ساكنة ''تيغبولا'' يفتقدون إلى أبسط المرافق العمومية من مدرسة ومستشفى وكهرباء وماء، يعتمد أغلبهم على الإنعاش الوطني لفائدة بلدية إفران، ''أجرة الإنعاش لا تتعدى 1300 درهم''، يقول أحد الساكنة من عمال الإنعاش الوطني، ويضيف، ''في السابق كنا نشتغل بالقصر الملكي بأجرة لا تقل عن 2600 درهم، وامتيازات أخرى بمناسبة عيد الأضحى وغيرها من الأعياد''، بينما يلجأ أغلب الساكنة إلى تربية الماشية لسد حاجيات أسرهم، وتحقيق الحد الأدنى من الاكتفاء الذاتي، وتحدث عدد منهم في تصريحات استقتها ''التجديد'' من عين المكان، عن شبه عزلة تشهدها المنطقة فترة التساقطات الثلجية، مما ينجم عنه انقطاع متكرر للتلاميذ عن الدراسة، وصعوبة في جلب المؤونة والحاجيات اليومية، وأملا في فك العزلة عن هاته المنطقة، تأسست جمعية فوسفوس للتنمية والثقافة، وتقدمت السنة الماضية بعدة مشاريع للاستفادة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مشاريع تهم إنشاء مدرسة وربط المنطقة بالماء الصالح للشرب، وإيصال الكهرباء، وتشييد طريق تربط ''تيغبولا'' بمدينة إفران، مشاريع قوبلت بالرفض خلال لقاء احتضنته قيادة ''تيزيكت'' السنة الماضية، حضره القائد ورئيس الجماعة، وقدمت السلطات المحلية تبريرا للرفض، تمثل حسب تصريح رئيس الجمعية ل''التجديد''، في كون ''تيغبولا توجد في الغابة، ولا حق لها في الاستفادة من مشاريع التنمية البشرية'' !!. متشبثون بالأمل بالرغم من حجم هاته المعاناة التي لم تجد طريقها للحل، سكان ''تيغبولا'' متشبثون بالأمل، تلقوا وعودا قبل أكثر من عشر سنوات، حين كان ''العلام لحسن'' عاملا على إقليمإفران، وخلال كل تعيين جديد، لعامل جديد على المدينة، تتقدم الساكنة برسالة التهنئة مرفوقة بشكاية وطلب التدخل، قبل أيام، شهدت العمالة تنصيب العامل الجديد في إطار التعيينات الملكية الأخيرة، الساكنة تستعد لوضع ملفها من جديد بأقسام العمالة، وتتشبث بالأمل في أن يكون العامل الجديد فأل خير عليهم، لوضع حد لمعاناة استمرت لسنين، من جهة أخرى، تقدمت الساكنة بطلب العفو إلى وزير العدل مرفوقا بشواهد الاحتياج، قصد إعفائهم من غرامات مصالح المياه والغابات، قبل خمس سنوات، وراسلوا وزير الفلاحة في الموضوع، بالمقابل، وبعد الاعتصام الأول أمام القصر الملكي، ثم المسيرة على الأقدام نحو الرباط، تستعد الساكنة إلى تجسيد اعتصام جديد، يقول أحد الساكنة، بينما تحدث آخرون عن رغبتهم في نصب الخيام بالمنطقة التي وعدوا بالاستفادة منها كبديل عن الأكواخ الآيلة للسقوط، قبل أن تقع الكارثة لا قدر الله، ونستيقظ يوما ما، نعد فيه ضحايا ''تيغبولا''، بسبب الثلوج والبرد القارس، أو نتيجة انهيار الأكواخ الآيلة للسقوط على رؤوس ساكنيها. وللأطفال كلمة' 'يشو''، تلميذ يتابع دراسته بمستوى السابعة إعدادي، يحكي عن معاناته اليومية، إذ يتنقل بين الدوار والإعدادية المتواجد بمدينة إفران، يقول ل''التجديد''، ''ليست هناك داخلية بإفران، نضطر للبقاء قرب الإعدادية بين حصتي الصباح والمساء، وعندما تتساقط الثلوج بكثافة لا نغادر منازلنا وننقطع عن الدراسة. إنه الهدر المدرسي الذي يدق ناقوس الخطر بالمنطقة، جل التلاميذ سواء بالابتدائي أو الإعدادي أو الثانوي، يتنقلون على الأقدام، لأزيد من ثماني كلمترات يوميا، نحو مدينة إفران، ذهابا وإيابا، والتي تتواجد بها ثانوية وإعدادية واحدة، بينما تفتقر المدينة إلى داخلية تأوي التلاميذ، في حين توجد داخلية للإناث، يتحدث سكان ''تغبولا''، عن حرمان بعض فتياتهم منها، إذ يحصلن على نصف منحة فقط، تخول لهن الاستفادة من وجبة الغداء، ليعدن ليلا إلى بيوتهن، أما الذكور، فتقول إحدى الأمهات، ''يوميا يأخذوا معهم ما تيسر من أكل، وكثيرا من الأحيان نضع لهم الشاي في قارورات الزجاج، مصحوبا بكمية من الخبز والزيت أحيانا''، أما تلاميذ الابتدائي فتزداد معاناتهم أكثر، إذ يشكلون أغلبية تلاميذ مجموعة مدارس البرج، التابعة لإحدى ثكنات القواة المساعدة بإفران، ورغم ذلك، يضطرون إلى التنقل مشيا على الأقدام، إلى إفران، بدل توفير مدرسة بالقرب من المنطقة.