لم تكن التصريحات مفاجئة تلك التي أدلى بها رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو والتي كشف فيها عن أن الولاياتالمتحدةالأمريكية كانت على علم ودراية بمناقصة لبناء 238 وحدة استيطانية في مدينة القدسالمحتلة، حيث أعلن نتنياهو أنه لا تجميد للاستيطان في القدسالمحتلة، وأن الإدارة الأمريكية تلقت بلاغًا بهذا الشأن قبل الإعلان عن المناقصة الجديدة، وأنها لم تعارض ذلك. خفض التغطية الإعلامية وكان رئيس الوزراء الصهيوني ووزير إسكانه قد صادقا على البناء الاستيطاني في القدسالمحتلة، وحاولا في الوقت نفسه خفض التغطية الإعلامية لأعمال البناء ومحاولة تغييب ذلك عن عدسات الكاميرات. وتستعد مغتصبتا راموت وبسغات زئيف لحملة بناء 500,3 وحدة استيطانية بينها 240 وحدة سكنية، فيما ذكرت وسائل الإعلام الصهيونية أنه، وخلال فترة تجميد البناء الاستيطاني، فقد جرى تأخير الإعلان عن مناقصات بناء الوحدات الاستيطانية في القدسالمحتلة لتجنب حصول أزمة في العلاقات مع الولاياتالمتحدة بحسب وسائل الإعلام الصهيونية ، مضيفة أن الإرهابي نتنياهو أوعز لوزير إسكانه بضرورة إبلاغه بكل مناقصة ذات حساسية سياسية. الاحتلال سيصعّد الاستيطان ويؤكد الدكتور عدنان أبو عامر الخبير في الشؤون الصهيونية، وفق المركز الفلسطيني للإعلام، أن سلطات الاحتلال ستصعّد من عمليات بناء وتشييد الوحدات الاستيطانية خلال المرحلة المقبلة، مضيفًا أن (إسرائيل) ماضية في خططها الاستيطانية، وأن الأسابيع القادمة ستشهد المزيد من المشاريع الاستيطانية طالما أنها على يقين أن أوباما لن يتعرض لها. وأشار أبو عامر يضيف المصدر إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تمر حاليًّا بأزمة سياسية مع الكيان الصهيوني تزامنًا مع اقتراب الانتخابات النصفية التي ستعقد الشهر القادم، وتابع قائلا: وكما جرت العادة فلابد أن تخضع الإدارة الأمريكية لمطالب اللوبي الصهيوني في أمريكا، من جهة. ومن جهة أخرى، فإن استطلاعات الرأي الأخيرة في أمريكا تظهر أن أوباما يمر بأزمة في التأييد الشعبي والجماهيري له، وأن ذلك قرأته إسرائيل جيدًا، وأيقنت أن أوباما ليس من الوارد أن يمارس الضغوط عليها. ولفت أبو عامر إلى أن أمريكا استنفذت حاليًّا جهودها مع سلطات الاحتلال، معتقدًا أنها (أمريكا) لن تتمكن من ممارسة الضغوط على الأقل إلى حين انتهاء الانتخابات النصفية المقبلة. موقف عربي باهت ولعل الموقف الباهت للدول العربية حول قضية الاستيطان وخطورتها لاسيما بعد انتهاء قمة سرت؛ جرّأ سلطات الاحتلال على مواصلة الإعلان مجددًا عن نيتها بناء وحدات استيطانية في الضفة والقدس المحتلتين. وبعد استمرار الغول الاستيطاني في قضم الأراضي الفلسطينية، ينكمش الموقف العربي الضعيف فيما أسموه ب دراسة الخيارات، لكن سلطات الاحتلال الصهيوني غير مكترثة بتلك التصريحات وتستمر في بنائها للوحدات الاستيطانية وتعلن عن الاستمرار في ذلك بشكل واضح لا لف فيه ولا دوران. السلطة تتفرج على المسرحية الدولية! وفي الوقت ذاته تقف السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس موقف المتفرج على المسرحية الدولية تجاه التغيير الجغرافي للأرض الفلسطينية وتهويدها ببناء مئات الوحدات الاستيطانية في القدس والضفة، حيث أعلن قادتها وعلى رأسهم عباس أن المفاوضات خيار استراتيجي لالسلطة الفلسطينية، مما يثير الشكوك حول تلك التصريحات الخطيرة! ويشير المراقبون إلى أن الصراخ الذي تمارسه السلطة بعد كل إعلان للاحتلال عن بناء وحدات استيطانية جديدة؛ لن يجدي نفعًا، وأنه يدخل في إطار التصريحات المكذوبة وصب الماء على الجمر، وأنها تريد من وراء ذلك امتصاص غضب الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة لا غير، معتبرين أن تلك التصريحات باتت غير مقنعة للشعب الفلسطيني. تهافت على المفاوضات وباستمرار قضم الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية في الضفة والقدس المحتلتين بموافقة أمريكية وصمت عربي ودولي؛ تبقى قضية الاستيطان من أخطر القضايا التي تواجه القضية الفلسطينية في ظل المراهنة على استمرار المفاوضات تحت مظلة الراعي الأمريكي الذي لا يكل ولا يمل من توجيه الصفعات إلى النظام الرسمي العربي الذي لا يجرؤ على حماية وجهه، وكذلك في ظل قمع السلطة الفلسطينية للمقاومة وملاحقة نشطائها واعتقالهم وإلقائهم في زنازينها إلى آجال غير محددة، وأيضا في ظل محاباة المجتمع الدولي لكيان العدو ومباركة جرائمه على حساب الشعب الفلسطيني المكلوم الذي يدفع الضريبة هو وحده!.