يمثل الفساد أكثر العوامل المهددة للتنمية في البلدان المختلفة ويكلف الاقتصادات الوطنية ميزانيات باهظة ناهيك عن نتائجه الكارثية على المستوى الاجتماعي كونه من أكبر العوامل التي تهدد الاستقرار الأسري والمجتمعي من خلال نتائجه الخطيرة في الجانب الاجتماعي. ولهذه الاعتبارات تركز المنظمات الدولية والحقوقية ومختلف الأحزاب الجادة على محاربة الظاهرة وتعبئة الكثير من الوسائل والآليات لمحاربتها. ويعرف المغرب الكثير من أشكال الفساد والتي تتلاقا لتنتج دينامية مدمرة تهدد الاقتصاد الوطني ومشاريع التنمية فيه. ولعل أبرز أشكال الفساد التي تناولتها التقارير الرسمية منها والدولية والصادرة عن المنظمات غير الحكومية، نجد استغلال النفوذ، الرشوة، المحسوبية، اختلاسات المال العام، شراء الذمم الانتخابي واقتصاد الريع... وتهم أشكال الفساد هذه، المجالات الحيوية سواء تعلق الأمر بالانتخابات، الاقتصاد (هدر الثروات، التهرب الضريبي، هدر المال العام، ...) ، الجماعات المحلية، الصناديق الكبرى، الإدارات العمومية، الصفقات العمومية، والثروات الطبيعية ... ولعل طبيعة المتورطين في الفساد (متنفذون ومنتخبون و إداريون كبار ...) وضعف استقلالية القضاء وغياب الشفافية، ... تعتبر أهم آليات حمايته واستمراره. ''التجديد'' تفتح ملف الفساد بالمغرب مساهمة في النقاش العمومي المفتوح حاليا وفي إبراز الأولوية التي ينبغي أن تعطى لمحاربة الفساد في الساسات العمومية وبرامج الأحزاب ومنظمات المجمع المدني.