طالب أكاديميون الدبلوماسية المغربية بضرورة الاعتماد على الوثائق التاريخي كحجج قوية على شرعية المغرب في صحرائه. واعتبر الدكتور نورالدين بلحداد الذي كان يتحدث أول أمس الثلاثاء، في ندوة لحزب النهضة والفضيلة، أن ما يتوفر عليه المغرب من وثائق تاريخية كفيلة بتقوية الموقف المغربي في قضية الصحراء. وتأسف بلحداد في الندوة التي احتضنتها هيئة المحامين بالرباط، لجهل الدبلوماسية الرسمية لعدد من القرائن التاريخية المتوفرة في القضية الأولى للمغاربة. وأضاف الباحث في معهد الدراسات الإفريقية، أن عدد من هذه الوثائق موجودة في دول مثل بريطانيا، محملا إياها جزءا من المسؤولية في شخص وزارة خارجيتها باعتبارها تعرف جزءا من الحقيقة ولم تتدخل من أجل حل القضية. وبخصوص الحكم الذاتي، اعتبر بلحداد أن هذه المبادرة تستمد قوتها من تاريخيتها، حيث أن المولاى الحسن الأول سبق وأن عين الشيخ ماء العينين كخليفة له على الصحراء وهذا نوع من الحكم الذاتي الذي كانت تعيشه منطقة الصحراء تحت السيادة الوطنية.كما أنه أرسل أمهر البنائين في المغرب لبناء قصبة السمارة، الأمر الذي حاول المستعمر طمسه مع عدد من القرائن الأخرى للهوية المغربية في الصحراء. وفي ختام مداخلته، اعتبر بلحداد أن مبادرة كالحكم الذاتي تعد مبادرة استباقية مهمة جدا، في طريق حل القضية المغربية الأولى . من جهته قال طارق أثلاثي إن هناك تقصير دبلوماسي مغربي في بعض الجوانب، منبها إلى فشل الدبلوماسية المغربية بعد أحداث اكديم ازيك في تدويل القضية، ما أعطى الفرصة لاستفادة خصوم الصحراء من هذه الأحداث، مطالبا بضرورة استثمار فرصة ما تمر به القضية الوطنية من منعطف لصالح المغرب. قائلا:''نزاع الصحراء يمر من منعطف حقيقي وجب على المغرب أن يستغله وذلك بتفادي الأخطاء القاتلة والارتجال في المرحلة القادمة''. أما الدكتورة مجيدة كريمي فقد طالبت رجال السياسة باستحضار تاريخ المنطقة وعادتها لأن تناول مبادرة الحكم الذاتي من الجانب التاريخي لم يتم التطرق لها بل تم تغليب الجاني السياسي.