سلطت كل من فاطمة الزهراء طموح ورحيمة تويراس (أستاذتا التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط) الضوء على نماذج نسائية مغربية خلال ندوة نظمها منتدى الزهراء للمرأة المغربية يوم الخميس الماضي بالدار البيضاء حول موضوع ''إشراقات نسائية مغربية عبر التاريخ''. وركزت المتدخلتان خلال الندوة التي نظمت في إطار فعاليات الدورة ال71 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، على أن التاريخ سجل نبوغ المرأة المغربية وإسهاماتها المتميزة في حقول العلم والمعرفة، في وقت لم يكن فيه للمرأة في بعض المجتمعات الأخرى أي إسهام يذكر، في حقول النشاط العقلي والمعرفي، وذكرتا بعض النماذج المشرقة في تاريخ المرأة المغربية وخصوصا اللواتي برزن في حياة الملوك والأمراء ورجالات الدولة. وفي السياق ذاته ذكرت الأستاذة فاطمة طموح بزينب النفزاوية زوجة يوسف بن تاشفين، التي لعبت دورا مهما في القرن الحادي عشر من خلال أمرها يوسف بن تاشفين ببناء مراكش، كما سجل لها التاريخ بروزها في الواقع السياسي والاجتماعي. ومن بين النماذج التي ركزت عليها فاطمة طموح ''السيدة الحرة'' التي تنتمي إلى عائلة أندلسية التي تولت مسؤولية أمير الحرب بعد وفاة زوجها نظرا لما تميزت به من شخصية قوية وحنكة كبيرة في إدارة الصراعات، وتعتبر أول أميرة من جنس النساء في تاريخ الغرب الإسلامي، حيث عقدت العديد من المعاهدات مع البرتغال والأتراك ودولا أخرى. وذكرت طموح أيضا شخصية خناثة بنت بكار وقد كانت زوجة السلطان مولاي إسماعيل، والتي قامت بدور أساسي خلال الأزمة السياسية التي عرفها المغرب خاصة سنة7571م، ويسجل لها التاريخ أنها قامت بدور مهم في تثبيت أركان الدولة العلوية بالمغرب من خلال تعيين أو تكليف ابن ابنها محمد الثالث أميرا ووليا للعهد من أجل حراسة الدولة. وأشارت طموح إلى أن النساء المغربيات اللواتي تركن بصمات خالدة في التاريخ المغربي يجدر أن تسجل أفلام عن سيرتهن ليطلع عليهن أكبر عدد من الجمهور المغربي. وانصبت مداخلة الدكتورة رحيمة تويراس خلال الندوة ذاتها حول المكانة المتألقة التي بلغتها المرأة المغربية على المستوى الأدبي والعلمي والديني والتسيير الإداري والذوق. وذكرت تويراس بأن المرأة المغربية ساهمت مساهمة فعالة في التاريخ المغربي ماديا ومعنويا. ومن نماذج التألق في الإدارة والتسيير ذكرت المتدخلة تميمة بنت يوسف بن تاشفين المكناة بأم طلحة والتي عرفت برجاحة عقلها وكانت ماهرة في مجال التدبير لشؤونها المادية. وفي مجال الذوق ذكرت بنموذج له دراية في فنون الطبخ وغيره من فنون الذوق، وبذلك استطاعت أن تسد فراغا داخل البلاط الذي عاشت فيه، ويتعلق الأمر بالسيدة ''العريفة بنت حجو'' التي عملت لدى الوطاسيين والسعديين. واختارت تويراس نموذجا ترك بصمة في التاريخ المغربي ويتعلق الأمر بالسيدة فاطمة الفهرية التي تدعى بأم البنين، المرأة الصالحة التي تعتبر أول امرأة تبني مسجدا في المغرب الأقصى. وأغنى الحاضرون للندوة النقاش حول التأريخ للمرأة المغربية مشددين على وجوب إنصاف المرأة المغربية عبر الكتابة عن النساء المقاومات والرائدات في مختلف المجالات بعيدا عن نساء البلاط. ويشار إلى أن منتدى الزهراء للمرأة المغربية إلى جانب تنظيم هذه الندوة شارك برواق خاص في المعرض الدولي للكتاب الذي امتدت فترته بين 71 و 02 فبراير الجاري، عرض فيه إصدارات المنتدى تحت مسمى: ''سلسلة الزهراء'' ونشرته ''صوت المنتدى'' إلى جانب بعض الوسائط التعريفية وإصدارت الجمعيات المنضوية في شبكة المنتدى من مختلف ربوع المملكة.