كشفت كتائب الشهيد عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس عن أرقام وإحصائيات ومعطيات جديدة بشان نشاطها العسكري في مقاومة الاحتلال الصهيوني منذ 23 عاما. وخلال مؤتمر صحفي عقدته في غزة السبت (25/12) قال أبو عبيدة الناطق باسم الكتائب إن القسام قدمت خلال 23 عامًا 1808 شهيدا، ونفذت 1115 عملية رسمية بخلاف عمليات التصدي المباشرة خلال توغلات قوات الاحتلال، بينها 32 % بعد فوز "حماس" في الانتخابات التشريعية، إضافة إلى أن حصيلة الكتائب من العمليات الاستشهادية هي 85 عملية و 24 عملية أسر، وأوضح أن عمليات القسام أسفرت عن مقتل 1363 صهيونيًّا وأكثر من 6 آلاف جريح خلال عمليات مختلفة، وأطلقت 10981 صاروخًا وقذيفة على مواقع الاحتلال. وفي التفاصيل؛ فقد أعلن أبو عبيدة خلال المؤتمر أن آخر الإحصائيات التي تم الإعلان عنها هي أرقام وحقائق لم يكتب لها النشر من قبل وذلك لأسباب تتعلق بأمن المجاهدين وعائلاتهم، وحفاظا على الأسرى المنفذين للعلميات قبل أن تصدر الأحكام بحقهم وظهور عدة متغيرات ومرور الحركة بمراحل معقدة، مضيفا: "نحن نعلن عن عملياتنا ففي الوقت المناسب حتى لو تأخر ذلك لشهور وأعوام، والأرقام والحقائق التي سنعلنها هي خاصة بكتائب القسام وهذا لا يعني نفينا لجهود المجاهدين من أبناء الفصائل الأخرى". وتضمنت الإحصائيات التي ذكرها أبو عبيدة الإحصائيات الرسمية لكتائب الشهيد عز الدين القسام، وعمليات تتبناها كتائب القسام رسميا لأول مرة وموقف كتائب القسام من التصعيد الصهيوني الأخير. وفيما يتعلق بالعمليات الاستشهادية لكتائب القسام فقد بين أبو عبيدة أن الكتائب قدمت في كل مرحلة من مراحلها الشهداء، وكان من مقدمتهم القادة والمؤسسون وعلى رأسهم صلاح شحادة ويحي عياش وعشرات من القادة العسكريين والمدنيين. وأشار أبو عبيدة إلى أن مجموع العمليات التي سيعلن عنها هي ستّ عمليات، قتل خلالها خمسة عشر جنديا صهيونياً وجرح 47 آخرين، في فترات تراوحت بين عامي 2005 و2010م، وكان أولها عمليات "خلية الخليل" القسامية، وهي أربع عمليات نفذها الأسرى القساميون الأبطال: المجاهد شكيب العويوي والمحكوم بثمانية مؤبدات، والمجاهد موسى وزوز والمحكوم بثمانية مؤبدات، والمجاهد محمد الجولاني والمحكوم بخمس مؤبدات، والمجاهد لؤي العويوي والمحكوم بثلاث مؤبدات. وأوضح أن المجاهدين الأربعة حوكموا لدى العدو بناء على تنفيذهم لهذه العمليات في الوقت التي تبنتها فصائل أخرى في ذلك الوقت. وفي تفصيل لتلك العمليات بين أن العملية الأولى هي عملية مغتصبة "حَجاي"، تم استهداف محطة حافلات للجنود شرق الخليل في الرابع والعشرين من يونيو عام 2005م، أدت لمقتل اثنين من الصهاينة وإصابة ستة آخرين. ولفت إلى عملية البلدة القديمة بالخليل في يوليو عام 2005م، تم استهداف عدد من الجنود الصهاينة بإطلاق نار، أصيب خلالها جنديان أحدهما إصابته خطيرة، وعملية مغتصبة "عتصيون" في ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي بتاريخ 17-10-2005م، التي راح ضحيتها ثلاثة من الصهاينة وإصابة أربعة آخرين، وعملية "جبل سنداس" في 16 ديسمبر عام 2005م، تم استهادف فيها سيارة صهيونية أدت العملية لمقتل صهيوني وإصابة اثنين آخرين. أما فيما يخص بعملة القدس الاستشهادية، فقد أعلن أبو عبيدة مسئولية "القسام" عنها وهي عملية نفذها الاستشهادي القسامي علاء هشام أبو ادهيم، من جبل المكبر بالقدس، والتي استهدفت في السادس من مارس عام 2008 مدرسة "هراف" العنصرية التي تُخرّج المتطرفين الصهاينة القتلة، مشيرًا إلى أنه أسفرت إلى مقتل ثمانية صهاينة، وإصابة أكثر من 30 آخرين، بحسب اعتراف العدو. وأكد أبو عبيدة أن العملية جاءت ردا على محرقة غزة التي ارتكب خلالها العدو في مارس 2008 واحدة من أبشع جرائمه. وفي عملية أخرى أعلنت الكتائب مسؤوليتها عنها هي عملي"الحرية والتي جاءت ردا على مجزرة أسطول الحرية، مضيفا: "هاجم القسام في الخليل في الرابع عشر من يونيو 2010م سيارة للشرطة الصهيونية على طريق رقم 60 الواصل بين بيت لحم والخليل قرب مغتصبة "حجاي" وقد أسفر الهجوم عن مقتل جندي صهيوني وإصابة ثلاثة آخرين أحدهم بحالة الخطر الشديد". وأشار إلى أن هذا الحصاد الجهادي هو ما سمحت الظروف الأمنية والخاصة بنشره والإعلان عنه، مع تأكيدنا أن هناك بعض العمليات التي لم نعلن عنها لأسباب مختلفة. وبين أن خسائر العدو المذكورة في هذا الحصاد هي ما اعترف به العدو الصهيوني وليس تقديرات الكتائب حول نتائج عملياتها. إحصائيات وأرقام وفيما يخص بالإحصائيات والأرقام قال أبو عبيدة أنها قد بلغت 1115 عملية جهادية رسمية، بخلاف عمليات التصدي المباشرة والمستمرة للقوات الصهيونية في أوقات التوغل، وبخلاف عمليات إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون. ولفت إلى أن نسبة العمليات منذ بداية عام 2006 بلغت 32% من مجمل العمليات، أي أن ثلث العمليات خلال ثلاثة وعشرين عاماً كانت في السنوات الخمس الأخيرة، مشيرا إلى أن توزيع العمليات حسب نوعها بين الاستشهادية وعمليات الاقتحام والكمائن والغارات والطعن والاشتباكات بإطلاق النار، والقنص، والأسر. وأشار إلى أن عمليات الأسر بلغت 24 عملية، تكلل بعضها بالنجاح والاحتفاظ بالجنود، وكان آخرها عملية الوهم المتبدد في يونيو 2006م. أما حول المقذوفات فقد أكد أبو عبيدة أنه بلغ مجمل عدد الصواريخ وقذائف الهاون منذ عام 2000م (لم يكن قبل عام 2000 استخدام لهذا النوع من السلاح) 3506 ( ثلاثةَ آلافٍ وخمسَمائةٍ وستةَ) صواريخ و 7475 ( وسبعةَ آلاف وأربعَمائةٍ وخمساً وسبعين) قذيفة هاون، أي بمجموع قدره 10981 (عشرةُ آلافٍ وتسعُمائةٍ وواحدٌ وثمانون) صاروخاً وقذيفةً، متابعا: "أطلقتها كتائب القسام على مواقع العدو العسكرية ومغتصباته رداً على جرائم الإبادة التي نفذها العدو ضد أهلنا في قطاع غزة، ورداً على عشرات الآلاف من الصواريخ والقذائف الصهيونية التي انهالت على أبناء شعبنا". وقد بلغت نسبة المقذوفات الصاروخية منذ بداية عام 2006 وحتى نهاية 2010م ما نسبته 68% من مجموع الصواريخ والقذائف الكلي. وأكد أبو عبيدة أن خسائر العدو الصهيوني من قتلى خلال عمليات القسام منذ ثلاثة وعشرين عاما بلغت1363 قتيلاً صهيونياً من الجنود والمغتصبين، فيما بلغ عدد الجرحى 6378 جريحاً، حسب ما ورد في اعترافات العدو الصهيوني. وأوضح أن كتائب القسام قدمت عبر ثلاثة وعشرين عاماً في كل مرحلة من مراحل جهادها الشهداء من قادتها وأبنائها، وكان في مقدمتهم القادة المؤسسون لكتائب القسام وعلى رأسهم القائد العام الشهيد صلاح شحادة، والقادة: عماد عقل، ويحيى عياش، ومحيي الدين الشريف، وعز الدين الشيخ خليل، وعدنان الغول، ومحمود أبو الهنود ويوسف السركجي، ومحمود المبحوح، وغيرهم العشرات من القادة العسكريين والميدانيين، مشيراً إلى أن عدد عدد شهداء القسام منذ الانطلاقة وحتى يومنا هذا بلغ 1808 شهيد، منهم 144 شهيداً قبل انتفاضة الأقصى، و611 شهيداً من بداية الانتفاضة حتى نهاية عام 2005م، بينما بلغ عدد شهداء القسام منذ بداية عام 2006 وحتى نهاية 2010 ، 1053 شهيداً، وقال: "أي أن شهداء القسام بعد فوز حركة المقاومة الإسلامية حماس بالانتخابات عام 2006 يساوي 58% من العدد الكلي لشهداء القسام خلال ثلاثة وعشرين عاما" ً . وأشار أبو عبيدة أن عدد شهداء القسام حسب المنطقة الجغرافية قد بلغ عدد في قطاع غزة 1469 شهيداً، في حين كان شهداء القسام في الضفة المحتلة 335 شهيداً، و 4 شهداء قساميين من خارج فلسطين. وحسب كيفية الاستشهاد أوضح أبو عبيدة أن من بين الشهداء 93 شهيداً ارتقوا في عمليات استشهادية، و119 شهيداً في عمليات اغتيال من قبل العدو، و 99 شهيداً اغتيلوا من قبل حركة فتح، و68 شهيداً في عمليات اقتحام للمغتصبات والمواقع العسكرية. وفيما يتعلق بالتصدي لمحاولات طمس المقاومة قال: "كان لكتائب القسام عبر هذه السنوات صولات وجولات، قدمت خلالها تضحيات عظيمة من شهداء وأسرى وجرحى ومبعدين، وخاضت معارك بطولية سجلت بالدم الزكي الذي سال على هذه الأرض"، مضيفاً: "استطاعت كتائب القسام بفضل الله تعالى أن تقفز في فترة قياسية إلى صدارة سجل الأوائل في كل مجالات العمل الجهادي المقاوم، فنحتت في صخر الحصار، ووقفت في وجه عواصف المؤامرات، وتصدّت لمحاولات طمس المقاومة عبر طائرات الاحتلال ودباباته، وعبر بنادق العار المأجورة، ولا زالت تقف في مقدمة الصفوف وتفخر بقيادة المقاومة على أرض فلسطين، وتقبض على الجمر وستبقى حتى تحقيق وعد الله بإذنه تعالى". وتابع قائلاً: "بعد ثلاثة وعشرين عاماً من الجهاد والمقاومة والتضحيات والعطاء، و بحلول الذكرى الثانية لحرب الفرقان، كان لا بد لنا في كتائب الشهيد عز الدين القسام من وقفة لقراءة سجل المجد وتوثيق هذا التاريخ المشرّف الذي لم يكتب على الورق فحسب بل كتب بالدم والأشلاء والمعاناة". التصعيد الصهيوني الأخير وبخصوص التصعيد الصهيوني الأخير على قطاع غزة شدد أبو عبيدة على أن محاولات التصعيد الصهيونية الأخيرة هي لعب بالنار، وعلى العدو الصهيوني أن يدرك أن تصعيد العدوان لن يقابل بالصمت، وأن الهدوء من جانب القسام ليس ضعفا أو خوفاً بل هو تقدير للموقف، وقال: "إذا أراد الاحتلال أن يختبر ردّنا فسيجد منا رداً قاسياً، وندعوه أن لا يجرب هذه الحماقة، والعدو يدرك جيداً أننا قادرون على ردعه، ورسالتنا في الأيام الماضية قد وصلت جيداً للصهاينة، وعليهم أن يقرؤوها بتمعن ودقة ". وأكد على أن التهديدات الصهيونية المتكررة ضد القطاع لن تخيفهم أو تربكهم ولن تغيّر مواقفهم بل ستدفع بهم إلى المزيد من اليقظة والإعداد والاستعداد للمواجهة، وقال: "إذا كان العدو يظن أن حربه الإجرامية يمكن أن تردعنا فهو واهم والأيام ستثبت صدق قولنا، وإذا كان الاحتلال فشل فشلاً ذريعاً في حرب الفرقان فإننا اليوم أقوى من ذي قبل بفضل الله تعالى، والعدو إلى الفشل أقرب". وأوضحت" إننا نسعى لتجنيب شعبنا الحرب والعدوان، لكن إذا فرض العدو المواجهة فنحن لها بإذن الله، وسنقاوم بكل ما أوتينا من قوة مهما كلف الأمر والصهاينة سيدفعون ثمن أي جريمة غالياً ". ولفت أبو عبيدة إلى أن هذه الأرقام والإحصائيات والعمليات موجودة بالتفصيل وأكثر في صحيفة درب العزة التي أصدرها المكتب الإعلامي لكتائب القسام بهذه المناسبة، والتي تم توزيعها ونشرها اليوم، والتي تتضمن تفاصيل الإحصائيات الخاصة بالشهداء مقسمين حسب المناطق وكيفية الاستشهاد والفترات الزمنية، وخسائر العدو بالتفصيل، والأعمال الجهادية مفصلة حسب نوعها وفتراتها الزمنية، كما تتضمن الصحيفة كلمة للقائد العام لكتائب القسام، والعديد من الملفات الهامة وذات الدلالة الكبيرة ما ذكر وغيره. وأضافت" إننا في كتائب القسام اليوم إذ نعلن هذه الأرقام والحقائق ونعلن عن هذه العمليات الجهادية لأول مرة، فإننا نؤكد بعد ثلاثة وعشرين عاماً وفي ذكرى حرب الفرقان، أننا ثابتون على أرضنا ومتمسكون بعهدة الشهداء، وأيدينا على الزناد ونحن عازمون على المضي في دربنا مهما بلغت التكاليف ومهما عظمت التضحيات".