رد مناضلو المجتمع المدني المغاربة، الأحد الماضي بدكار، بحزم على الاستفزازات التي قامت بها شرذمة من الانفصاليين المدعومين بنشطاء إسبان خلال مسيرة افتتاح الدورة الحادية عشر للمنتدى الاجتماعي العالمي. ففي خرق سافر لميثاق المنتدى، حاولت شرذمة من نشطاء «البوليساريو» لا يتجاوز عددهم الثلاثين فردا على الأكثر، تسييس هذا الملتقى العالمي الذي يجمع عددا كبيرا من المنظمات غير الحكومية وفعاليات المجتمع المدني من مختلف الدول، المناهضة للبيرالية، من خلال ترديد شعارات مساندة للأطروحات الانفصالية، ورفع علم الجمهورية الوهمية، مدعومين في ذلك، كما جرت العادة، ببعض النشطاء الإسبان. وأمام هذه الاستفزازات التي تمس بمشاعرهم، رد الفاعلون الجمعويون المغاربة، الحاضرون بقوة في هذه المسيرة، بكل حزم لإسكات هذه الشرذمة من الانفصاليين وإرغامها على الكف عن ترديد ترهاتها. وبالفعل، فقد كانت يقظة المواطنين المغاربة سواء أولئك الذين قدموا من المغرب للمشاركة في هذا المنتدى أو المقيمين بالسينغال في محلها حين ردوا على تجاوزات هذه الشرذمة التي حلت بدكار بفضل أموال البترول الجزائري. وأبدى بعض السنغاليين استيائهم من سلوك هؤلاء الانفصاليين الذين يريدون استغلال هذا المنتدى المناهض للرأسمالية للقيام بحملات دعائية لأطروحات عفا عنها الزمن.وعند وصول المسيرة إلى جامعة الشيخ أنتا ديوب، أعاد المؤيدون «للبوليساريو» محاولاتهم الاستفزازية، فكان رد المغاربة، مرة أخرى، حازما وفوريا، ما حدا بالانفصاليين إلى التراجع. وكان يوم أول أمس قد تميز بعقد «منتدى نقابي» بمقر جامعة دكار، شارك فيه ممثلو خمس مركزيات نقابية مغربية وتناول التغيرات الهامة التي أفرزتها الأزمة المالية العالمية وأثرها على الظروف المعيشية للطبقة العاملة. ويروم المنتدى الاجتماعي العالمي، الذي ينظم منذ سنة 2001، التفكير في «عالم آخر ممكن ومختلف عن ذلك الذي تتحكم فيه العولمة والليبرالية الجديدة المتوحشة». ويتعلق الأمر بإرساء مجتمع مدني وحركات اجتماعية كقوة اقتراحية قادرة على تقديم بدائل من أجل عالم تسوده القيم الانسانية الكونية عوض قانون السوق. وكان قرار انعقاد الدورة الحادية عشرة للمنتدى بدكار قد اتخذ خلال عقد منتدى حول الحركات الاجتماعية ببوزنيقة في شهر مارس.