عبد الصمد بلكبير( مفكر وناشط سياسي): الثورة التونسية رسمت حدثا تاريخيا بكل المقاييس أكد عبد الصمد بلكبير أن الثورة التونسية رسمت حدثا تاريخيا بكل المقاييس، وأوضح بلكبير أن الحدث التونسي يشير إلى حقيقة أن التاريخ لا يتوقف في سبيله لإقرار حقوق الناس والشعوب. بل المثير -يضيف بلكبير- أن هذه المسيرة تأتي من حيث لا نحتسب، ومن المناطق التي يكون غير منتظرا فيها التغيير. مؤكدا أن للحدث التونسي أبعاد: - البعد المغاربي: وتوقع بلكبير أن تنعكس ثورة تونس على البلدان المغاربية وتدفع الأنظمة القائمة فيها نحو إعمال التغييرات والإصلاحات اللازمة - البعد العربي: حيث أشار بلكبير إلى الصدى السريع الذي خلفه الحدث التونسي، وهو تأثير إيجابي في اتجاه استعادة الثقة إلى الديمقراطيين والشعوب من جهة، وستضعف مواقف الحاكمين الظلمة، وينسون وجود شعوب لها إرادتها.وأكد بلكبير أن الجوهر في هذا الحدث، هو أنه حركة ديمقراطية وليس قضية خبز وشغل وتنمية، وهي حركة أصيلة من حيث بعدها الشعبي. فبالرغم من الاجتثات الذي تعرضت له الحركتين الديمقراطيتين: اليسارية والإسلامية، يقول بلكبير، فإن الديمقراطية لم تمت في ضمير الشعب التونسي. هذا الشعب الذي ساعده مستواه التعليمي والثقافي على الاستفادة من تقنيات التواصل والاتصال، وعوضته عن افتقاده للتنظيمات السياسية والمدنية. وأوضح بلكبير أن العوامل التي ساعدت على الحدث هو استمرار العمل النقابي الموحد في تونس، سواء كانت طلابية أو عمالية أو نقابة التعليم العالي. وأبرز أن عدم شراء نظام بن علي ذمم الطبقة الوسطى، كما يحدث في أماكن أخرى، دفع بهذه الطبقة إلى أن تلعب دورا طليعيا في الأحداث. وأوضح بلكبير أن هناك صفحة طويت في تونس وأخرى فتحت على جميع الاحتمالات، بما فيه العودة إلى الوضع السابق. مؤكدا أنه بالرغم من الشروط الصعبة حيث يفترض في الديمقراطيتين أن تستدرك التأخر الذي استمر لعقدين، وهو تأخر ممكن في ظل النفس الانتفاضي للشعب، وبسبب التواصل والعلاقات الجيدة بين الإسلاميين واليساريين في تونس. مؤملا في مولود ديمقراطي قابل للازدهار. حتى تنتصر الثورة مرتين: مرة على القمع وأخرى على المستقبل. السفياني (محامي و ناشط حقوقي):الغرب كان يسوق نظام بنعلي على أنه ''النموذج الأمثل '' فتخلى عنه أكد خالد السفياني المحامي بهيأة الرباط، ''اعتزازه'' بما قام به الشعب التونسي الشقيق من أعمال ''حضارية وتاريخية''، لإسقاط نظام بنعلي، رغم المحاولات ''الإجرامية'' التي يقوم بها المحسوبين على ''بقايا النظام''. وكان السفياني قد أدلى بتصريح ل''التجديد'' وجه من خلاله رسالة إلى القادة العرب، ودعاهم إلى أن ''يفهموا'' الرسالة وأن ''يستوعبوا'' الحدث، وأن يقرءوا الرسالة ''جيدا''، مضيفا أن الغرب كان يسوق نظام بنعلي على أنه ''النموذج الأمثل للعالم العربي المتخلف''، قد تخلى عنه ورفض استقباله و أسرته. واعتبر السفياني أن نظام بنعلي ليس نموذجا يحتذى، فالنموذج الحقيقي يتمثل في ''ضمان الحريات'' و ضرورة احترام '' إرادة الشعوب''، وكذلك بالتوقف عن ''إهانة الشعوب '' مع العمل على ''إنهاء الفساد'' بكل أشكاله. وشدد بخصوص من يدعون إلى تبني النموذج التونسي في المغرب، قائلا '' الرسالة موجهة للجميع''، فالنموذج الحقيقي حسب وجهة نظره يكمن في'' الديمقراطية والعدالة والحرية ومحاربة الفساد والرشوة واستغلال القضاء في تصفية الحسابات السياسية''. عبد الإله المنصوري: عضو المكتب السياسي لليسار الاشتراكي الموحدهذا الحدث له ما بعده اعتبر عبد الإله المنصوري أن الحدث التونسي نوعي وتاريخي في المنطقة العربية عامة، والمغرب العربي خاصة. وتوقع المنصوري أن يكون لهذا الحدث ما بعده. مؤكدا أن النموذج التونسي اقترن ببناء نظام قمعي قائم على الاستهتار بالحقوق والحريات ونهب الثروات، والتحالف مع مراكز القرار الدولي والتطبيع مع الكيان الصهيوني. وأكد المنصوري أن ثورة الشعب التونسي تعتبر نموذجا في التصدي للظلم والطغيان، والانتصار على الفساد والتبعية. وأضاف المسؤول السياسي أن هذا النموذج الذي قام الشعب التونسي بتعميده بدماء الشهداء سيصبح من الآن فصاعدا نموذجا للأمة العربية وكل أحرار العالم في مصارعة نظم الاستبداد والفساد التي تحكم رقابنا بقوة الحديد والنار. وأكد المنصوري ان النظام المنهار عمد إلى التحكم في المشهد السياسي والسيطرة على ثروات البلاد وتحويل تونس عبر نموذج استهلاكي لمزرعة خاصة لعائلة الرئيس ومقربيه ناهيك عن اعتقال الآلاف في السجون وتشريد عشرات الآلاف من اتجاهات سياسية وفكرية مختلفة. وأبرز أن الشعب التونسي رغم كل ذلك تصدى لجلاده الذي لم تسعفه السماوات والأرض في أن يجد ملاذا ولو صغيرا له. وأضاف المنصوري أن الحدث التونسي قدم العبرة التي لا ينتبه كل المستبدين إليها ليستفيدوا من دروس من سبقهم حتى فوات الآوان.