كشفت الكثير من المعطيات والوقائع والتطورات أن جهود التنصير في العالم تستبطن تهديدا للدول الإسلامية لا يقتصر على تغيير المعتقدات الدينية للمسلمين أملا في رفع الكتلة البشرية للمسيحيين في العالم، بل يتجاوزه إلى اعتماد إستراتيجية تقسيم تلك الدول في مشروع التوسع الجغرافي على حساب العالم الإسلامي. وتكشف تطورات التنصير في العالم أن استراتيجيته ترتكز على السعي إلى إنشاء أقليات مسيحية في تلك الدول ودفعها إلى خلق توترات يتم استغلالها دوليا في الضغط على الحكومات المعنية من أجل تقديم تنازلات يتم تتويجها بإعلان مطالب سياسية تنتهي بمطلب تقرير المصير. ولتحقيق هذا الهدف يتم اعتماد آليات متنوعة، منها استغلال التناقضات والتوثرات والنزاعات القائمة ذات البعد العرقي أو غيره للتموقع على الأرض. ومنها التخفي وراء منظمات المساعدة الإنسانية في التواصل مع السكان، ومنها توظيف خطاب حقوق الإنسان، واستغلال النفوذ في الأممالمتحدة والكونكريس الأمريكي .... وتطرح ظاهرة ارتباط كثير من حالات التقسيم في العالم الإسلامي أو مشاريعه بالتنصير، ضرورة النظر إلى ملف الصحراء المغربية على ضوء الحقائق المتعلقة بالنشاط التنصيري في مخيمات تندوف على ضوء التطورات التي انتهت بتقسيم السودان أو التي بلغت مراحل متقدمة في أندونيسا أو التطورات المرتبطة بالقلاقل في منطقة القبايل في الجزائر وغيرها. ''التجديد'' تفتح ملف التنصير والتقسيم في البلدان الاسلامية أملا في جلب الانتباه إلى هذا الجانب على ضوء ضعف المقاربة الرسمية المعتمدة والتي تغلب الجانب الأمني الموسمي في مراقبة أنشطة المنصرين بالمغرب. للإطلاع على الملف اضغط هنا