تشهد إيطاليا عاصفة من الجدل السياسي إثر إطلاق امبرتو بوسي حزب رابطة الشمال تصريحا عنيفا يطالب فيه باطلاق النار على قوارب المهاجرين التي تحاول التسلل إلى الشواطئ الايطالية. وقال بوسي، الذي يتولى وزارة في حكومة سلفيو برلسكوني، في حديث إلى صحيفة "كورير ديلا سيرا" اليومية المعروفة، أنه قد ضاق ذرعا بالهجرة غير الشرعية، وأنه يريد اتخاذ الاجراءات الكفيلة بمنعها، وأنه لابد من استخدام السلاح ضد قوارب المهاجرين طالما لا يوجد حل آخر. وأضاف بوسي "بعد التحذير للمرة الثانية أو الثالثة لابد من اطلاق نيران المدافع على قوارب المهاجرين أيا من كان فيها، وإلا فاننا لن نتمكن إبدا من وضع نهاية لهذه المشكلة في يوم من الايام". وسألته الصحيفة عن شرعية إطلاق النيران على قوارب تحمل عددا كبيرا من النساء والأطفال، فأجاب أنه بغض النظر عما إذا كان هؤلاء المهاجرون أخيارا أم أشرارا فلابد من طردهم. وشدد على إن البحرية الايطالية وحرس السواحل "يجب أن تدافع عن الشواطئ الايطالية بما تمتلكه من مدافع، وأن هذه هي الوسيلة الوحيد لفرض القانون". وتأتي تصريحات بوسي في إطار معركة سياسية عنيفة يخوضها مع شركائه في الائتلاف الحاكم حول سبل وقف الهجرة غير الشرعية، وتهديده بالانسحاب من الحكومة ما لم تشدد اجراءات منع الهجرة. غير أن بيانا باسم بوسي حاول التخفيف من حدة تصريحاته بالقول "انها لم تقدم بشكل دقيق". وقال البيان إن ما جاء بالصحيفة لا يمكن أن يعكس الطريقة التي يفكر بها بوسي. ,رفض شركاء بوسي في التحالف اليميني ما قاله، ومن بينهم ماركو فيليني رئيس الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي قال "إن فكرة الترحيب بالمهاجرين عن طريق إطلاق النار عليهم لا تليق إلا بعصر الكهف". والامر اللافت للانتباه أن تصريحات بوسي جاءت في وقت أظهرت فيه الارقام الرسمية انخفاضا كبيرا في عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إلى الشواطئ الايطالية. وأوضحت وزارة الداخلية الايطالية أن الأشهر الستة الاولى من عام 2003 شهدت انخفاض عدد المهاجرين إلى 5300 فرد مقابل 10400 مهاجر في نفس الفترة من العام السابق، وهو ما يعني انخفاضا بنسبة تزيد عن 50%.