرضت للاستهداف المباشر والغير مباشر، عبر تشكيل غرف عمليات في محافظات قطاع غزة بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتقديم الخدمات الاسعافية والطبية للجرحى في جميع محافظات القطاع. وأضاف جودة، إن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تبدي قلقها الشديد إزاء تواصل العملية العسكرية الإسرائيلية في القطاع والارتفاع المتزايد لعدد الضحايا والمصابين، والتدمير الواسع للمنشآت والمباني والبنية التحتية، وإجلاء السكان من مساكنهم وهذا ما يشكل خرقاً لقواعد القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف التي تحظر استهداف المدنيين وممتلكاتهم واستخدام القوة المفرطة والهجمات العشوائية ضدهم. وطالب المجتمع الدولي بالعمل على وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والتخفيف من معاناة المدنيين والجرحى والمرضى. وعاش قطاع غزة الليلة الماضية ليلة ساخنة طوال ساعات الليل وفجر الثلاثاء أظهرت استهداف الاحتلال بقصفه المدفعي والمروحي لعشرات المنازل في أرجاء قطاع غزة، أدت لسقوط اكثر من 29 شهيدا بعضهم لا زال تحت الأنقاض. وفي آخر تلك الغارات المدفعية استهداف منازل لعائلتي حسنين والداية الواقعة خلف سوق السيارات شرقي حي الزيتون، حيث تم انتشال اربع شهداء اشلاء وانباء عن 25 بين شهيد وجريح. واكدت الاونروا استشهاد 3 مدنيين بقصف اسرائيلي استهدف مدرسة تأوي عائلات في مخيم الشاطىء غرب مدينة غزة. ومن جهة اخرى حذرت سلطة الطاقة الفلسطينية من حدوث كارثة إنسانية وصحية وبيئية غير مسبوقة جراء انقطاع التيار الكهربائي بالكامل عن مدن قطاع غزة بالكامل جراء تدمير القصف الإسرائيلي لشبكات الكهرباء. وقال المهندس كنعان عبيد نائب رئيس سلطة الطاقة الفلسطينية ، في بيان صحفي " إن قطاع غزة على شفا كارثة شاملة غير مسبوقة يفاقمها العدوان الصهيوني الذي يطال كل شيء". وشدد على أن مليون ونصف مليون فلسطيني باتوا بالفعل يعانون من انقطاع التيار الكهربائي بالكامل عن مدن القطاع والظلام يخيم بالكامل على هذه المدن. وأوضح أن شبكة الكهرباء لا تستطيع صيانة الخطوط التي تتعرض للأضرار، حيث أنها تعمل على ذلك في ظل مخاطر جمة، لافتا إلى تعرض العديد من العربات والطواقم للقصف خلال عملها على صيانة خطوط وسط الأحياء الفلسطينية، الأمر الذي يعني إصلاح الخطوط في المناطق الحدودية يكاد يكون مستحيلا. وحذر بأن مولدات الكهرباء الموجودة في المستشفيات لا تستطيع أن تعمل على مدار الساعة وهذا يعني مخاطر كبيرة وحقيقية على الوضع الصعب بسبب اعتماد أقسام العناية وغيرها على الأجهزة الطبية التي تعمل على الكهرباء. حذرت منظمات دولية من «كارثة إنسانية» في غزة مع دخول العدوان الإسرائيلي على القطاع أسبوعه الثاني ، فيما تضاعفت أسعار الخبز ثلاث مرات وتدفقت في الشوارع مياه الصرف الصحي التي أصيبت مجاريها في القصف، ومياه الشرب الشحيحة أصلاً بعدما طالت القنابل الإسرائيلية أنابيبها. هذا وفشلت الجهود التي بذلها الرئيس الفرنسي ساركوزي في زيارته للمنطقة ووفد الترويكا الاوروبية في الوصول لوقف اطلاق النار قبل ان يغادر الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى نيويورك لمخاطبة مجلس الامن الدولي اليوم باصدار قرار لوقف اطلاق النار، وذلك بعد اقل من 24 ساعة من استقباله العديد من المسؤولين الاوروبيين والدوليين. وشهد مقر الرئاسة الفلسطينية امس تحركات دبلوماسية رفيعة المستوى من قبل الاوروبيين والروس بهدف وقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة حيث اكد مسؤول فلسطيني رفيع المستوى بأن القيادة الفلسطينية 'تسمع ضجيجا ولا ترى طحينا' لوقف العدوان. واوضح المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه بذريعة انه لا يجوز ان يتحدث بهذه اللغة القاسية بأن كل المسؤولين الاوروبيين الذين التقاهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس بهدف الوصول لوقف اطلاق نار في غزة لم يحملوا آلية واضحة لوقف العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة. وشدد المسؤول الفلسطيني بأن زوار رام الله جاءوا فقط من اجل التقاط الصور وتصدر عناوين الصحف في بلادهم من زاوية انهم يتحركون للوصول لوقف اطلاق نار بين اسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، منوها الى انهم لا يملكون اية اشارات من اسرائيل او الولاياتالمتحدةالامريكية لإمكانية وقف العدوان على غزة. وكان عباس استقبل صباح امس المبعوث الروسي لعملية السلام نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف. وقال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية د. صائب عريقات للصحافيين عقب انتهاء اللقاء، ان عباس أكد لسلطانوف بأن الأولوية تعطى الآن لوقف العدوان، بكل أشكاله، وبشكل فوري ودون شروط، ثم يتم الحديث عن الخطوات السياسية، فلا يعقل الحديث عن خطوات سياسية في حين أن القنابل تنهار على رؤوس المواطنين في قطاع غزة. وطالب عريقات المجتمع الدولي بمساعدة السلطة الوطنية لمواجهة الكارثة الانسانية الكبرى في قطاع غزة. بدوره قال سلطانوف، إن الهدف الأساسي لجولته في المنطقة هو إيقاف سفك الدماء والاحداث المأساوية التي تجري في قطاع غزة، وتهيئة الظروف الملائمة لمواصلة عملية السلام. وأضاف أنه من المستحيل مواصلة العملية السلمية تحت ايقاع المدافع، لذلك من الضروري وبمساعدة المجتمع الدولي ان نصل إلى صيغة لايقاف هذه الازمة، والخروج منها، مؤكدا أن روسيا على تواصل مستمر مع القيادة الفلسطينية، وذلك لوجود اهداف مشتركة بين الطرفين، أهمها السعي لتثبيت الاستقرار، وفتح أفاق جديدة لعملية السلام. وعلى نفس الصعيد استقبل عباس بمقر الرئاسة في مدينة رام الله مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام توني بلير الذي اشار إلى ان اللجنة الرباعية تعمل جاهدة من اجل انهاء الوضع السيئ الذي نشأ في قطاع غزة، موضحا ان اللجنة الرباعية تقوم بالاتصال مع كافة الاطراف لانهاء الوضع المأساوي في القطاع. وقال بلير، هناك ثلاث نقاط ضرورية نعمل على تحقيقها، وهي: الوصول إلى هدنة تحترم من قبل كافة الاطراف، وايجاد طريقة ليكون هناك تواصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة لانهما يمثلان منطقة واحدة، وضرورة السماح لكافة المساعدات بالدخول إلى قطاع غزة للتخفيف من المعاناة الانسانية. واستقبل عباس كذلك مبعوث الحكومة الايطالية السفير شيزاري ريغاليني رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال افريقيا، بحضور القنصل الإيطالي العام لوشانو بيزوتي. وطالب عباس الجانب الايطالي بالتدخل، لإدخال كافة المساعدات العينية والطبية لسكان قطاع غزة لوقف التدهور الحاصل جراء إغلاق إسرائيل لكافة المعابر. شبكة طنجة الإخبارية فلسطين-من وليد عوض