اعتبرت بثينة قروري رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية استحضار نماذج نسائية رائدة عبر التاريخ المغربي نوعا من الإنصاف للمرأة المغربية، وقالت بهذا الصدد، في ندوة نظمها المنتدى أخيرا بشراكة مع كلية الآداب أكدال بالرباط والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، الإيسيسكو، وجمعية الدعوة الإسلامية العالمية، (قالت قروري): ''عندما قررنا في منتدى الزهراء المغربية تنظيم ندوة علمية تسلط الضوء على إسهامات المرأة المغربية عبر تاريخ المجتمع والدولة المغربية، فإننا اخترنا زاوية أخرى لإنصاف المرأة المغربية وتصحيح الصورة النمطية السائدة عنها وذلك عبر إبراز نماذج مشرقة لنساء مغربيات أسهمن في مجالات معرفية مجتمعية متعددة كقضايا الفقه والسياسة والشريعة.. والتفسير.. والأدب واللغة.. والعمل الدبلوماسي. وأضافت رئيسة المنتدى في افتتاح الندوة المذكورة: ''ونعتقد أن تصحيح صورة المرأة المغربية يحتاج إلى جهود متعددة ومتنوعة، سواء على مستوى تصحيح صورتها في الإعلام أو على مستوى التمكين السياسي وضمان الحقوق الأساسية التي توفر لها شروط الكرامة داخل المجتمع، ويبقى مدخل التاريخ أساسيا لإعادة ربط واقع المرأة المغربية اليوم بنماذج تاريخية مشرقة تمثل قدوة للأجيال الصاعدة''. وسلط محمد دحمان أستاذ بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة من خلال مداخلة له بعنوان: ''مكانة المرأة في الثقافة الحسانية: دراسة حول نماذج من الموروث الشعبي والفصيح بمنطقة الساقية الحمراء ووادي الذهب'' الضوء على وجوه نسائية لامعة برزت في مجالات الأدب والشعر والتعليم وحمل السلاح والفنون والصنائع والحرف، ووصل بعضهن إلى البلاط ودرجة التأثير على الساسة ورجال الدولة مثل اسحابة الرحمانية قرينة عبد المالك السعدي واخناثة بنت بكار زوجة السلطان مولاي اسماعيل و''خدوج مولات ادموج'' السباعية زوج سيدي محمد بن عبد الله العلوي. وأكد دحمان في مداخلته أن ''المرأة كانت تنال حظها من التعليم وقد تبلغ درجة الأستاذية، في المدارس البدوية الظاعنة ''المحظرة'' كما مارست الكتابة والتأليف وحاورت العلماء خاصة داخل ''القبائل الزاوية'' والأمثلة كثيرة في هذا الباب ذكر منها: لالة النايرة بنت الشيكر السباعية زوجة العلامة القاضي الشيخ ولد حامني التي كانت فقيهة وعالمة بالأصول والفروع وكانت تجادل زوجها في الأحكام الشرعية وأمهات الكتب. والحافظة حبيبة بنت سيدي محمد ولد سيدي علي المساوية الركيبية والفقيهة الخطاطة فاطمة بنت الحاج البشير ولد عبد الحي البربوشي. وأشار الدكتور حسن صادقي أستاذ بمعهد الدراسات الإفريقية إلى أنه رغم قلة الدراسات حول القرى مقارنة بالمدن إلا أن علماء سوس سلطوا الضوء على المرأة المغربية مثل المختار السوسي الذي تحدث في كتابه المعسول عن الدور المهم الذي كانت تقوم به المرأة في كل الميادين وخصوصا التربية، مضيفا أن المرأة في سوس كانت حرة في نفسها ومالها وعرض نماذج من عقود بتلك المنطقة تبرز قدرة المرأة على توريث مالها، وكذلك قدرتها على الحصول على العصمة بيدها. وأكد الدكتور محمد المغراوي، أستاذ التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، أن تاريخ المرأة المغربية في المراحل الوسيطة أثبت مشاركة المرأة في الحياة اليومية وفي الحياة السياسية إضافة إلى غلبة طابع الصلاح على المرأة المغربية في ذلك العصر.