أكد يحيى اليحياوي المختص في الإعلام والاتصال، أن الحديث عن تحرك الإدارة الأمريكية لجعل الانترنيت سلاحا سياسيا يستخدم ضد الدول المخالفة لها، هو أمر مبالغ فيه كما أن المواقف والتحركات الأمريكية لم يعد يقاس عليها. وشدد اليحياوي في اتصال ل''التجديد''، على أن المحرك الحقيقي للثورات الشعبية هو الاحتقان الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، ومعها الظلم والقهر. وأوضح اليحياوي، أن النظرية المتداولة هذه الأيام بكون المواقع الاجتماعية هي من حرك الثورات في تونس ومصر، هي نظرية مغلوطة وليست دقيقة، مشيرا إلى أن وسائل الاتصال (انترنيت وهاتف) هي عناصر مساعدة لهذه الظاهرة، وليست هي الأصل. وبين اليحياوي، أن السلطات المصرية رغم منعها للاتصال والانترنت خلال الثورة الشعبية، فهذا لم يضعف من هذه الأخيرة شيئا، لأن ما جعل المصريين يخرجون هو الظلم والاستبداد والقهر والفقر، بينما لم تكن الانترنيت سوى وسيلة. واستدل اليحياوي في حديثه، بكون المغرب يشهد الآن تحركا على المواقع الاجتماعية المختلفة، ورغم ذلك تبدو مسألة حدوث ثورة في المغرب بعيدة، لأن الوضع في المغرب ليس هو الوضع في مصر وتونس. وختم اليحياوي قائلا، إذا كانت هناك إرادة للتغيير فستحدث رغما عن أنف أمريكا ومخططاتها، لأن إرادة الشعوب هي الأقوى، ومذكرا بأن سلطة الفضائيات أقوى بالنسبة له من سلطة الانترنيت. رأي اليحياوي جاء تعليقا على ما أوردته وكالات الأنباء عن توقع كشف وزيرة الخارجية الأمريكية ''هيلاري كلينتون''، النقاب عن مسعى أمريكي جديد لتحرير الانترنت عالميا متخدة من الاحتجاجات في مصر وإيران التي أججتها شبكة المعلومات العالمية مثالا لكيفية إطلاق التكنولوجيا الجديدة شرارة التحول السياسي. وحسب نفس المصادر تعتبر هذه ثاني كلمة هامة تلقيها كلينتون عن السياسة الأمريكية تجاه الانترنت، وسط مؤشرات متنامية على كيفية مساهمة تكنولوجيا الاتصالات في تحولات سياسية حول العالم. و حسب المصادر ذاتها كشفت وزارة الخارجية يوم الاثنين 14 فبراير 2011، النقاب عن مقاطع من الكلمة التي من المنتظر أن تبرز التزام الولاياتالمتحدة بضمان إتاحة خدمة انترنت دون أي قيود. وأضافت المصار نفسها أن وزارة الخارجية الأميركية، قد شرعت في إرسال رسائل إلكترونية عبر ''تويتر'' إلى الإيرانيين باللغة الفارسية، مشيرة ل''الدور التاريخي'' الذي لعبته مواقع التواصل الاجتماعي في الاحتجاجات الواسعة ضد إعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد في يونيو .2009