لم يستطع الحفل النهائي لأستوديو دوزيم أن يمحو مخلفات التجاوزات التي خلفتها الإقصائيات الأولية لاختيار عدد من المرشحين في المدن المغربية، التي زارتها قافلة الأستوديو، وفي هذا السياق نورد قصة التظلم، كما رواها للجريدة عبد الإله بهاوي، أحد مرشحي مدينة طنجة، حيث شارك هذا الشاب في المرحلة الأولى بموال للفنان السوري عماد رامي ثم بأغنية عن فلسطين جاء في أحد مقاطعها البرايم الأول لم يستطع الحفل النهائي لأستوديو دوزيم أن يمحو مخلفات التجاوزات التي خلفتها الإقصائيات الأولية لاختيار عدد من المرشحين في المدن المغربية، التي زارتها قافلة الأستوديو، وفي هذا السياق نورد قصة التظلم، كما رواها للجريدة عبد الإله بهاوي، أحد مرشحي مدينة طنجة، حيث شارك هذا الشاب في المرحلة الأولى بموال للفنان السوري عماد رامي ثم بأغنية عن فلسطين جاء في أحد مقاطعها : كلما حاربت من أجلك أحببتك أكثر كلما دافعت عن أرضك، عود العمر يخضر أي ترب غير هذا الترب من مسك وعنبر أي أفق غيرهذا الأفق في الدنيا معبر من بقايا دمعنا نبت الليمون أزهر لم تعد تعتنق السفح عصافير الصنوبر . وقبل أن يكمل المرشح أغنيته، نبهه أحد أعضاء اللجنة بأن الأغاني الدينية والسياسية لا يريدها المنظمون، ليتم بذلك إقصاؤه من المنافسات، إلا أن تضامن إحدى المشاركات في صنف الأغنية الغربية مع هذا المرشح، جعل الفرنسي، الذي كان يشرف على تدريبها، يتدخل ويعاتب المنظمين على مصادرتهم حق عبد الإله بهاوي في اختيار الأغنية، التي يحبذها، وأمام إصرار هذا الفرنسي قدم المرشح مقطعا من أغنية الحلم العربي مرفوقا بموسيقى لهذه الأغنية على جهاز كمبيوتر إحدى المشاركات، لأن اللجنة لا تتوفر إلا على موسيقى عشر أغنيات أغلبها ذو طابع عاطفي . أدى المرشح المقطع بشكل جيد، لكن تقدير اللجنة لم يكن كذلك، وفيما يلي هذه الدردشة الخفية التي لا يبديها أعضاء اللجنة على الشاشة : كريم التدلاوي: أنت متعصب للأغنية الملتزمة، لماذا تكره الأغنية العاطفية؟ المرشح : أنا أغني عن القيم المشتركة، أما المسائل الخاصة فأدعها لنفسي الحاج يونس : لماذا تغني إذن؟ المرشح: من أجل القيم النبيلة والإنسانية وليس لغرض مادي أو ما يشبه ذلك. الحاج يونس : حتى مارسيل خليفة أو غيره من الفنانين الملتزمين، يغني من أجل المال؟ المرشح : أنا لست في مستوى مارسيل. التدلاوي : كلامك غير مقنع؟ الحاج يونس : لك موهبة وصوت جميل ..ولكن ضيعت راسك ؟ البرايم الثاني رفض هذا النوع من الشباب الحامل للقيم والأفكار النبيلة، هو قبول ضمني بنماذج من الشباب والأغاني والجمهور، الذي تريده القناة الثانية،.شركة خاصة تجلب جمهورا خاصا يحفظ الدرس جيدا، الابتسامة المصطنعة والتمايل والرقص مع كل جرة كمان، وتعويضا عن السهر ب 200درهم وقميص يغطي نصف الجسد العلوي فقط وتأمين النقل من و إلى عين المكان خارج الزمان الأسري، الذي لم تعد عقاربه مضبوطة. وقد حرص استوديو دوزيم من أجل أن يكمل الصورة على استقدام مغنيات غير مصنفات في السلم الفني، فبالأحرى السلم الاجتماعي والأخلاقي، الذي يحكم أبناء هذا البلد، الذين بشرهم عماد النتيفي بأشباه المغنين: الثلاثي النسائي البرازيلي تيو ريو وكاوما وميسم نحاس ومادلين مطر وميريام فارس .. اللائي يتفنن في أساليب الرقص الإيحائي. وربما التمادي في هذا الغنج هو الذي جعل النتيفي يشهد والحق ما شهد به الأصدقاء على الوقاحة التي وصفها تهذبا بالجرأة في قوله: شكرا ..وإن كانت هناك جرأة زادها في رقصاته التي لم تكن في العرض الذي قدمه إلينا، معقبا على ذلك الكائن الشبح من فرقة البونيم، الذي نستحيي أن نصف طريقة لباسه ورقصه وحركاته .. البرايم الثالث واكب جل أعضاء لجنة التحكيم استعدادات المترشحين طيلة شهر ونصف، ولذلك لم تكن آراؤهم ذات معنى إلا من حيث كونها توهمنا بأنه توجد لجنة تحكيم وتقييم، واحد من هؤلاء لم يمل طيلة البرايمات الخمسةمن ترديد عبارة هناك تناسق جميل بين الصوت وحركات الجسد وعبارة لغة جسدية جيدة وعضو آخر خانته مشاعره ، فصرح بما يشبه التغزل في إحدى المرشحات، حتى أشاحت هذه الأخيرة بوجهها انكسافا من قول هذا الحكم. إن كثيرا من آراء وشهادات أعضاء اللجنة، لم تكن سوى انطباعات للتعزيز والمجاملة أكثر منها انتقادات تقويمية، بل إن إحدى هذه الآراء تحول إلى مهاترة لغوية، ولندع القارئ مع هذه الشهادة ، التي قدمها الحاج يونس في حق الفائزة بالجائزة الكبرى، ولكم واسع النظر في كلام لو شهدته أم كلثوم لسقطت مغمى عليها: المفروض أن المغني يريحنا، لكنها تعصبنا أكثر.. انفعلت إيجابيا بنسبة 15 ألف في المائة.. ليلى إحساسها ودقتها لم أر مثلهما .. ليلى تنسيني أنني عضو في اللجنة .. نعتبرها إضافة إلى الأغنية المغربية .. هي من الأصوات الأني....قة، الراقية الجميلة، أقول إنها مطربة المطربات. البرايم الرابع على طريقة طقوس وبروتوكولات قصر برمنغهام في بريطانيا، يستقبل عماد النتيفي المرشحات من أعلى درج الأستوديو ماسكا بأيديهن إلى موضع الغناء، كما لا يبدو عليه الحرج وهو يضع راحة يده على ظهور مطربات المستقبل أثناء لحظة الاستماع إلى رأي اللجنة ..إنها مشاهد تكررت أكثر من مرة وأصبح مشهد المعانقات بين المشاركين والمشاركات مسألة مألوفة، لم تثن الآباء والأمهات عن الدعاء لبناتهن بالرضى.. ولكنها تبقى دعوات صادرة من قلوب صادقة لم تع بأن فوز بناتهن لم يكن سوى خدعة تلفزيونية ولعبة تجارية ضخت ملايين الدراهم في جيوب القناة الثانية عن طريق الإشهار والاستشهار وعائدات الرسائل القصيرة وغير ذلك . ربحت القناة الثانية ماليا وربح الثلاثة الفائزون، وسينتشون بفرحتهم إلى أجل مسمى، لكن في المقابل خسرنا بعض القيم، ونسينا الرهان الحقيقي، الذي ينبغي أن يراهن عليه شبابنا، الذي أوهمته مثل هذه المسابقات بأن النجاح الحقيقي لا يأتي إلا من ذاك الطريق.