حذر عبد الهادي خيرات، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، من الأصوات التي تطالب بحذف الفصل 19 من الدستور، في إشارة إلى صفة ''أمير المؤمنين''، وأكد أن هذه من ثوابت هذا البلد منذ قرون. لكنه في الوقت نفسه رفض أن يتم التدخل في التشريع باسم هذا الفصل على حساب البرلمان، وقال إن الأمر ''غير متفق عليه''. وأضاف خيرات، في برنامج ''حوار'' على القناة الأولى أول أمس، أن صفة ''الممثل الأسمى للامة'' التي أضافها الملك الحسن إلى الفصل 19 في تعديل 1970 يجب أن تلغى، كما دعا إلى أن يتكفل البلاط الملكي بتمويل المؤسسات التي يحدثها بناء على الفصل 19 ريثما يتم إدراجها في الميزانية الموالية للسنة التي أحدثت فيها تلك المؤسسات. مبرزا ان المغاربة اليوم يريدون نظاما ملكيا متطورا، داعيا إلى إقرار الملكية البرلمانية في الدستور المقبل. وشدد القيادي الاتحادي على أن الدولة المغربية لم تُقْدم على الإصلاح إلا بضغط من حركة الشعب بكل قواه السياسية الحية، محذرا من محاولات إقصائها وإضعافها بالقول إن حركة 20 فبراير وحدها من فعلت ذلك. وأوضح خيرات أن القوى الشعبية الحقيقية ناضلت منذ عقود ولا تزال من أجل ديمقراطية حقيقية، إلا أنها تعرضت دوما للإقصاء وللتبخيس من طرف الدولة نفسها، ولمحاولات الإضعاف والتشكيك في قدرتها على قيادة الإصلاح، مؤكدا ان ساعة الحقيقة دقت وأنه لا يمكن الالتفاف مرة أخرى على مطالب الشعب المغربي ورغبته في الدخول إلى عالم الديمقراطية من أوسع أبوابها. وكشف خيرات أنه قبل الخطاب الملكي ليوم 9 مارس، كان مسؤولون في وزارة الداخلية قد استشاروا بعض الأحزاب ومنهم قيادة الاتحاد الاشتراكي، وأكد أن مضامين الخطاب الملكي عكست مضامين المذكرة التي رفعها الاتحاد إلى الملك قبل سنتين، وتضمنت رؤيته للإصلاحات السياسية والدستورية. وأكد خيرات أن دسترة المجلس الحكومي تعني تفويت صلاحيات مجلس الوزراء له، وأبرز أن القوى السياسية اليوم تريد حكومة قوية وبصلاحيات مضبوطة، مثمنا تنصيص الخطاب الملكي بأن تكون رئاسة الحكومة يتولاها الحزب الأول، وعبر عن أمله في أن يقطع هذا المبدأ مع الوضع الراهن، حيث الحكومة تحاسب على برنامج ليس برنامجها، ونصف ورزائها تكنوقراط ولا علاقة لهم بالأحزاب المشكلة لها. وأفصح المسؤول الحزبي أن عبد الرحمن اليوسيفي اعترض على تعيين ادريس جطو مكانه، وقال خيرات إن اليوسفي قال للملك محمد السادس بعد أن أخبره بأن جطو هو من سيكون الوزير الأول:''اسمحلي آسيدي هذا خروج عن المنهجية الديمقراطية'' على حدّ قول خيرات. وبرّر القيادي الاتحادي استمرار الاتحاد الاشتراكي في الحكومة بالقول إن جطو جاء إلى قيادة الحزب، وقال لهم إنه ''لا حكومة بدون الاتحاد الاشتراكي''، وأضاف خيرات أن قيادة حزبه اجتمعت ثلاثة ساعات للتداول في الأمر، ثم قررت المشاركة في حكومة جطو، وأكد أنها فعلت ذلك حتى لا يفسر موقفها الرافض للخروج على المنهجية الديمقراطية بأنه حنين إلى الماضي الذي اتسم بالصراع والعنف. وأشار خيرات إلى موقف اليوسفي كما عبر عنه في محاضرة بروكسيل الشهيرة بأن الحكومة لا سلطة لها، إلى واقعة الاجتماع الشهير للوزير الأول بالولاة والعمال، وقال إن النقاش حول الاستجابة للاجتماع من عدمه استمر ثلاثة أشهر، وحينما تقرر أن يكون هناك اجتماع بين الطرفين، تقرر كذلك أن يكون في مقر وزارة الداخلية وليس في أي مكان آخر، والمثير أكثر يقول خيرات أن يوم الاجتماع وبعد كلمة اليوسفي أمامهم ''كتفوا أيديهم ولم يطرحوا ولو سؤالا واحدا بعد كلمة الوزير الأول'' كما كان يتطلع إلى ذلك الوزير الأول.