اندلعت مواجهات جديدة بين عشرات الشبّان المحتجين وقوّات الشرطة في مدينة ''تالة'' شمال غرب تونس، فيما أعلنت عمادة المحامين تنظيم إضراب عام يوم الخميس 6 يناير 2011 احتجاجا على الاعتداءات التي استهدفت عددا من أعضائها خلال تضامنها مع مطالب أهالي سيدي بوزيد الاجتماعية. كما شهدت بعض المؤسسات التربوية التي استؤنفت فيها الدراسة، أول أمس الاثنين، مجموعة من التظاهرات والاعتصامات التضامنية التلمذية. وجاءت هذه التظاهرات مع عودة الدروس إثر عطلة نهاية السنة. وشارك عشرات المتظاهرين، معظمهم من طلاب الثانويات، في مسيرة سلمية للتعبير عن دعمهم للتحركات الاحتجاجية ضد البطالة وغلاء المعيشة في منطقة سيدي بوزيد (وسط غرب)، على ما ذكر مصدر نقابي طلب عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس. وقال المصدر وهو شاهد عيان إن المسيرة السلمية تحولت إلى صدامات حين حاولت قوات الأمن السيطرة على المتظاهرين مستخدمة القنابل المسيلة للدموع، وقد سقطت إحداها داخل مسجد. ونقلت مصادر عن شهود عيان أن المحتجين أضرموا النار في مقر التجمع الدستوري الحاكم بمدينة ''تالة'' يوم الإثنين 3 يناير 2011، وألقوا إطارا مطاطيا محترقا على مركز للشرطة، مضيفين أن المواجهات خلّفت عددا من الجرحى في صُفوف المحتجّين، بحسب ''الجزيرة'' الفضائية. وفي مدينة الرديف جنوبا دخلت مجموعة من المعتقلين الذين أفرج عنهم مؤخرا والذين يعرفون بمعتقلي الحوض ''المنجمي'' في اعتصام مفتوح قالوا إنهم لن يوقفوه قبل أن تستجيب السلطات لمطالبهم، ومنها الإفراج عن بعض رفاقهم وعن المعتقلين بعد أحداث سيدي بوزيد الأخيرة. وفي سياق متصل، أعلنت عمادة المحامين في تونس تنظيم إضراب عام غدا الخميس، وذلك احتجاجا على الاعتداءات التي استهدفت عددا من أعضائها خلال تجمع كانت قد نظمته للتضامن مع مطالب أهالي سيدي بوزيد الاجتماعية. من جهتها، أطلقت مجموعة من الفنانين التونسيين، بينهم مسرحيون وسينمائيون وفنانون تشكيليون، عريضة مساندة للتحركات الاجتماعية الاحتجاجية. ودعت العريضة جميع الفنانين إلى مساندة تلك الاحتجاجات التي وصفتها بأنها مشروعة. وأضافت الوثيقة أنه لا قيمة معنوية للفنان إذا لم يعبر عن مشاكل المواطن وتطلعاته. وتتزامن كل هذه التطورات مع الذكرى السادسة والعشرين لما يعرف في تونس بانتفاضة الخبز التي عاشتها البلاد مطلع عام 1984 في عهد الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة. وتعيش تونس تحركات احتجاجية شعبية منذ أكثر من أسبوعين في عدة مدن وبلدات، واندلعت شرارتها الأولى في سيدي بوزيد بعد انتحار شاب ومحاولة انتحار آخر بسبب تفشي البطالة والفساد. وامتدت الاحتجاجات على البطالة وغلاء المعيشة إلى مدن كبرى، وأسفرت عن سقوط قتيلين وجرحى وعن أضرار مادية جسيمة.