اضطر أعوان السلطة، من مقدمين وشيوخ، العاملين بالملحقة الإدارية نرجس بفاس إلى اتخاذ إحدى المقاهي بقرب الملحقة ''مكاتبا'' لهم بعدما تعذر عليهم الحصول على مكتب داخل الملحقة. وذكر أحد أعوان السلطة ل''التجديد'' أنهم بعدما كانوا يستغلون مكتبا لأحد موظفي الجماعات المحلية، وبعد أن تكاثرت الأشغال ووقع الازدحام داخل المكتب، اضطر أعوان السلطة للخروج بحثا عن مكتب آخر لكن دون جدوى. وأشار المتحدث أنهم استمروا في العمل في الهواء الطلق تحت رحمة التقلبات الجوية، دون أن يكون لديهم مكان لاستقبال المواطنين. مضيفا أنهم (المقدمين) استبشروا خيرا عندما شرعت الجهات المسؤولة في بناء ورش تابع للملحقة، إلا أنهم فوجئوا بأن البناء تحول إلى مرآب خاص بسيارة القوات المساعدة. وفي السياق ذاته، تجد النساء حرجا كبيرا لولوج المقهى من أجل البحث عن عون السلطة المكلف بحيهن لقضاء مصالحهن، كما أكدت إحداهن ل''التجديد''. وعبر مواطن مقيم بالخارج، التقته ''التجديد'' بالملحقة، عن استيائه العميق من وضعية الملحقة عموما، ومن وضعية أعوان السلطة وبمقر عملهم على الخصوص، والذي اعتبره غير محتًرِم للمهنة وغير محترم للمواطنين، مضيفا أنه لن يترك زوجته تدخل المقهى ولو عند الاضطرار، وفي السياق ذاته، دعا الجهات المعنية إلى مراعاة مصلحة المواطنين الذين يريدون أن تقضى مصالحهم بمقر الملحقة الإدارية وليس بالمقاهي. ومن جانبه، أشار أحد المقدمين أن الدولة لا تعتني بأحوالهم المادية والاجتماعية رغم ما يقومون به من خدمات كبيرة، وما يكلفون به من أعمال سواء بالنهار أو بالليل. مضيفا أن الأجرة الشهرية (التي لا تصل حتى الحد الأدنى للأجور)، تتأخر عن موعدها لحوالي أسبوعين. إلى ذلك، أكد قائد الملحقة الإدارية نرجس، الذي عين بها مؤخرا، أنه وجد الوضع على هذا الحال، مذكرا أن البناية صغيرة مقارنة مع شساعة حي نرجس. كما أشار إلى أنه أثار الموضوع مع الولاية وسيحل قريبا. يذكر أن الملحقة الإدارية نرجس- التي لا يتجاوز عمرها 6 سنوات والمتواجدة في أحد الأحياء الكبرى لمدينة فاس، تعرف ضيقا كبيرا، حيث أن بهو الطابق السفلي، اقتطع منه جزء ل''مكتب'' تصحيح الإمضاء، وجزء لمكتب الحالة المدنية أحدث بالأخشاب، وجزء صغير يقف فيه المواطنون، أما باقي المكاتب فهي جد ضيقة لا تليق بالموظفين، علاوة على ذلك، فإن ضابطة الحالة المدنية تشتغل دون مكتب خاص بها. أما المكتب الخاص بشواهد السكنى فهو يستقبل المواطنين في شباك دون سقف يقي المواطنين التقلبات المناخية. كما أن الطابق الأول للملحقة المخصص للسلطة فيعيش نفس أزمة الضيق وقلة المكاتب، لدرجة أن رجال الحرس الترابي (المخازنية) لا يتوفرون على مكتب خاص بهم.