يتوقع أن يبدأ كريستوفر روس، المبعوث الأممي المكلف بالصحراء، جولة جديدة إلى المنطقة ابتداء من يوم 18 أكتوبر 2010، لبحث إمكانية استئناف المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو المتوقفة منذ فبراير الماضي. وتأتي هذه الزيارة، بينما لا يزال مصير مصطفى سلمة ولد سيدي مولود مجهولا، بعدما أطلقت البوليساريو سراحه، تحت ضغوط مغربية ودولية تطالب بحمايته، والسماح له بالتعبير عن رأيه بكل حرية، وطبقا لمبادئ حقوق الإنسان. ويحل كريستوفر روس بالمغرب في اليوم الذي سيغادره بان كي مون، الذي أعلن بدوره أنه سيزور المغرب ابتدائ من 15 أكتوبر إلى غاية 18 منه، لحضور أشغال الندوة العالمية للحكامة المقررة خلال الفترة نفسها، قبل أن يتوجه إلى فرنسا. وحسب بلاغ الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن روس سيزور المنطقة قصد إجراء مشاورات مع المغرب وجبهة البوليساريو، إضافة إلى الجزائر وموريتانيا، تحضيرا لجولة جديدة غير رسمية من المفاوضات، قد تكون الثالثة من نوعها، مقررة في نونبر المقبل. وكان روس دعا، في وثيقة سرية تم تسريبها إلى الصحافة في يونيو الماضي، كلا من المغرب والبوليساريو إلى تقديم اقتراحات جديدة من أجل إيجاد حلّ للنزاع حول الصحراء، حيث طالب في الرسالة التي وجهها إلى مجموعة الدول الصديقة لقضية الصحراء، أن يقدم المغرب شيئا أكبر من الحكم الذاتي، والبوليساريو شيئا أقل من الاستقلال، في حين دعا الجزائر إلى المساعدة الحقيقية في إيجاد حل نهائي. وهو التصور الذي لم يعلن بعد المبعوث الأممي عن تفاصيل أكثر دقة بخصوصه، مما جعل مراقبين يصفونه بأنه تصور غير واضح. من جهة أخرى، صادقت اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الاثنين، دون اللجوء إلى التصويت، على مشروع توصية تجدد دعم الأممالمتحدة لمسلسل المفاوضات حول الصحراء، وتدعو مجددا كل الأطراف ودول المنطقة إلى التعاون بشكل كامل مع الأمين العام ومبعوثه الشخصي وكذا مع بعضها البعض. وقال محمد لوليشكي، الممثل الدائم للمغرب أمام اللجنة ذاتها في كلمة له، إن مبدأ تقرير المصير لم يكن أبدا، لا في تصوره ولا في تنفيذه، أداة لتصدع الوحدة الترابية للدول، ولا ذريعة لحرمان دول من أجزاء من ترابها، حيث يشهد الجوار ووحدة اللغة والديانة والتقاليد والثقافة على انتمائها إلى أمة واحدة، كما هو الشأن بالنسبة للصحراء المغربية.