قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية إن واشنطن تبدي حذرها من تطور العلاقات بين إيران وجورجيا، الحليف الوثيق للولايات المتحدة. وفي تطور مثير للأحداث دفع كلا من الدبلوماسيين الجورجيين والأميركيين إلى توخي الحذر في تصريحاتهم، اتفقت جورجيا وإيران الأسبوع الماضي على إلغاء القيود المفروضة على التأشيرات واستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين تبليسي وطهران. وأضافت الصحيفة أن سياسة الحدود المفتوحة الجديدة تأتي في وقت تبدو فيه إيران في أمسّ الحاجة إلى أصدقاء جدد بين دول الجوار، خصوصاً وهي تواجه حزمة جديدة من العقوبات الأوروبية الأميركية المدعومة من روسيا، واضطرابات داخلية وتهديدات خارجية بشن عمل عسكري ضدها. غير أن الصداقة الجديدة التي أبرمتها إيران أرغمت جورجيا -وهي أقرب الحلفاء إلى الولاياتالمتحدة في منطقة القوقاز- على أن تبعث برسالتين إلى الخارج.فقد رحب نينو كالندادزه نائب وزير الخارجية الجورجي بالتقارب مع إيران التي وصفها بأنها إحدى أقوى الدول في المنطقة، بينما شدد في الوقت نفسه مرارا على أن علاقة تبليسي بجارتها لا تعدو أن تكون متعلقة بمجالي التجارة والسياحة. ولطالما ظلت إيران مقصية إلى حد كبير ولعقود من الزمن عن تطورات الأوضاع الجيوسياسية في منطقة جنوب القوقاز التي تتحكم فيها تركيا وروسيا. وعندما أحست إيران بأنها مطوّقة بالعقوبات وباضطراب في سياساتها الداخلية، بدأت تولي اهتماما بإقامة علاقات جديدة مع جورجيا وأرمينيا وأذربيجان على أمل أن تستعيد دورها المفقود كقوة إقليمية فاعلة، والبحث عن شركاء تجاريين جدد، والعمل على أن تبقى منطقة جنوب القوقاز بمنأى عن أن تصبح قاعدة للجيش الأميركي على أقل تقدير. على أن بناء صداقات جديدة يعني -برأي الصحيفة- في بعض الأحيان بذل الأموال، فقد عرضت طهران في العام المنصرم مساعدة تبليسي على بناء محطة جديدة لإنتاج طاقة كهرومائية، وإعادة فتح قنصلية لها غربي جورجيا، وإرسال 15 ألف سائح إيراني على متن طائرات مستأجرة إلى منتجعات جورجيا على البحر الأسود.كما أبدت إيران رغبتها في شراء الغاز من أذربيجان بكميات تفوق عشرة أضعاف ما اشترته منها العام الماضي، واقترحت بناء سكة حديد بتكلفة 1,2 مليار دولار لربط أرمينيا بالخليج العربي.وقد ظلت الولاياتالمتحدة تلتزم الصمت إزاء علاقة جورجيا الجديدة الحميمة مع إيران، ربما لأن حجم التجارة بين البلدين يقل عن 1% من واردات تبليسي، على حد تعبير الصحيفة الأميركية.