رئيس جمعية المجاز المعطل بآسفي للتجديد: قدر ما تتواصل احتجاجات جمعية المجاز المعطل بآسفي، بقدر ما يستمر عدم الاكتراث لمطالبها وهي الطريقة الوحيدة التي تفضلها الجهات المسؤولة من عمالة وبلديات ومجموعة حضرية، وباستمرار هذه الاحتجاجات تتكرس أزمة هذه الشريحة من خيرة أبناء مدينة آسفي التي تبخرت أحلامها أمام عجز المسؤولين عن إيجاد حلول عملية لمحاصرة المشكل والقضاء عليه، وللوقوف على وضعية هذه الفئة ونضالها ومدى تجاوب المسؤولين مع مطالبها، كان لنا هذا الحوار مع رئيس جمعية المجاز المعطل بآسفي السيد عبد العالي درمام. - بداية ماذا عن ظروف نشأة جمعيتكم؟ -- أشكر التجديد على دفاعها عن قضايا المستضعفين متمنيا لها التوفيق، أما جمعية المجاز المعطل فهي جمعية نضالية انفجرت من خلال معاناة المجازين بمدينة آسفي، فكان تأسيسها بتاريخ 28 فبراير 1999 ونعتبر أنفسنا امتدادا طبيعيا لمجازي آسفي المضربين عن الطعام بالرباط سنة 1995 واستمرارا لجمعية المجازين التي تأسست سنة 1996، لكنها لم تر النور لظروف معينة، والتي لازلنا نحتفظ بأرشيفها. - أنتم الآن في اعتصام مفتوح منذ 26 نونبر الأخير بالمجموعة الحضرية من أجل ثلاثة مناصب فقط.. فكيف تفسرون تركيز احتجاجاتكم على البلديات وعمالة الإقليم؟ -- بالطبع نحن نحتج من أجل ثلاثة مناصب، وقد أشرنا لذلك في عدة بيانات نشرتها التجديد وصحف أخرى، لأنها وعد تنكر له رئيس المجموعة الحضرية، أما بخصوص اقتصار نضالنا على ما ذكرت فذلك يتماشى في الوقت الراهن مع كون جمعيتنا محلية وتتحرك وفق طاقاتها وقدراتها، وهذا لا يعني أن الاحتجاج مركزيا بالرباط مغيب، بالعكس فإننا نهيء للقاء تواصلي وتنسيقي مع بعض جمعيات المجازين بمدن أخرى لتحقيق هذه الخطوة. - بالنظر إلي واقع التشغيل بالمغرب ألا ترون كون إصراركم على الوظيفة العمومية يكرس أزمة البلاد؟ -- سؤالك هذا مركب وسأحاول الإجابة عنه على عدة مستويات، أولا: مطلبنا بالوظيفة العمومية حق مشروع، وإذا كانت الدولة تحترم نفسها وتحترم الدستور، فالفصل 13 منه يؤيد هذا الحق، والمغرب يتوفر على خصاص مهول، ولديه حاجيات كثيرة في العديد من القطاعات العمومية، وشبه العمومية، وما مسألة 50 ألف منصب شغل عنا ببعيد وكذا 30 ألف موظف شبح. ثانيا: واقع التشغيل بالمغرب هو حجة على الخطاب الرسمي، لكونه لا يملك استراتيجية للتصدي لملف البطالة رغم أنه يعتبرها القضية الثانية بعد الوحدة الترابية، والغريب في الأمر، هو ارتجالية كل المبادرات التي اتخذت في هذا الشأن وللمثال: ماذا استفدنا من مناظرة مراكش 98؟ وأين هي تلك الأوراش التي سيهتز بها المغرب؟ ولماذا تم حل المجلس الوطني للشباب والمستقبل؟ وحتى الحكومة الحالية خيبت الآمال، فالبضاعة التي عرضت بارت، وأعني التشغيل الذاتي، الذي كانت نتيجته فشل ما يفوق 2000مقاولة وتهديد 500 مقاول شاب بالإكراه البدني، التكوين التأهيلي لازال خريجوه معتصمين بالرباط، أما التكوين من أجل الإدماج الذي استغني عنه فمصيبة أكبر.. ثالثا: أسطوانة الأزمة التي تتكرر دائما، لسنا مسؤولين عنها ولسنا مطالبين بإيجاد حلول لها لأنه هل يعقل أن تكون أجرة وزير فرنسي تعادل 8 مرات الحد الأدنى للأجور؟ بينما أجرة الوزير عندنا تعادل 50 مرة الحد الأدنى للأجور؟ وهل يعقل أن يكون التعويض السنوي لوالي بنك المغرب مليار سنتيم؟ وتعويض وزير المالية 700 مليون سنتيم سنويا؟ - عودة إلى أسفي.. أصدرتم عدة بيانات تطالبون فيها السلطة الوصية بتنفيذ الوعود، أين وصل هذا الملف؟ --نحن جمعية المجاز المعطل نعتبر المطالبة بالوظيفة العمومية هي الأصل، والحلول الأخرى استثناء، تحقيقا للمرونة والواقعية أثناء تعاملنا مع ملف التشغيل، وفي هذا الباب قدمت عمالة الإقليم مجموعة من الوعود منها 4 مناصب شغل، وعددا من رخص سيارات الأجرة، والأكشاك ورخص النقل المزدوج، لكن التماطل والتسويف هما سيدا الميدان، وللإشارة، فقد حظي الإقليم ب 148 رخصة نقل نتأسف لكون الزبونية والمحسوبية هي معيار توزيعها. - وعن علاقتكم بالجمعية الوطنية لحملة الشواهد بآسفي؟ -- في الواقع نتأسف للحملة التي شنتها هذه الجمعية ضدنا كاتهامنا بالخيانة والانشقاق والعمالة، رغم هذا فأيدينا ممدودة لهؤلاء للتنسيق حول بعض القضايا التي نرى أن التكتل المرحلي مهم لتحقيقها. - إذ هناك آفاق للوحدة بين الجمعيتين؟ -- هذا الأمر مستبعد حاليا، فلكل منا خصوصياته، وهذا يدفعني لإبداء بعض الملاحظات بخصوص الجمعية الوطنية لحملة الشواهد، فمركزيا الكل يتذكر الفخ الذي أوقعه المكتب التنفيذي بفروع الجمعية في وقفة 26 أكتوبر 1998، حيث حضر نصف ساعة قبل الموعد المحدد ليحاصر ويحمى من الضرب الذي نزل بالفروع، أما محليا، فغالبا ما يستخدم المعطلون لغير صالحهم كمشاركة معطلي جمعة اسحيم في الوقفة الاحتجاجية لموظفي جماعة ثلاثاء بوكدرة بتاريخ 18 دجنبر 2001 ضد القابض البلدي لمجرد الصداقة التي تربط أحد أعضاء الجمعية بالكاتب الإقليمي للاتحاد المغربي للشغل، إضافة لتوظيف مشبوه لأخ الرئيس السابق للفرع الذي نتج عنه انسحاب عدد من المناضلين.. - كلمة أخيرة -- ندعو مسؤولي المدينة إلى تفهم مطالبنا والإسراع بتنفيذ الوعود، وكما ندعو جماهير المجازين إلى الالتحاق بإطارهم العتيد جمعية المجاز المعطل، وتحياتنا لجميع الأقلام التي ساندتنا ونتمنى أن تستمر في مساندتنا مستقبلا، ونتأسف لجريدة الأيام التي أقصت قضيتنا من استطلاعها الأخير حول آسفي رغم زيارة مراسلها لمعتصمنا بالمجموعة الحضرية. حوار: حسن أتلاغ