دعا المشاركون في ندوة علمية، اليوم الخميس، بالرباط إلى اعتماد مقاربة جديدة في التعامل مع مختلف أنواع المصادر المادية والأدبية والثقافية والشفاهية المعتمدة في كتابة تاريخ نساء المغرب، بشكل يرقى إلى مستوى الأدوار التي اضطلعن بها عبر العصور. وطالب المشاركون في الندوة ، التي نظمها منتدى الزهراء للمرأة المغربية، بتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية في موضوع "إشراقات نسائية مغربية عبر التاريخ" إلى نهج مقاربة شمولية في إعادة قراءة التاريخ قراءة وازنة ومتوازنة، تعطي للمرأة المغربية حقها الكامل ضمن إطار تشاركي . وأكد المشاركون في هذه الندوة، التي نظمت أيضا بتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة(الإيسيسكو) وجمعية الدعوة الإسلامية العالمية، على أن الاهتمام بمقاربة أدوار نساء المغرب يحتاج إلى قراءة لن تكتمل بدون تحقيق المصالحة مع نصف تاريخ المغرب الذي يجسده تاريخ المرأة المغربية. وأوضحوا أن إبراز نماذج مشرقة من تاريخ نساء مغربيات أسهمن في مجالات معرفية ومجتمعية متعددة، كفيل بالمساهمة في إنصاف المرأة المغربية من خلال تصحيح الصورة النمطية السائدة عنها في الوقت المعاصر. وشددوا في هذا الصدد، على أن تصحيح صورة المرأة المغربية يحتاج إلى جهود متعددة ومتنوعة، سواء على مستوى الإعلام أو على مستوى تمكينها في المجال السياسي أوعلى مستوى ضمان حقوقها الأساسية التي توفر لها شروط الكرامة والعيش الكريم داخل المجتمع، معتبرين أن مدخل التاريخ يبقى أساسيا لإعادة ربط واقع المرأة المغربية اليوم بنماذج ساهمت في صناعة تاريخ مشرق، وبالتالي فإنها تشكل قدوة للأجيال الصاعدة . واعتبروا أن الحداثة في حد ذاتها هي تجديد من داخل الذات الحضارية للأمة والمجتمع، وليست مجرد نماذج جاهزة قابلة للاستنساخ من بيئة حضارية إلى أخرى، مبرزين ضرورة الاقتناع بشكل راسخ بضرورة التلاقح بين الحضارات والتعارف بين الثقافات . وأبرزوا، من جهة أخرى، نبوغ المرأة المغربية وإسهاماتها المتميزة في حقول العلم والمعرفة في العديد من الأقطار الإسلامية، في وقت لم يكن فيه للمرأة في المجتمعات الأخرى أي إسهام يذكر، في أي حقل من حقول النشاط العلمي. وسلطوا الضوء على الإشعاع النسائي الذي ظهر بجلاء، من خلال ما يتوافر من مصادر في الفترات التي عرفت تراجعا للتقليد والفكر المحافظ، وكذا الدور الذي اضطلعت به عدد من الأميرات والزوجات، عبر العصور والأزمنة، اللاتي كن لأزواجهن الملوك والأمراء ورجالات الدولة خير المستشارات والمساعدات، موضحين أن تاريخ المغرب كان يحفل أيضا بعدد من المستشارات والفقيهات والصالحات والأديبات والمجاهدات بقين مغمورات في مجال التأريخ. ويتضمن برنامج الندوة العلمية محورين يبحثان موضوعي "الحضور المدني للمرأة المغربية بين الأمس واليوم ويتضمن مداخلات تتعلق بمواضيع "العالمات، الصالحات والأديبات" و"تطور الدور الاجتماعي للمرأة المغربية عبر التاريخ: المرأة في المناطق الصحراوية نموذجا" و"أضواء على المرأة المغربية، منطقة سوس نموذجا" و"العمل المدني النسائي اليوم.. أدوار وتطلعات". ويشمل المحور الثاني مداخلات ذات صلة بمواضيع "نساء خالدات في التاريخ السياسي للمغرب" ومقاومة المرأة بين الواقع والكتابة التاريخية" و"تطور الدور السياسي للمرأة المغربية".