لماذا دخول المئات من الدكاترة العاملين بقطاع التعليم المدرسي في اعتصام مفتوح ابتداء من اليوم الجمعة؟ قرار الدخول في اعتصام مفتوح أمام مقر وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي بباب الرواح، تنفيذ لتوصيات الجموع العامة المتعاقبة التي كانت العصبة الوطنية للدكاترة التابعة للجامعة الوطنية لموظفي التعليم تعقدها باستمرار عقب المحطات النضالية الكثيرة التي خاضتها، والتي فوضت المكتب الوطني للعصبة تنفيذ قرارات هذه الجموع بالتنسيق مع باقي المكونات النقابية ومنها قرار الاعتصام الذي جاء بعد استنفاد كل الأشكال النضالية، ويعود كذلك إلى نفاد صبر الدكاترة العاملين بالتعليم المدرسي، وسخطهم الكبير على طريقة تعاطي المسؤولين المتعاقبين مع مطالبهم العادلة، وهي بالمناسبة مطالب جد عادية، كما هو وارد في بلاغ الاعتصام المفتوح ليوم الجمعة 18 فبراير الجاري، ولا بد من إعادة التذكير بها هاهنا: تغيير الإطار لجميع الدكاترة إلى إطار أستاذ التعليم العالي مساعد دون قيد أو شرط، واحتساب الأقدمية المادية والإدارية بأثر رجعي ابتداء من تاريخ الحصول على شهادة الدكتوراه، وفتح أبواب الجامعة والمعاهد التابعة للتعليم العالي أمام الدكاترة العاملين بالتعليم المدرسي. ومن جهة أخرى لم يعد الدكاترة يثقون في وعود الوزارة، التي تلجأ إلى الكلام المعسول والغزل كلما رفع الدكاترة أصواتهم بالاحتجاج، وبعد الجلوس للحوار نجدها تغرد خارج السرب، وتتكلم لغة خشبية، وتعزف أسطوانة مشروخة سئم الدكاترة سماعها، لذلك نوجه دعوة لجميع الدكاترة للاعتصام المفتوح يوم الجمعة 18 فبراير، من أجل رد الاعتبار للكرامة الجريحة لكل الدكاترة، ووضع حد لاستهتار الوزارة الوصية، بمطالبهم العادلة. هذا الاعتصام هو صرخة في وجه الظلم، وتعبير عما يشعر به الدكاترة من غبن كبير. فالدكاترة دونما سبب أغلقت في وجوههم أبواب الجامعة، المجال الطبيعي لتوظيف خبراتهم البيداغوجية ومؤهلاتهم العلمية، وأتيحت الفرصة في المقابل لجيش من المتعاقدين في تحد سافر لكل غيور على مستوى التعليم العالي والبحث العلمي ببلادنا. لكن الوزارة أشرفت مؤخرا على مباراة خاصة بالدكاترة، وتقدمتم لها؟ الوزارة مؤخرا نظمت مسرحية عبثية سيئة الإخراج، ولم تشرف على تنظيم مباراة حقيقية، لقد سمع القاصي والداني بالتلاعب الكبير الذي عرفته المباراة سيئة السمعة، التي تفردت الوزارة الوصية بها إعلانا وتدبيرا وحصادا مرا. لقد تقدم الدكاترة لهذه المباراة بناء على ما أبلغناهم إياه من وعود، مما تمخضت عنه جلسات الحوار الشاقة الطويلة على مدى أربعة عشر شهرا. وعود الوزارة المتمثلة في الطي النهائي لهذا الملف الذي عمر في دواليب الوزراء المتعاقبين أكثر من أي ملف آخر، وفي كل مرة كان المسؤولون يبينون عن لا مسؤوليتهم تجاه ملف الدكاترة أو احتجاجهم، وتصوروا أن الحبل على الغارب، وأن عبثيتهم تنطلي على الدكاترة. لقد طالبنا بفتح تحقيق نزيه في الموضوع والضرب على أيدي العابثين، ولكن لا حياة لمن تنادي. وأمر هذه المباراة المهزلة أصبح الآن من الماضي، والموتى يبعثهم الله، ونحن الآن بصدد المراحل الأخيرة من التعبئة للاعتصام المفتوح حتى رد الاعتبار لكل الدكاترة. ما هي بنظركم الحلول التي ترونها مناسبة لطي هذا الملف؟ في مجال الحلول طرحنا في جلسات الحوار سابقا حزمة من المقترحات على رأسها وهو ما يتشبث به الآن كل الدكاترة عبر ربوع الوطن ترخيص استثنائي من الوزير الأول للدكاترة العاملين بالتعليم المدرسي، لتغيير إطارهم الحالي إلى إطار أستاذ التعليم العالي مساعد، يقضي بأن تحتسب لهم الأقدمية الإدارية والمالية منذ تاريخ الحصول على شهادة الدكتوراه، وفتح أبواب الجامعة للدكاترة للإسهام في الرفع من جودة التعليم ببلادنا، كل هذا يتضمنه رفع ملتمس من طرف السيد وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي إلى السيد الوزير الأول، وتوقع كل الأطراف محضرا في الموضوع، ويحدد سقف زمني لإخراج المتفق بشأنه إلى حيز التنفيذ، ولن نكون في هذا استثناء، من بين سائر الفئات.