يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي ، بنيامين نتنياهو، بمناورة صعبة لايجاد توازن بين المطالب المتناقضة من واشنطن، ومعسكره اليميني بخصوص مسالة الاستيطان، حيث قرر استئناف الاستيطان اليهودي في الضفة الغربيةالمحتلة .. وحتى الآن نجح نتنياهو في الحفاظ على ائتلاف يدفع في اتجاه مواصلة الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة مع تجنب مواجهة مع الولاياتالمتحدة ،الحليف الاكبر لاسرائيل الذي يطالب بوقف اعمال البناء. لكن هل سيتمكن من التوفيق بين هذه المطالب لفترة طويلة؟ فقد اثارت موافقته على بناء 450 وحدة سكنية اضافية في كتل استيطانية في انتظار التجميد المحتمل للاستيطان بموجب مطالب واشنطن، موجة من ردود الفعل السلبية. يعتبر الخبير السياسي يارون ازراحي ، ان «استئناف الاستيطان هذا يعتبر تحركا تكيتيكا قبل التجميد». واضاف ان «هذه المقاربة لا تروق بالتاكيد لنتانياهو المؤيد بشدة للاستيطان ، لكنه مدرك بان موقف اسرائيل حول هذه المسألة اصبح صعبا على الساحة الدولية». ولا تشكل المساكن الاضافية سوى قسم من سبعين الفا سبق ان بنيت ، ستعتبر «مسكنا اعطي للوبي المستوطنين قبل القيام بعملية مؤلمة هي تجميد الاستيطان». لكن هذا الخبير السياسي يخشى ان يؤدي هذا التنازل للمستوطنين الى عرقلة استئناف عملية السلام ، اي ما يشبه «اعطاء مسكن قوي جدا الى درجة انه يقتل المريض». وفي هذا الاطار، ما هي فرص استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين وفرص نجاحها؟ حسب يوسي الفر، المستشار السابق لحكومات عمالية ، فإنه «إذا لم تتقدم المفاوضات ، فإن التوتر سيزيد مع ادارة اوباما ؛ واذا ادت الى نتائج ، فانها يمكن ان تؤدي الى انهيار الائتلاف اليميني» الحاكم. وكان استاذ العلوم السياسية ، ستيوارت كوهين، اكثر ايجابية ، واعتبر ان نتنياهو «نجح حتى الان في المناورة في اطار معقد جدا». وكشف ان رئيس الوزراء «ليس مهددا في صفوف معسكره رغم بعض الاصوات المعارضة» ، وانه تمكن من «تهدئة الامور مع واشنطن بعدما ادركت الادارة الامريكية انه ليس بامكانها ارغامه على شيء نظرا للدعم الذي يحظى به لدى الرأي العام». واظهرت كل استطلاعات الرأي ان غالبية نسبية من الاسرائيليين تعارض اي تجميد للاستيطان ، وان غالبية مطلقة تعارض وقف اعمال البناء في كتل الاستيطان القائمة او في القدسالشرقية التي ضمتها اسرائيل بعد احتلالها في يونيو 1967. وحسب وزير النقل الاسرائيلي ، اسرائيل كاتز، المقرب من رئيس الحكومة ، فإن نتنياهو يعتزم الى جانب المساكن الجديدة ال455 المرتقب بناؤها في كتل استيطانية، السماح باعمال بناء في 12 حيا يهوديا في القدسالشرقية ، حيث يقيم 200 الف اسرائيلي ، وانجاز بناء 2500 مسكن قيد الانشاء في الضفة الغربية. وقال كاتز «لا نتحدث عن تجميد» مبررا استئناف الاستيطان بعدما ابطىء في الاشهر الماضية، بان اوباما لم يتمكن من الحصول على «مبادرات» تطبيع من قبل الدول العربية مقابل تنازلات اسرائيل في مجال الاستيطان. وتأتي هذه المبادرة الاسرائيلية قبل المهمة الجديدة ،المرتقبة ، للمبعوث الامريكي الخاص الى المنطقة ، جورج ميتشل. وكان الرئيس الفلسطيني ، محمود عباس، اعتبر انه «لن يكون هناك داع» للقاء محتمل مع رئيس الوزراء الاسرائيلي على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، اذا استمر الاخير في تسريع مشاريع الاستيطان، وربط مجددا استئناف المفاوضات بوقف الاستيطان.