عاش ساكنة سيدي يوسف بن علي بمراكش ليلة سوداء بعدما غمرت أوحال واد إيسيل (مصب سبع روافد من مرتفعات ضواحي المدينة) منازلهم وأتلفت أمتعتهم ليلة الجمعة السبت الماضية. ووصفت مصادر بعين المكان السيول الجارفة بغير المسبوقة بعدما ضربت عصفة رعدية المناطق الجبيلة، ووصل ارتفاع منسوب المياه الى حوالي 12 مترا ، وكما كانت محملة بأطنان من الاوحال والنفايات تخطت مسار الوادي ووصلت الى أماكن بعيدة لم يسلم منها مقر ولاية مراكش وعدد من الإدارات العمومية. وتلقت التجديد خلال وقت متأخر من الليل ''نداءات استغاثة'' متكررة قال أصحابها إن رجال الوقاية المدنية تأخروا كثيرا في الوصول الى عين المكان من أجل مساعدة الساكنة، كما عاينت التجديد مظاهر الرعب والخوف والحيرة على عدد من الأسر سيما مع وجود أطفال نائمين. وقدر الساكنة الاضرار الناجمة عن الفيضان بملايين الدراهم حيث أتلفت الأوحال سلعا موجودة بمحلات تجارية كما باتت عدد من العائلات بدون مأوى خصوصا في مناطق السكن العشوائي، فيما نفقت عدد من رؤوس الحمير والبغال والمعز بعدما حاصرتهم المياه ليلا في حظيرة قرب ثانوية العودة السعدية وفي غياب صاحبهم. وتضررت بشكل كبير عدد من القناطر وشقق في عمارات جديدة بنيت أسفل مستوى الوادي، مما يطرح أكثر من علامة استفهام حول التراخيص الممنوحة في هذا الشأن. وأجمع متضررون السبب في هذه الكارثة الى تغاضي المسؤولين عن ظاهرة رمي الأزبال والاتربة في مجرى الوادي، والذي يتقاضى عنها بعض أعوان السلطة مبالغ مالية، في الوقت التي عرفت مجاري الصرف الصحي اختناقا كبيرا ساعد في ارتفاع حجم الضرر، وبعدما لم تكلف مصالح البلدية من تنظيف مداخله. وعانى عمال البلدية في تنقية الشوارع من الأوحال، طيلة يومي السبت الأحد فيما لم يجد اساتذة وسيلة نقل الى مقر عملهم. وقال السكان إن مجال الوادي يعود الى ثلاث مقاطعات ثلاثة هي النخيل وسيبع والمدينة مما يفضي الى وضع شكاياتهم في سلة المهملات بدعوى عدم الاختصاص. وانتقد السكان عمدة مراكش على الخصوص التي فضلت زيارة المنكوبين لفترة وجيزة جدا عند قنطرة دوار كنون، وقوبلت بالصفير والاستهجان جعلها ترجع أدراجها، وحملها السكان مسؤولية عدم تسوية وضعية مساكنهم وتركهم عرضة للوادي. عبد الغني بلوط