كشفت وثائق ويكيليكس حول إسبانيا، رأي السفارة الأمريكية في مدريد في كل من رئيس الحكومة الاشتراكية لويس خوسي ثاباتيرو وزعيم الحزب الشعبي المعارض ماريانو راخوي، وتحدثت رسائل السفارة الأمريكية عن ثاباتيرو وميولاته اليسارية التي وصفتها بأنها ''متأخرة ورومانسية'' ووصفت هذه المراسلات التي نشرتها صحيفة ''إلباييس'' ثاباتيرو بأنه ''سياسي يخضع المصالح المشتركة للحسابات الإنتخابية، ويعتبر مشكلة بالنسبة لبعض مصالح السياسة الخارجية للولايات المتحدة''،السفير أغيري وصف رئيس الحكومة الإسباني في آخر تقرير ''سري'' بعثه بأنه '' سياسي داهية يمتلك قدرة خارقة على شم روائح الفرصة أو الخطر، مثل قطة في الأدغال''. أما راخوي زعيم الحزب الشعبي المعارض فقد شككت المراسلات في قدراته القيادية ووصفته بأنه بلا كاريزما، وأعربت السفارة الأمريكية في مدريد في برقية إلى واشنطن عن اعتقادها بأن ''راخوي سيظل في منصبه لوقت طويل أكثر من أي شخص آخر في غياب خلف موثوق داخل حزبه''. وركزت الوثائق التي تهم الحزب الشعبي على موضوع مشترك وهو ''ثقة محدودة للغاية في أن قيادة راخوي ستكون مستوحاة من المسؤولين الأمريكيين الذين عبروا مرارا وتكرارا لواشنطن عن مشكلة الكاريزما لدى زعيم الشعبيين والصعوبات التي تواجهه في مواجهة ثاباتيرو''. هذا وركزت مجمل مراسلات السفارة الأمريكية في مدريد حتى عام ,2009 حسب ما ورد في عدد من الوثائق المختلفة، على احتمال عودة أثنار إلى ممارسة السياسة. ويبدو من خلال الوثائق حماس واشنطن في ظل عدم رضاها على شخصية راخوي وفي ظل غياب خلف موثوق به من قبل الأمريكيين، لعودة ماريا أثنار إلى ممارسة السياسة والدفع بحزبه إلى سدة الحكم من جديد. وحسب ما نقلته برقية السفير الأمريكي إدواردو أغيري فإن رئيس الحزب الشعبي السابق خوسي ماريا أثنار حسب ملخص الحوار الذي دار بينهما في حفل عشاء في مقر إقامة السفير في 28 يونيو 2007 وبعث مضمونه في برقية إلى واشنطن وأكثر من عشر سفارات للولايات المتحدة في 2 يوليو - (أثنار) يرسم صورة قاتمة لإسبانيا، وحسب نص البرقية فإن ''أثنار قال للسفير إن إسبانيا هي في يد حكومة سيئة للغاية''، أغيري سأل أثنار خلال العشاء حول ما إذا كان على استعداد للعودة إلى السياسة ''سأل السفير أثنار عن ما سيكون دوره، إذا استمرت حسب رؤيته، حكومة ثاباتيرو في نهج هذه السياسات السلبية بالنسبة لإسبانيا، وفشل الحزب الشعبي وراخوي في محاولاته استعادة المواقع'' وكان الجواب '' قال أثنار ' إذا رأيت أن إسبانيا يائسة حقا، فقد أضطر إلى العودة إلى السياسة الوطنية''. وكشفت الوثيقة أن ''نقص حماس أثنار تجاه راخوي، الخليفة الذي اختاره بنفسه يبدو ملحوظا'' مشيرة إلى الرئيس السابق لإسبانيا باعتباره شخصية مناصرة بشكل خاص للسفارة الأمريكية. مراسلات السفارة الإسبانية في مدريد تنحو في اتجاه متابعة أوضاع الحزب الشعبي وقياداته، باعتباره كان الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة في حربها على الإرهاب وغزوها للعراق، السفارة تضمن تقاريرها تحليل الوضع السياسي الإسباني، وموقع الحزب الشعبي فيه، وكشفت إحدى الوثائق تقييم استراتيجيات الحزب الاشتراكى الإسبانى والحزب الشعبي خلال انتخابات 2008 والتي انهزم فيها الشعبيون للمرة الثانية، عقب هذه الانتخابات عقدت السفارة لقاءات مع عدد من القيادات في الحزب المعارض، وأثار السفير خلالها النقاش حول مدى قدرة راخوي على قيادة الحزب، وخلال أحدها قال القيادي في الحزب دي أريستيغي إن ''راخوي يلقي اللوم - في نتائج الانتخابات - على الجميع باستثناء نفسه، ينبغي فتح الحزب في وجه مرشحين آخرين''.