قال المفكر والفاعل السياسي عبد الصمد بلكبير إن ما كشفه حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، أول أمس الإثنين 9 غشت 2010، خلال الساعتين والنصف من مدة المؤتمر الصحفي الذي عقده، قلب الطاولة على الجانب الإسرائيلي وحوله إلى وضعية الدفاع، بعد ما تردد خلال أسابيع عن إمكانية إصدار المحكمة الدولية قرارا ظنيا يتهم فيه حزب الله باغتيال رفيق الحريري، رئيس الوزراء اللبناني السابق. وأضاف بلكبير في تصريح ل"التجديد"، أن تصريحات نصر الله تأتي في سياق الضغط والحرب الإعلامية، لإرباك العدو الإسرائيلي وأقناع الرأي العام بالطرح الذي يقدمه حزبه للقضية والاحتمالات التي فتحها بتوجيه الاتهام لإسرائيل. وأكد بلكبير، أن المؤامرة الإسرائيلية لا تنحصر في موقع جغرافي مرتبط مباشرة بالصراع، و قال بأن السؤال الفعلي يكون حول جغرافية الصراع، مشددا على أن إسرائيل قامت أساسا للعمل على منع العالم العربي وتعطيله عن التطور والتقدم من خلال إشغال الحكام العرب بالتسلح والحروب. وهذه الوظيفة لم تحدد في حيز جغرافي مرتبط بمنطقة الشرق الأوسط، بل ترتبط بكل جغرافية الدول العربية وتتعداها إلى المدى والحيز الإسلامي، من أجل خدمة أهداف الإمبريالية الغربية في المنطقة. واعتبر المتحدث نفسه بأن المعطيات الجديدة التي قدمها الأمين العام لحزب الله ، ستفرض على لجنة التحقيق والمحكمة الدولية أن تعيد ترتيب أوراقها، مؤكدا على أن الحزب لم يقم بتوجيه أي طعن مباشر في المحكمة بل ربط التطورات المستقبلية للقضية بمدى جديتها في التعامل. أما الداخل اللبناني، وخاصة القوى السياسية المحسوبة على ما كان يسمى بالموالاة، فقال بلكبير بأن هذه المعطيات أو التصريحات الجديدة لن تدفعها إلى القيام بتغييرات جذرية في مواقفها، لكنها ستخلق تراكمات تمتد زمنيا.