واجه الوفد المغربي المشارك في المنتدى الاجتماعي العالمي المنعقد بمدينة داكار بالسينيغال، الاستفزازات التي قامت بها مجموعة من الانفصاليين المدعومين بنشطاء إسبان خلال مسيرة افتتاح الدورة الحادية عشر للمنتدى أمس الأحد والتي ضمت حوالي 40 ألف شخص مثلوا 134 دولة. وحاول الانفصاليون، في خرق سافر لميثاق المنتدى، تسييس هذا الملتقى العالمي الذي يجمع عددا كبيرا من المنظمات غير الحكومية وفعاليات المجتمع المدني من مختلف الدول، المناهضة للبيرالية، من خلال ترديد شعارات مساندة للأطروحات الانفصالية، ورفع علم ''الجمهورية الصحراوية'' المزعومة، في المسيرة التي جابت شارع ''مالكسي'' بداكار في اتجاه جامعة الشيخ ''أنتا ديوب'' وعلى مسافة كيلومترين تقريبا. وردد الوفد المغربي القادم من مختلف المدن -من طنجة إلى الكويرة- النشيد الوطني، وشعارات تؤكد مغربية الصحراء. وحاولت بعض الفعاليات فتح نقاشات جادة مع وفد ''البوليزاريو''، لتوضيح قضية الصحراء المغربية. وعرف المنتدى نقاشات حادة مكثفة بين مكونات المجتمع المدني عالميا حول المواضيع الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية الأكثر حساسية بالدول الفقيرة والدول التي في طريق النمو. وأكد عبد القادر طرفاي، أن المنتدى الاجتماعي يعتبر محطة حساسة ومهمة لتوضيح العديد من المعطيات المغلوطة لبعض الدول حول القضايا الراهنية بالمغرب، سيما قضية الصحراء المغربية التي تحضى باهتمام خاص وواسع بالنسبة للنقابات المغربية. وأوضح طرفاي في تصريح ل''التجديد'' بدكار أن النقابات المغربية سبق أن اطلعت منذ شهرين على رسالة بعثت بها النقابة البرازيلية التي يترأسها ''لولا سيلفا'' تعتبر المغرب بلدا مستعمرا، واتضح من المراسلة أن هذه النقابة تحمل حمولات مغلوطة عن قضية الوحدة المغربية، وهو ما حذا بالنقابات في إطار لجنة الديبلوماسية النقابية بصياغة رسالة توضيحية مشتركة وجهتها لتلك النقابة. وأضاف طرفاي، أن ''الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب'' حاول في أول لقاء دولي، بمناسبة المنتدى العالمي النقابي الذي انعقد أول أمس السبت، حضرته بعثة مهمة من أعضاء النقابة البرازيلية، اغتنام الفرصة لربط الاتصال مع أعضاء النقابة البرازيلية لتوضيح الصورة فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، وتنوير تلك المنظمة التي لها تأثير كبير على السياسة الكبرى لكل مكونات أمريكا اللاتينية، حيث سبق أن أنتخب زعيم هذه المركزية كرئيس للبرازيل من 2003 إلى 2010 وسنة 2010 أنتخبت نائبته في نفس المركزية للتناوب، مشيرا إلى أن النقاش أثمر عن استعداد هذه النقابة لإجراء لقاءات متعددة خلال المنتدى لتوضيح الصورة الحقيقية وإبعاد كل الملابسات المغلوطة التي يتبناها الموقف الجزائري، وتروجها الأطروحة الانفصالية. من جهة أخرى، دعا الاتحاد الوطني بعض أعضاء النقابة المذكورة ''التي تضم ما يزيد على 22 مليون و34 ألف منخرطا، ينتمون إلى 3400 قطاع في البرازيل'' لزيارة المغرب كمركزيات نقابية في إطار برنامج لجنة الديبلوماسية النقابية للوقوف على حقيقة الوضع. يذكر أن المنتدى الذي تشارك فيه 134 دولة حضره من المغرب وفد ضم قرابة 1200 مشارك من مختلف مكونات المجتمع المغربي، نقابات، جمعيات ومنظمات وهيئات حقوقية. ويتضمن برنامج المنتدى عددا كبيرا من الأنشطة بمعدل 1200 نشاطا في اليوم. وتتمحور النقاشات خلال المنتدى، الذي ينظم تحت شعار ''أزمات النظام والحضارات'' بمقر جامعة الشيخ أنتا ديوب بدكار، حول ثلاث قضايا كبرى، تتمثل في ''الوضع العالمي والأزمة''، ''وضعية الحركات الاجتماعية والمواطنين'' و ''مسلسل المنتديات الاجتماعية العالمية''. وحسب المنظمين سيحضى موضوع الصحراء المغربية، والقضية الفلسطينية وإشكاليات الهجرة باهتمام خاص خلال الورشات، بالإضافة إلى مواضيع مختلفة تخص المرأة، والفقر ...